العدد 234 - الأحد 27 أبريل 2003م الموافق 24 صفر 1424هـ

إنه زوجك

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

برزت بوضوح في السنوات الأخيرة ظاهرة الزواج بالسكرتيرات الأجنبيات، بل وللأسف الشديد الخادمات... في الحقيقة ان اصابع الاتهام تتردد كثيرا وهي تشير الى الزوجة فقط، وتحملها مسئولية ما حدث... بل كلاهما ساهم الى حد كبير في تشجيع المعنية على انجاز مهمتها وتحقيق هدفها وانتصارها في هدم صرح حياتهما الزوجية.

سيدتي أنتِ من قرب عود الثقاب من زجاجة الكيروسين ووقفت بعيدا غير مبالية بالامور وتطورها، بل اعتبرت ما يحدث من أمور صغيرة تافهة لا قيمة لها في حياته حتى حدث ما لم يكن بحسبانكِ، رفعت صوتك شاكية باكية واتهمت زوجك بقلة الاصل والوفاء والصدق، بل تجاسرت أكثر بوصفك إياه بالخسة وشهرت به في كل مكان... وانت انت من تبنى قصة الحب هذه وأغفل عينيه وعقله وقلبه وتجاهل واعطى الكثير من التنازلات وسمحتِ لها عن طيب خاطر ان تلعب ادوارك في حياته وتقوم بواجباتكِ أمامه، وألغيت نفسك ووجودك، فلماذا الثورة عندما نصب في قلبه الاخرى، نعم لقد تركت المجال مفتوحا امام علاقة لو شئتِ لم تنم ولم تترعرع ثم تصرخين أهانني جرح كبريائي لم يقم وزنا لمشاعري. بربك ما هذه المخالفات وانت من بدأ بظلم نفسه بتخليه عن واجباته وبالتالي حقوقه واعتقد انك توافقيني على انه من لا واجب عليها لا حق لها - أليس كذلك؟

لقد جعلت منها الزوجة البديلة ترعى وتنظم جميع شئونه وشئون بيته تستقبله عند عودته متعبا عند باب المنزل أو المكتب ثم تودعه صباح اليوم الثاني وعند الباب ايضا بابتسامة مشرقة متربصة بعد ان تسأله بودٍّ عما يفضل من أكل لهذا اليوم. وأنتِ اما تغطين في النوم أو خرجت لعملك قبل ان يخرج ثم اذا عاد محملا بالحاجات من أجلك وتلبية لطلباتك أخذتها من يده بلهفة بعد ان أكملت زينتها وأسرعت اليه بكأس من الماء البارد ليطفئ لهيبه وانتِ مشغولة جدا. اما بمكالمة هاتفية أو في سريرك متعبة من العمل، أو خرجت لبعض شئونك وليت الامر يقف الى هنا. بل انك تتركينها معه لساعات بذهابك إلى النوم باكرا وتبقى هي ساهرة على راحته متربصة لنقطة الضعف فيه أو لامور اخرى حتى استطاعت وبذكائها في وقت قصير معرفة ذوقه في كل شيء ما يستثيره من العطر وما يريحه من اجواء ما يطربه من موسيقى وما يعجبه من برامج تلفزيونية.

وأنتِ؟ انت ايتها الزوجة عجزت عن فهمه كرجل وزوج وانسان وخيل لك غرورك انك قد ملكتيه وللأبد، عفوا سيدتي انت تملكينه بالود وبالحنان بالحب بالتجديد في الحياة والمظهر والمسكن، كوني له كل النساء اذا اردت استعباد قلبه وحبه والسكنى في أعماقه وبين ضلوعه حتى لا تبقى زاوية صغيرة تنفذ منها الى قلبه تلك الاخرى المتربصة دائما لمعرفة الخلل في تركيبة حياتكما معا الملتمسة طريقها بخبث وهدوء الى زوايا قلبه.. والحديث في هذا يطول.

وأنتَ أيها الزوج الفاضل، ما هذا الضعف الشيطاني الذي أفقدك صوابك ودفعك لترتبط بواحدة انت تجهلها وستبقى ما حييت تجهلها ولن تعرف عنها الا ما ترغب هي في اطلاعك عليه. كان بامكانك التفاهم مع زوجتك والتقرب منها أكثر ومناقشتها فيما يزعجك وما يعجبك قبل انهيار البناء وصد الاخرى بدلا من تشجيعها على التمادي. انها لحظات الضعف التي يجب قهرها بالقوة.. انني على ثقة تامة بان زوجتك تحبك وبطريقتها ولكنها مطمئنة اليك واثقة منك فلماذا الغدر لماذا تخليت عنها. زن الامور بعقلك لا بقلبك وعد لاحياء ما ذبل من مشاعركما بدلا من البحث عن اخرى لا يصلك بها دم ولا دين ولا اخلاق ولا يقربك منها ارض ولا قيم ولا مبادىء غريبة عنك حتى باهدافها لاصلة بينكما على الاطلاق وستعرف هذا بعد فوات الأوان وصدقني حتى الاولاد لن يكونوا رابطة دم بينكما لا تخادع نفسك ولا تغالطها عد الى رشدك وبيتك وزوجتك وخذ بيدها واصلح ما فسد من طباعها وأبدأ معها الحلم من جديد. وانتِ سيدتي حاولي اصلاح ما فسد واسترجاع ما أخذ منك وتسامحي بلا حدود... انه زوجك

العدد 234 - الأحد 27 أبريل 2003م الموافق 24 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً