العدد 2307 - الإثنين 29 ديسمبر 2008م الموافق 01 محرم 1430هـ

غزة تحت الحصار والنار

عبدالمنعـم الشـيراوي comments [at] alwasatnews.com

واخجلتاه يا عرب! أيعقل أن تعلن الحرب على المقاومة الفلسطينية وثقافة المقاومة من قاهرة عبدالناصر؟

أيعقل أن تهدد العروبة وتستباح الكرامة العربية والقومية وتلقى تبعة المذابح والجرائم الصهيونية على المقاومة وثقافة المقاومة من مصر العروبة.

عار ما بعده عار ذلك الذي نشعر به ويمارسه النظام الرسمي العربي من دون أن تهتز شعرة واحدة في رؤوس القائمين عليه والمسيرين لتوجهاته.

ثم وبعد كل هذه الجرائم وهلى رغم حجمها وما هيتها الإبادية يخرج علينا أحد كهنة الحزب الحاكم في دولة عربية على الفضائيات ليلقي بتبعة الجريمة على الضحية ويوجد المبررات للجلاد.

وكأن ذلك لا يكفي فيخرج علينا عراب أوسلو ووزير خارجية عربي ليقارنا ليس فقط بين الضحية والجلاد ويؤكدا بما لا يقبل الشك مشاركتهم الكاملة في جرائم الاحتلال الصهيوني ويحقرا عقل المشاهد العربي بأن قرار وقف الجريمة بيد من بيده الأمر والقرار في غزة، بل هما يحاولان إلقاء تبعة الجرائم الصهيونية على حماس والمقاومة وشعبها، متجاهلين أنه وحتى خلال التهدئة التي كانوا عرابيها لم تتوقف جرائم الاحتلال الصهيوني لا قتلا للبشر والمناضلين ولا تجريفا للأرض والزرع، ودع عنك الحصار وتجويع أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.

فهل نسي عراب أوسلو أن الكرامة والحقوق الفلسطينية لم ولن يعيدها أولئك الذين يتاجرون بقضية هذا الشعب، أو يوفرون الإسمنت لبناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري، ولا من يهربون الأجهزة الخلوية في سياراتهم. فمن يخاف على دماء شعبه ومناضليه بحسب ادعاءات عراب أوسلو، فليتعلم حتى من أعدائه بأن لا يصافح يدا تمخضت بدماء شعبه ورفاقه.

«فتح» يا عراب أوسلو هي «فتح» خليل الوزير وياسر عرفات والشرفاء من المقاومين... «فتح» هي المقاومون الشرفاء الذين جردتهم سلطتك من أسلحتهم، مع أنهم كانوا أول من أطلق الرصاصة الأولى في مسيرة الثورة الفلسطينية. هم أولئك الذين لا يقبلون لا وصايتكم ولا اتفاقاتكم الاستسلامية.

أم هل نسي سعادة وزير الخارجية دماء الشهداء من ضباط وجنود مصريين أسرى تم إعدامهم بدم بارد خلال حرب 1967.

أهذه هي الأنظمة التي تعوّلون عليها خيرا لشعوبنا وحماية لشعبنا العربي الفلسطيني وموقفا يحفظ حقوقه الشرعية!

واخجلتاه.

هؤلاء الأدعياء يحاججون المقاومة وثقافتها بعدد الشهداء من الطرف المقاوم، مقارنة بعدد القتلى من أعدائه، ناسين ومتجاهلين حقيقة أنه لو مارسوا ما مارسته الثورة العربية المصرية والنظام المصري في دعمه لثورة الجزائر، أو ما مارسه الشعب والنظام السوري في دعمه للمقاومة الباسلة في الجنوب اللبناني، بدلا عن مساهمتهم ومشاركتهم الفاعلة في حصار شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة، لاختلفت موازين القوى ولأحدث ذلك الدعم فرقا نوعيا في ساحة المعركة.

هل هم ينسون أو يتناسون أن تلك هي ضريبة الحرية والكرامة وفاتورتها التي دفعتها كل الشعوب التي ناضلت من أجل حقوقها وحريتها. فالشعب الفيتنامي قدم أكثر من عشرة ملايين شهيد على مذبح حريته وكرامته واستقلاله، فاضطر الأميركيون للهروب تاركين عملاءهم وراءهم كما فعل الصهاينة العام 2000 في لبنان.

أليس غريبا ما نسمعه من تصريحات، فمجلس الأمن قلق من تدهور الأوضاع ومن حالات العنف غير المسبوقة!، ومسبب القلق هذا ليس الاحتلال الصهيوني الذي لم يعترف يوما بالقرارات الدولية وعلى رأسها حق العودة، وإنما ذلك الشعب المقاوم وفصائله المقاومة التي أبت الذلة واختارت كما قال شيخ المقاومة وقائدها في خطبته مساء الأحد الماضي «بين التلة والذلة»، واختارت أن تقاتل وتضحي دفاعا عن شعبها وحريتها وقضيتها لا فرق بين حمساوي أو جهادي أو فتحاوي أو شعبي أو ديمقراطي. فالشرائع الدولية كلها تكفل لأي شعب محتل (بضم الميم) أن يقاوم ويدافع عن حريته ويقاتل المحتل، وخصوصا إن كان عدوه ومن أحتله جيشا خلقت له دولة.

نعم لقد كان وصفا صادقا وإسقاطا واقعيا لسماحة السيدحسن نصر الله، فنحن أمام كربلاء العصر الحديث بكل معانيها.

أو ليس الأحرى بالدول الغربية المتآمرة كما هو الحال لبعض أنظمتنا العربية أن تبادر إلى دعم من احتلت أرضه، أو وذلك أضعف الإيمان أن تفرض القرارات الدولية وعلى رأسها حق العودة كما هو حالها في فرض تلك القرارات، وخصوصا الجائرة منها على العراق وإيران وكوريا الشمالية.

أليس الكيل بمكيالين يفقدهم صدقيتهم وحياديتهم التي يدعونها؟

إذن فالمطلوب في هذه الهجمة الشرسة والجرائم المروعة ليس فقط رأس القوى والفصائل المقاومة، وإنما ثقافتها في فلسطين ولبنان والعراق لكي يتستروا وينهوا جريمة اغتصاب فلسطين ويوطنوا شعبها في الشتات، وفي الدول التي يوجدون فيها من أجل صياغة شرق أوسط جديد تهيمن عليه الإمبريالية الأميركية وتتحكم الصهيونية العالمية في قراره وموارده.

ألا يحق بعد كل هذا للضحية أو الضحايا أن يوجهوا ضرباتهم إلى كل المشاركين والمساهمين في هذه المؤامرة وهذه الجريمة البشعة ويهددوا مصالحهم أينما كانت؟ من سيلومهم بعد ذلك؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعـم الشـيراوي"

العدد 2307 - الإثنين 29 ديسمبر 2008م الموافق 01 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً