الحوار الذي دار يوم أمس كان عن وسائل قديمة لمعالجة الجنون الذي قد يصاب به أحد المهووسين بكره طائفة أو فئة معينة... وقد تداول مرزوق مع أحد الصحافيين فكرة تخصيص عمود يومي لأحد المهووسين بكره طائفة أو فئة ما لكي ينفث بعض جنونه بصورة يومية ولكي يتطمش عليه الآخرون...

غير ان الحوار استمر عن إمكانية المعالجة بطرق حديثة، فالطرق القديمة تعتمد على وسائل تمنعها وزارة الصحة. فلا يمكن ان «نفصد» المجنون حتى نخرج جزءا من دمه المتدفق بصورة مضطربة على رأسه كما كان يفعل أهل البحرين سابقا، ولا نستطيع ان نستخرج «زيران» المجنون عبر الوسيلة الهندية التي تتطلب وجود أحد السحرة وعدد من الذين يصفقون بينما «يفتر» المجنون داخل حلقة التصفيق الى فترة يحاول الساحر تقصيرها عبر النظر بحدة في عينيه وثم تحريضه على الدوران حتى يخرج الزيران...

هذه الأساليب القديمة لا يمكن تطبيقها إلا إذا وافق المعتوه على الانصياع إليها بسرّية ومن دون معرفة وزارة الصحة... إذا لابد من وسيلة حديثة، ولذلك اتصل مرزوق بأحد الأطباء وسأله إذا كانت هناك طريقة لمعالجة أحد المهووسين الذين لا هم لهم ولا شغل لديهم سوى كره الآخرين والحقد عليهم والكتابة ضدهم بسبب أو من دون سبب.

مرزوق: هل هناك طريقة طبية حديثة لمعالجة أحد المجانين الذين يكرهون إحدى الفئات أو إحدى الطوائف ولا يستطيعون التوقف عن كره الغير؟

الطبيب: نعم، طبعا هناك وسيلة، وإلا لماذا نحن أطباء، ولماذا نحن في «هواش» مستمر مع وزارة الصحة...

مرزوق: خل الهواش مع وزير الصحة، ويمكن نتناقش في يوم آخر، أخبرني عن العلاج الطبي الحديث لأحد المهووسين بكره أحدى الفئات أو أحدى الطوائف...»

الطبيب: لدينا أفضل أسلوب، وهو «الاستنساخ».

مرزوق: نعم، الاستنساخ، تريدنا ان نستنسخ مجنونا يكره الآخرين؟

الطبيب: اسمع، ان الاستنساخ ليس بالضرورة يستنسخ المخ، يمكننا ان نستنسخ جميع الأجزاء ما عدا المخ، إذ يمكن ان نضع فيه مخا واحدا يحب الآخرين ولا يكره أحدا...

مرزوق: كيف؟

الطبيب: أولا نقوم بانتزاع خلية تحتوي على عدد كامل من الكرموزومات في المجنون الطائفي. ثم نفصل نواة الخلية وندمجها بخلية أخرى من عند شخص غير مجنون، ونقوم بصعق الخليتين بصاعق كهربائي لدمجهما بصورة مناسبة، ثم نضع الخلية المصعوقة في مزرعة نسيجية فينينتج عن ذلك جنين نقوم بعد ذلك بوضع الجنين في بطن أم لكي تحمله وتلده....

مرزوق: أأنت طبيب أم مجنون آخر؟

الطبيب: لماذا؟

مرزوق: انتم عندكم وقت تقومون بهذا العمل، وأنتم «متفاغصين» مع وزيركم ويمكن يستبدلونكم بنسخ غيركم، بمعنى آخر «يفنشونكم»... مو بعد تقدرون على استنساخ المجانين... ثم إحنا لدينا مجانين كفاية ولا نريد هذا العلاج من الأساس..