العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ

ماتشالا والهروب من المسئولية!

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

من يتحمل أسباب الخسارة التي تعرض لها منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام اليابان؟ سؤال يحتاج إلى أجوبة وافية وصريحة بعيدا عن الدبلوماسية، وخصوصا أننا سنلعب بعد يومين مباراة مهمة أخرى أمام المنتخب القطري الذي حصد أولى نقاطه الثلاث بفوزه الكبير على أوزبكستان على أرضه وبين جماهيره، بعد أداء قوي أرسل من خلالها رسالته إلى منتخبنا بانه سيكون الرقم الصعب في المباراة المقبلة التي ستقام في الدوحة.

عندما تكون هناك أخطاء فنية واضحة في طريقة اللعب وكيفية التعامل معها مع فريق قوي وصعب ويمتلك التاريخ الكبير على المستوى الآسيوي، ولا يستطيع الفريق المقابل أي (البحرين) أن يفرض وجوده بل المجاراة، فإن هناك خللا واضحا يحتاج بالتأكيد إلى معالجة سريعة خلال الـ90 دقيقة ولكن هذا لم يحدث ابدا.

الانكشاف الدفاعي الواضح ناجم من سوء حال الوسط، إذ لعب المدرب بلاعب ارتكاز واحد فقط هو محمود جلال، الذي كان يحتاج إلى لاعب آخر مساند له في ظل هذه المواجهة الصعبة مع لاعبين محترفين يتميزون باللياقة البدنية العالية والسرعة والمباغتة في الانتقال إلى منطقة المنافس، بل التحول السريع من جهة إلى أخرى، وهذه المواجهة تحتاج إلى مجهود مضاعف وعمل غطاء بشري قبل الخط الخلفي؛ لكي لا ينكشف، ولكن ما شاهدناه ضياع خط الوسط إذ لم يكن هناك تنظيم في الأداء والتمرير، ما جعل خط الدفاع الخلفي يلجأ كثيرا إلى ابعاد كراته عشوائيا إلى الهجوم غير الفاعل؛ بسبب سوء حال الوسط الذي لم تكن له بصمات فنية لا في الحال الدفاعية ولا الهجومية.

المساحات الكثيرة التي تركها لاعبو الفريق خالية استطاع من خلالها الفريق الياباني أن يمرر كراته بأريحية طوال المباراة، ولو أراد أن يحرز الأهداف لقدر، وأضاع الكثير من الفرص المؤكدة، وكان يعمد إلى قتل الوقت بتمريراته وامتصاص الحماس، فهذه الأمور أيضا أعطت الفريق الياباني القدرة على السيطرة الميدانية.

الروح القتالية التي كان يتمتع بها الفريق في مبارياته السابقة كانت مفقودة تماما، ما يؤكد أن إعداد الفريق النفسي كان فيه الخلل الكبير ويتحمله المدرب نفسه والجهاز الإداري، وهذه النقطة أسوقها باعتراف المدرب نفسه عندما قال في المؤتمر الصحافي ان عزيمة اللاعبين في التدريبات كانت مختلفة تماما عما هي عليه في المباراة، في اشارة لعدم وجود الإعداد النفسي الجيد، أضف إلى ذلك يريد المدرب من خلال هذا الكلام ان يبرئ نفسه من الخسارة، إذ لم تكن لديه الشجاعة الكافية في الوقوف أمام الإعلام الرياضي وتحمل مسئولية الخسارة لأنه فعلا يتحمل الكثير منها؛ لطريقته العقيمة وإصراره على تعنته في ابعاد الوجوه التي من الممكن أن يستفيد منها المنتخب الوطني، إذ أظهرت مباراة الأمس أمسّ الحاجة لوجود لاعب الارتكاز في المحرق راشد الدوسري، الذي يعد الأفضل حاليا لشغر هذا المركز إلى جانب القائد محمود جلال، وأيضا من الضروري وجود محمد حبيل في الجهة اليمنى؛ لإعطاء المرزوقي دورا آخر والاستفادة من طلعات حبيل الصغير الأمامية، وخصوصا الآن ونحن نعاني في ظل إيقاف محمد حسين وفوزي عايش، وبالتالي نحن نحتاج إلى لاعب خبرة لا ان نجرب آخر كما هي عادة المدرب!

ولا ندري لماذا يصر على رأيه، والمصلحة الوطنية تتطلب اشراك هذين النجمين في المنتخب فورا، ولابد من تدخل من قبل المسئولين في اتحاد الكرة لاقناع المدرب بأهمية المرحلة، ولان المدرب لن يدوم معنا وسيرحل يوما ما حتما، وبعدها لن ينفع الندم ولا الحسرة أو عض الانامل، وقبل فوات الأوان علينا التحرك في هذا المجال.

الغريب في الأمر عندما تلاحظ أسماء لاعبي الاحتياط هناك 3 من الهجوم واثنان من الدفاع وواحد في الوسط وحارس مرمى واحد فقط، وحتى هذه القائمة غير دقيقة؛ لأن فيما لو حدث للحارس الأساسي أي طارئ سواء طرد أو إصابة فاننا سنكمل المباراة من دون حارس احتياطي! وحصر أوراقه في الجانب الهجومي مع اننا كنا نحتاج إلى أوراق في الوسط، إذ لم يكن سوى محمود عبدالرحمن الذي ادخله في الشوط الثاني، هل هذا الأمر يتحمله اللاعبون أيضا وليس للمدرب أي يد طولى، الذي صار يتخبط في وضع القائمة الأساسية والتبديلات من دون أن تكون هناك أساسيات فنية لهذه التبديلات لتحويل مجرى اللعب لصالحنا، وحتى الفترة الزمنية التي أحرزنا فيها الهدفين لم نكن الأفضل، ومن يقول غير ذلك فعليه أن يرجع إلى شريط المباراة للتأكد مما نقوله.

عموما هناك أخطاء فنية واضحة وعدم إعداد نفسي للفريق وإعطاء صورة واضحة للمنتخب الياباني، بل لم تكن القراءة الفنية سليمة فخسرنا اللقاء بأخطاء المدرب وبمساعدة من اللاعبين الذين غابت عنهم الروح القتالية التي تغطي دائما هذه الأخطاء. في مباراة قطر علينا أن نجهز الفريق نفسيا أولا لابعاده عن الآثار السلبية لخسارة اليابان، والعمل على قراءة الفريق القطري بحسب إمكاناتنا الفنية وابطال مفعول المعنويات التي يتمتع بها الفريق القطري بعد فوزه الكبير على أوزبكستان، وعندها سنستطيع إحراز النتيجة الايجابية لو أحسن المدرب وضع الطريقة الفنية المناسبة. نأمل من الأحمر أن يتجاوز هذه السلبيات ويعود بالنقاط الثلاث من جديد.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً