العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ

هطل المطر... فخرجت البراغيث

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

إذا كان الشيخ علي سلمان مازال واضعا يده على قلبه قلقا من معاودة العنف بفعل ملثمين إما من هنا أو هناك، وأخذت «قارئة الفنجان» تراهن في مقالها أمس الأول على إفشال مساعيه الوطنية بعدسة سوداء، فإن كل البحرين تقف خائفة وجِلة من لفيف صحافي فتّان ومتهتّك، ساهم في تأجيج النفوس لتنفجر الأوضاع الأخيرة.

هاجسان خطيران مازالا يراودان القوى السياسية المخلصة خوفا من عودة العنف مجددا؛ الأول (وتحدث عنه كثيرون) وهو تحركات غير مسئولة تجر الساحة للانفلات، والثاني (وغفل عنه كثيرون) هو «البراغيث الصحافية» التي لا تخرج رأسها إلا إذا هطل المطر، لتعبث وتلهو بأمن الآخرين.

أما فيما يخص كبح جماح الشارع، فإن ما يطلق من تصريحات عامة من بعض الرموز بتأكيد خيار السلم ونبذ العنف لم يعد كافيا، المهم أن تضع المعارضة صورة واضحة المعالم كما تريد ذلك للسلطة، على ألا تترك لأحد أن يتشبث باسمها وينادي بالانتماء إليها بينما يطعن بأفعاله في مبادئها وخطواتها في الخلف.

ولحل هذه المشكلة لابد أن تتبرأ المعارضة علنا من كل فعل يعارض رسالتها ويسيء إلى واجهتها السلمية، حتى لا تتحمل أوزار المندسين، ولتستطيع السلطة بعد ذلك أن تتعامل معها على أرضية واضحة المعالم والقدرات، تمهيدا لحوار مثمر.

وعودة إلى «براغيث الفتنة»، فكأني بها خرجت مطلة برؤوسها بغية التأجيج بعد أن هطل المطر أخيرا مؤذِنا ببشائر الفرج والخير، وكما توقع الجميع لم يبقَ «برغوث» إلا شحذ نار قلمه، متلبسا لبوس الخائف على وحدة وطنه، يغوص بعضهم في «نفايات الفريج» باحثا في «كسكاس» سفرة الحي عن عظم يحرّض به على محاكمة مشيمع والمقداد بما أوتي من فجاجة، مُدِلاَ على قلمٍ أفلسه حديث المنتديات.

«براغيث الفتنة» يا جماعة منزعجة جدا من المكرمات الملكية وعودة الهدوء، لأن أجواء الأمن تشظيها بطبيعة الحال، فهي لا تتغذى إلا على عذَرة الفتنة، وليس لديها ما تخسره.

لنلتفت إذا... كما أن الشخصيات الوطنية التي بذلت ما بذلت للمساعدة في صنع الانفراج الأخير مطالَبةٌ بضمانات لإيقاف عنف الشارع، فإن السلطة مطالبة أيضا بإعطاء الضوء الأحمر لصحف حكومية، من أجل وقف «مولوتوف المقالات» الموجّه بصورة منتقاة لتجريح وتخوين عدد من الرموز الوطنية بنفَسٍ عدائي بغيض يستفز الشارع ويؤلّب على العنف، ثم يدفن قاذفوه رؤوسهم في الرمال بانتظار سماع «أحكام السجن» شامتين. علينا الحذر، فالمولوتوف بنوعيه خطير وحارق.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً