العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ

احذروا الغضب الموقوت

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تعريف الغضب هو أنه عبارة عن تراكمات للزعل المكبوت داخل النفس... نتيجة لعوامل تسلب الكثير من الحقوق الإنسانية! فحينما يغضب تتفجر كل الأحاسيس الإرادية وتصبح لا إرادية بما معناه بأنها تتحرك باتجاهات يصعب بعدها إدراك ماهيتها أو الكيفية التي تصرفت بها أثناء تلك التراكمات التأزمية!

والغضب من الأحاسيس المهمة جدا في التعبير عن الذات الإنسانية لما فيه القدرة الهائلة والطاقة الجبارة التي تؤدي إلى التغيير ولولاه لما أصبحت الأمم في تغير وتطور دائم مستمر! فبالغضب تقلب الشعوب الحكام الظالمين وبالغضب تزال الأنظمة الفاسدة... وتغير كل المفاهيم التي كانت سائدة! وبالغضب أيضا قد تُكسّر الدنيا، ويعم الخراب، ذلك في حال إذا ما كان الغاضبون لا يعرفون الكيفية التي يوجهون بها نتاج طاقة ذلك الغضب الجبار!

وهو يصدر عادة عن بشر تأزموا وكبتوا إلى فترات طوال وصبروا دون الحصول على ما يريدون من حقوق.

وثم تحركوا بطاقة الغضب التي شلت كل ما حولهم قبل أي نوع من تنظيم أو دراستة لتوجيه غضبهم للفائدة المرجوة وهو العائد العكسي من دماء وخراب ودرك أسفل ومعاناة!

فحينما يحتل الغرباء البلاد ويأخذون ما هو للعباد من أرزاق وديار ثم ترفسونهم خارج وظائفهم وأشغالهم فإن غضب الدنيا كله لا ولن يكفينا للتذمر أو التعبير عن مقدار ذلك السخط والغضب الذي يتكور بدواخلنا، وهو الشيء الأسوأ والذي يولد تلك الثورة الهائمة ومن دون تخطيط!

وحينما نجد حكومات تتواطأ مع الغريب وتقف ضد شعوبها فكيف للعقل من أن يتصرف بحكمة بينما يبدأ المظلوم بتدمير الخير وعلى حساب الشر!

ولكننا نعود إلى العقل، لنقول إنه هو زينة الإنسان وتاجه، فالتحكم بالقدرات وبالطاقة الكامنة هو من ضروريات وأسس العمل المنظم، والهدوء المصحوب ببعض الغليان وهو العجلة التي تقوم بدفع وضخ تلك الطاقة إلى العمل الإيجابي إلى تحقيق المكتسبات.

فبالتخطيط والحوار قد تأتينا بعض الثمرات، والأشياء هذه هي التي تؤجل الثورة عادة إلى حين نضوجها! وهي التي تمهد دائما للحصول على الحرية والمساواة والعدالة بين المواطنين! فثورة الشعوب، لا تأتي اعتباطا ومن دون تنسيق، وهنالك التأجيج والتحضير والتمهيد! أولا وذي بدء والاحتلال والمحتل عن طريق التجنيس العشوائي لابد من إيقافه ومقاومته وأن نخلط شعبا مسالما طيبا بشعوب همجية جائعة لاجئة جاءت لتفتت وتسلب حقوقنا، لن يخلق بيننا إلا أوجاعا ونقمة وأجيالا شديدة الغضب للاحتلال التجنّسي هذا وللغزاة الجدد والله فقط يعلم حصيلة غضب تلك الأجيال! فاحتلال البيت وطرد أصحابه هو ليس مزحة تنسى بعد عدة أيام.

إنما هو تدنيس لحركة أهل البيت والغوص في الطين حتى الرُكَب وهو ليس صميم الوجود الإنساني في هذا الكون! وحينها سينقلب السحر على الساحر وربما يقوم مجنسون سياسيون.

ذاتها التي قدمت لهم الجنسية على «طبق من ذهب» وزينت لهم النجوم والأقمار في بيوت مغتصبة من أبناء شعبها! هكذا صرحت وقالت لنا كتب التاريخ حينما استنجد الحكام في الدولة العثمانية بالأتراك وأعطوهم المراكز الحساسة والجنسية والعسكرية في الدولة، ثم قلبوهم واستفردوا بالحكم، كل الحكام والعرب يقرأون التاريخ والذي فيه يكررون الأخطاء كل يوم وعلى مر الأزمان!

وكما سكتوا ويسكتون عمّا يدور في غزة من دمار وأشلاء وأشتات وهم ساكنون وخائفون من التعبير أو المقاطعة أو التدخل في شيء مما يدور، وأميركا النذلة تقدم كل شيء، هو زمان الغضب والذي آن أوانه في سبيل الحصول ولو على جزء من استرجاع الحقوق المسلوبة.

فالشعوب الضائعة لا يهمها الموت في سبيل تحقيق أمانيها وأهدافها وحينما يصبح الحوار عقيما ومن دون فائدة وفاقد الشيء لا يعطيه ومن يعيش من دون حقوق لا يهمه أن تضيع حياته بعدها في سبيل قضيته، فالغضب الموقوت هو القنبلة المنتظرة وللحكام الاختيار.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً