العدد 2265 - الإثنين 17 نوفمبر 2008م الموافق 18 ذي القعدة 1429هـ

العنف الأسري... أين الحلول؟

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

صحيفة «الشرق» القطرية أوردت في عددها الصادر في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2008 معلومات مختصرة عن «المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة» من خلال تقرير أصدرته المؤسسة ذاتها تحدثت فيه عن الجهود التي قامت بها لحماية الطفل والمرأة ما بين العامين «2004 و 2007».

وجاء في هذا التقرير ان المؤسسة استقبلت 1488 حالة منها 913 حالة أطفال و575 حالة نساء، وأن المؤسسة تسعى إلى وضع استراتيجية تعزز من خلالها وسائل حماية المرأة والطفل وتحقق لهما حياة آمنة مستقرة...

جميل أن تكون في قطر مؤسسة ترعى حقوق الأطفال والنساء، والأجمل ان يكون فيها مؤسسة ترعى حقوق المستضعفين من الرجال الذين يتعرضون لعنف أسري من زوجاتهم قد يودي بهم إلى الموت أحيانا...

في اعتقادي أن مسائل العنف الأسري موجودة في العالم كله، وأجزم أنها عند الغربيين أكثر بكثير مما هي في بلادنا العربية على رغم كل ما يقال عن حقوق المرأة والطفل في تلك البلاد، الفارق أن المعتدي في بلاد الغرب يلاقي عقوبة رادعة أما في بلادنا فقد تنتهي المسائل بسلام في غالب الأحوال وهذا ما يجب القضاء عليه وإيجاد قوانين صارمة تردع من يعرض أسرته للتهديد والعنف...

بعض الأطفال يتعرضون لمعاملة قاسية من آبائهم أو أمهاتهم، أو زوجات آبائهم، وقد يموت بعضهم، وقد يتشوه البعض الآخر، وقد يعيش آخرون أوضاعا نفسية مؤلمة طوال حياتهم...

في بلادي - السعودية - حالات مؤلمة تحدثت عنها الصحافة، أطفال ماتوا تحت تعذيب آبائهم، وآخرون تكسرت بعض أعضائهم... وأجزم أن هذه الحالة تتكرر في بلاد أخرى كثيرة.

هناك أطفال يسرقون من هنا أو هناك، ثم يوظفون في سرقة الآخرين، وقد تكسر بعض أطرافهم ليكون عطاؤهم أكثر وأفضل، أما الاستغلال الجنسي فحدث عنه ولا حرج!

في عالمنا فتيات يافعات يمنعهن آباؤهن من الزواج من الكفء بغية الاستفادة من رواتبهن ان كن عاملات أو جعلهن موقوفات على خدمة الأب أو الأخ أو زوجة الأب أو زوجة الأخ أو ما شابه ذلك من الاستغلال البشع الذي يتنافى مع أبسط قواعد الدين أو الاخلاق...

وفي عالمنا العربي - أيضا - رجال - بل أشباه رجال - يعتدون على زوجاتهم بكل أنواع الاعتداءات اللفظية والجسمية، وقد يحرمونهن من أبسط حقوقهن الإنسانية، وقد يأخذون منهن كل ما يملكنه من مال، كل ذلك بحجة أنه الزوج وأنها الزوجة، وأكثر ما يفعل ذلك المخمورون والحشاشون وأشباههم... ولو أدرك هؤلاء أن هناك عقابا رادعا ينتظرهم لترددوا كثيرا قبل ان يفكروا في عمل أي شيء يسيء إلى زوجاتهم.

وفي عالمنا العربي قضاء متكاسل لا يحقق للمرأة أبسط حقوقها، ويتركها تتردد أشهرا طويلة بين هذا المكتب أو ذاك، وقد لا تحصل في نهاية المطاف على حقها من زوج سيئ لا قيمة له، ولو أدرك القضاة ان من أبسط واجباتهم انصاف الضعيف، والمرأة - بكل أسف - ضعيفة في بلادنا، وهي - للأسف أيضا - تساعد في إضعاف نفسها بسكوتها عن معظم حقوقها، أقول: لو أدرك القضاة ذلك لغيروا كثيرا من سلوكهم مع المرأة التي تضطرها ظروفها السيئة إلى الذهاب إلى المحاكم...

ولو كان في عالمنا مثل «غادة جمشير» ومثيلاتها لقل اضطهاد المرأة كثيرا، وعندما يقل اضطهاد المرأة يقل أيضا اضطهاد الطفل...

أتمنى من المؤسسة القطرية أن تستفيد من المؤسسات المماثلة ولاسيما مؤسسات السعودية، وخصوصا فيما يتعلق بالحلول التي يجب اتخاذها للتقليل من هذه الظاهرة السيئة.

ليس المهم أن تحتضن المؤسسات الأطفال أو النساء، لكن الأهم كيفية إصلاح أولئك الرجال الذين انتزع الله الرحمة من قلوبهم كما انتزع عقولهم قبل ذلك، لابد من برامج توعوية، ولابد من عقاب رادع بحكم الشرع

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2265 - الإثنين 17 نوفمبر 2008م الموافق 18 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً