العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ

الغياب الجماهيري وصمت اتحاد الكرة!

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

لم تحرك المدرجات الخالية في معظم مباريات دوري كأس خليفة بن سلمان هذا الموسم ساكن اتحاد الكرة لإيجاد السبب المؤثر والمباشر وراء عدم حضور الجماهير لهذه المباريات كما كان أيام السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات، إذ كانت المدرجات في تلك الحقبة تعج بالحضور الجماهيري في معظم المباريات وخصوصا مباريات الفرق الكبيرة، ويومها لم يكن الحديث منصبا على الاحتراف أو غيره من الأمور المؤثرة في الحضور.

هذا الغياب الجماهيري الكبير لم يحرك اتحاد الكرة لتشكيل لجنة خاصة تبحث بعمق عن السبب الرئيسي وراء هذا الغياب وكأن الأمر لا يعني اتحاد الكرة، حتى روابط التشجيع في الأندية لم تكن كما كانت من قبل، وهذه سلبية وحدها تحرك المعنيين من أجل البحث عن الحلول، ولكن أيضا اتحاد الكرة كعادته كان صامتا.

الغريب في الأمر نرى خروج بعض الأعضاء في الاتحاد علينا في تصريحات صحافية ليقول لنا مؤكدا أن نظام الاحتراف إذا تم تطبيقه في البحرين فسنرى المدرجات تعج بالحضور الجماهيري وسترجع الحياة لهذه المدرجات بعد سنين عجاف!

ولكن ردنا عليه جاء من أرض الواقع لا بكلمات الخطابات المكررة، ووفق ما هو موجود على أرض الواقع والحقيقة، فإذا كان انتظارنا حتى نطبق نظام الاحتراف لكي تحضر الجماهير فنحن لن نرى جماهير بعد اليوم لصعوبة تطبيق هذا النظام في ظل الإمكانات المتواضعة في الأندية واتحاد الكرة سواء كانت مالية أو إدارية أو حتى منشآت متكاملة، وبالتالي ستظل مدرجاتنا خالية حتى إشعار آخر. ونقول أيضا في ردنا على هذا الكلام ان أيام السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات لم يكن نظام الاحتراف مطبقا، بل لم يكن التفكير بهذا الأمر يخالج لا المسئولين ولا حتى الأندية المنضوية تحت مظلة اتحاد الكرة، ولم تكن هناك إغراءات مالية لجلب المحترفين أو اللاعبين المحليين، ولم يتم رصد الجوائز المغرية للجماهير من أجل الحضور، ومع ذلك كانت الجماهير تزحف نحو استاد المدينة أو استاد المحرق من دون أن تكون ثمة دعوات للحضور؛ لعدم وجود صحافة يومية قبل صدور أخبار الخليج في منتصف السبعينات والأيام في أواخر الثمانينات، وعلى رغم ذلك كانت الجماهير في شغف بالحضور قبل ساعة من بدء المباريات.

إذا، أين تكمن المشكلة؟ من أجل الوصول إلى الحل، على اتحاد الكرة أن يعترف أن هناك مشكلة ما في عدم حضور الجماهير، وعليه التحرك سريعا لتشكيل لجنة خاصة تضم شخصيات متخصصة في رصد وقراءة الوضع عن قرب، ومن ثم وضع الحلول الكفيلة قياسا بحضور هذه الجماهير أيام السبعينات... أيضا هذه اللجنة التي نقترح تشكيلها يجب أن تضم بعض الكفاءات الإدارية التي تحمل الرأي السديد والأفكار المفيدة إلى جانب بعض الشخصيات من الأجهزة الفنية. إلى ذلك نقترح أن يعمل اتحاد الكرة استبيانا يوزع على جماهير الكرة في كل الأندية لمعرفة آرائهم وراء عدم حضور المباريات كي نستطيع أن نقترب من الحقيقة وتساعدنا على وضع الحلول الجذرية.

نحن نعلم أن جماهير البحرين تعشق كرة القدم، وعندما يكون هناك في المباريات مستويات فنية راقية ومرتفعة ونجوم بوزن حسن زليخ وفؤاد بوشقر وأحمد سالمين وخليفة بن سلمان وخليل شويعر وإبراهيم بوجيري ومحمد الأنصاري ونظير الدرازي وحمود سلطان وإبراهيم زويد وسعد رمضان ومحمد الزياني وغيرهم من النجوم الكبار، فلن تتردد هذه الجماهير عن الحضور المكثف للمدرجات... فقط أوجدوا العوامل المساعدة وعندها لن تخذلنا الجماهير في الحضور، ورأيها في الاستبيان أمر ضروري ومهم جدا.


مَنْ يستجيب لاحتياجات نادي الاتفاق؟

نادي الاتفاق جاء بعد دمج 3 أندية من قرى شارع البديع وهي (العربي «الدراز» ومقابة وبني جمرة)، ولكن هذا الدمج لم يكتب له النجاح طويلا لأسباب كثيرة لن ندخل في تفاصيله. في السبعينات كان نادي الدراز ونادي شباب الدراز يشاركان في بطولة وزارة العمل عن طريق إشراكهما رسميا في مسابقات اتحاد الكرة للفرق الأربعة الأوائل في هذه البطولة. نادي الدراز استطاع أن يكون أحد الفرق الأربعة التي دخلت مسابقات الاتحاد في الدرجة الثانية في بدايات السبعينات.

بعدها تم دمج نادي الشباب مع نادي الدراز ليلعب الجميع تحت اسم نادي الدراز مع فرق الدرجة الثانية، واستمر الحال حتى بداية الثمانينات عندما استطاع الفريق أن يفوز بدوري الدرجة الثانية والصعود إلى الدرجة الأولى بجدارة قبل إلغاء الدرجة الثانية. في الثمانينات دخل الدراز في أول تجربة للدمج مع أندية باربار وبني جمرة ومقابة تحت اسم (العربي) ولكن هذا الدمج لم يستمر طويلا، فعاد كل نادٍ إلى سبيله وظل الدراز محتفظا باسم العربي بالمنشآت التي كانت معه أيام السبعينات والتي لم تتغير حتى اليوم. في العام 2001 كانت التجربة الثانية للدمج مع أندية (مقابة وبني جمرة) تحت اسم الاتفاق، وهذا الدمج سبقته وعود بالنادي النموذجي الذي يحوي مبنى حديثا للإدارة وصالة رياضية وملعبا لكرة القدم بالعشب الطبيعي، فكان الإغراء الذي لا يقاوم لهذه الأندية التي وافقت مجبرة على الدمج، ولكن بعد 6 سنوات من الصبر جاء الطلاق البائن لهذا الدمج لعدم الوفاء بالوعد لإيجاد منشآت متكاملة، فعاد من جديد كل نادٍ إلى قريته وظل الدراز يحتفظ هذه المرة أيضا باسم الاتفاق. والغريب في الأمر وبعد أكثر من 30 عاما على دخول نادي الدراز (الاتفاق) رسميا ضمن مسابقة اتحاد الكرة مازال يحتفظ بالمنشآت المتواضعة نفسها ان لم تكن حاليا أقل من السابق بكثير، وحتى الملعب لم يكن التفكير في الخروج من واقعه الحالي من المؤسسة العامة لتحويله إلى عشب طبيعي؛ لأننا نرفض أن يعطى أي نادٍ الملعب المزروع بالعشب الاصطناعي؛ لخطورته على كل اللاعبين، مع احترامنا لنوعيته واتفاقه مع الحال الدولية... حتى هذا الأمر لم ينل منه الاتفاق أي نصيب وصار يتدرب على ملعبه الرملي الوحيد بوجود فرق الفئات وبإنارة غير سليمة. الكثافة العددية لسكان قرية الدراز تحتاج إلى منشأة متكاملة وحديثة من صالة رياضية وملعب من العشب الطبيعي ومبنى للإدارة، بدلا من المبنى الحالي الضيق في مساحته بعدما اضطرت الإدارة إلى تأجير بعض مساحته؛ لمساعدته في المصروفات على فرق النادي في القدم واليد.

نأمل من المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن تضع في اعتبارها الحاجة الماسة لهذا النادي العتيد الذي يعد من أقدم الأندية في البحرين وحصوله على المستلزمات الأساسية في المنشأة الجديدة المتكاملة؛ لاحتواء شباب المنطقة عموما والدراز خصوصا واحتضانهم لتفجير طاقاتهم الرياضية خدمة للوطن، بعيدا عن الانحراف وغيره من الأمور غير المحببة أخلاقيا.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً