العدد 2409 - الجمعة 10 أبريل 2009م الموافق 14 ربيع الثاني 1430هـ

سنانير مفترسة في البحرين!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

بعد خبر إلقاء القبض على مجموعة من الحيوانات المفترسة، وخصوصا ذلك الحيوان الذي يحمل اسم «الوشق» بدأ الأهالي يشكون من «السنانير» التي تحوم حول مخلفات المنازل وخصوصا أنها تشبه كثيرا هذا الحيوان! بل إن أحد الأهالي اتصل ليبلغ عن حيوان مفترس، ولما أن تفحص الأمر ظهر أن هذا الحيوان هو مجرد قط فطس من الأكل في حاويات القمامة ليس إلا...

السؤال المطروح - بعيدا عن هموم القطط - هو من أين جاءت هذه الحيوانات المفترسة؟ وكيف دخلت إلى البحرين؟ ومن أدخلها تحديدا؟ وماذا عن الحيوانات التي لم تكن الجهة المختصة مهيأة لاستقبالها وما أنواعها؟

هذه الحكاية تعيد إلى الأذهان قصة الضبع الذي ضل طريقه في منطقة البلاد القديم، فبعد أن فرّ تخيل له أنه سيتوجه إلى «السفانا» ويلاقي بني جنسه ويستمتع بملاحقه الحيوانات الأقل وحشية منه في سلم الضواري، ولكنه تفاجأ بمجمعات سكنية متلاصقة مع بعضها البعض فاضطر إلى المكوث في مزرعة طوال النهار وحين يسدل الليل أستاره وتختفي من النهار أنواره، يظهر ليبحث له عن قط أو بقايا في حاويات القمامة. وهذا هو المصير الذي يواجه هذه الحيوانات التي أدخلت إلى المحجر البيطري لحين النظر فيما ستؤول إليه الأمور مستقبلا.

أما عن طريقة دخولها إلى البحرين فيبدو أن لدى بعض المتنفذين طرقهم في تهريب حتى الحيوانات المفترسة، وإن كان دخول التماسيح أكثر يسرا وسهولة، فقد سمعنا أن بعض الأشخاص يدخلون التماسيح الصغار التي لا يتعدى طولها بضع سنتيمترات في جيوبهم بعد إغلاق أفواهها بشريط لاصق... ولكن ماذا عن إدخال النمور؟ وإدخال الأسود؟ والدببة وغيرها من الحيوانات الكبيرة التي يحظر تواجدها في مناطق غير مؤهلة لاستقبالها، أو لا توجد لها حراسة مشددة لضمان عدم هروبها وبالتالي تعرض الأهالي إلى مخاطر، على رغم أن الاحتمال الأكبر أن تفر هذه الحيوانات أو تموت بسكتات قلبية حين تكتشف «البلوة» التي رموا فيها، وخصوصا أن البحرين لم تعد تستحتمل أعداد المواطنين والمجنسين فيكف بها أن تستحمل تواجد عناصر غير مرغوب فيها!

والأفضل يبقى أن تحول هذه الحيوانات إلى محمية العرين وتخصيص بيئة مناسبة لها من خلال تشجير المحمية وتجميلها، وهذا لا ينفي التطور الكبير الذي شهدته المحمية في الآونة الأخيرة وهي خطوات لا يمكن إلا الثناء عليها، ويبقى أن تحول جميع الحيوانات المفترسة وغير المفترسة إلى المحمية ونحن في انتظار مشاهدتها في بيئة قريبة من بيئتها.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2409 - الجمعة 10 أبريل 2009م الموافق 14 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً