يشتكي العديد من رياضيي ولاعبي الألعاب الفردية من قلة الاهتمام بالألعاب التي يمارسونها على رغم أهميتها وعلى رغم شعبيتها وعلى رغم أن الانجازات تأتي منها بسهولة. الأسبوع الماضي التقيت نجم لعبة الريشة الطائرة البطل البحريني جعفر سيد إبراهيم الذي حقق بطولة الإمارات المفتوحة للريشة الطائرة أخيرا بإمارة دبي بمجهودات خاصة، إذ أوضح لي هذا البطل أنهم ما زالوا يعانون من قلة الاهتمام بلعبتهم، وعلى رغم أن مجلس الإدارة الجديد وبرئاسة الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة فإن اللعبة تطورت وأصبحت تلقى الدعم والمساندة من قائد الاتحاد وأمين السر العام هشام الخان الذي هو الآخر يقوم بدور كبير في هذا الاتحاد المسئول عن لعبتين من أهم الألعاب الفردية، لكن يبقى للجهة المعنية دور أكبر في تنشيط هذه اللعبة التي تمارس من العديد من الناس، إذ إنه في يوم من الأيام كان لها دوري بين الأندية في البحرين حتى اندثر هذا الدوري وقل عدد الممارسين، وللعلم أن هذه اللعبة لا تتطلب الكثير من الإمكانات، وعلى رغم قلة الدعم الذي تحصل عليه الا أن هذا اللاعب المتميز قدم الكثير من أجلها ومازال كذلك. وما لفت انتباهي وأثار شعوري خلال حديثي معه أنه متخرج من جامعة البحرين منذ فترة وحاصل على شهادة البكالريوس في الهندسة ويسعى للحصول على وظيفة في القطاع الحكومي على رغم أنه قادر على الحصول على عمل في القطاع الخاص والذي هو من الناحية المادية أفضل بكثير، إلا أنه مصر على البحث في القطاع الحكومي لسبب وطني وإيمان نابع من قبله وهو الاستمرار في تمثيل الوطن في مختلف المحافل الدولية الرياضية، والسبب في ذلك هو أن القطاع الخاص لا يراعي إن كان لديه موظف رياضي تكون له مشاركات بين فترة وأخرى بعكس القطاع الحكومي، كما أن ساعات الدوام الطويلة تأثر على البرنامج التدريبي.

تساءلت حينها هل يعلم المسئولون الرياضيون بما يفكر به هذا الشاب! فلم يفكر في أنانية أبدا ووضع بلده وعلمها نصب عينيه وهو على استعداد للتضحية من أجل وطنه، فهل لقي التقدير في ذلك؟

وعلى رغم الإمكانات المحدودة والمتواضعة لهذا الاتحاد فقد تحققت الانجازات المشرفة من قبل لاعبيه، فماذا لو لاقى الدعم المناسب والمشاركات الكافية؟

هذا هو المواطن البحريني الذي يغار على تراب وطنه، ويضحي بكل شيء من أجل بلده، فهل نحن بحاجة لجلب الأجانب وتجنيسهم ونسمح لهم بتمثيلنا في المحافل الدولية! وهل سيقومون بما يقوم به ويضحي به البحريني؟