العدد 25 - الإثنين 30 سبتمبر 2002م الموافق 23 رجب 1423هـ

صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ... خيار التطور والنمو

أنور الحربي comments [at] alwasatnews.com

.

صناعة الاتصالات والمعلومات تعتبر من احدث واهم الصناعات فى عالم اليوم للكثير من الدول .

وشهدت السنوات الأخيرة تحولا كبيرا في وسائل الاتصالات بمختلف أنواعها السلكية واللاسلكية. و قد كان المحرك لذلك التطور هو بزوغ نجم بروتوكولات الاتصالات مثل GPRS و TCP/IPو GSM وغيرها، والتي ساهمت في بروز تطبيقات مهمة مثل بث الصوت والصورة على IP وأيضا تحول الهاتف النقال إلى أكثر من مجرد وسيلة اتصال وتواصل، إذ أصبح من اليسير جدا من خلاله استقبال البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت وألعاب التسلية واستعمال كاميرا سحرية تستطيع التقاط الصور بدرجة عالية من الوضوح.

وقد رافق تطور بروتوكولات الاتصالات تطور ملحوظ في الأجهزة و البرامج Software و Hardware ، اذ زادت مميزاتها وصغر حجمها، وعلى سبيل المثال فإن نظام تشغيل كمبيوتر رئيسي حفىَنْفٍم قبل عشر سنوات كان يحتاج إلى أحجام و تعقيدات كثيرة، لكنه اليوم أصبح بالإمكان العثور عليه في حجم هاتف نقال أي مساويا لراحة اليد تقريبا.

هذه المؤشرات و غيرها دليل ثورة حقيقية في عالم الاتصالات، ظهرت في أغلب أركان الكرة الأرضية و بالنسبة لجميع المجالات و المستويات، و هي ستستمر بنسق متزايد بالنظر للإرادة و الإمكانيات التي تتوافر عليها دول و حكومات و مجتمعات في جنوب شرق آسيا أو في الصين أو في اليابان أو حتى الولايات المتحدة الاميركية .

ولئن كانت هذه الثورة قد وصلت بعض شظاياها او لنقل اشعاعها إلى العالمين العربي و الإسلامي وخصوصا المنطقة الخليجية منه، إلا أنها ظلت لفترة طويلة محدودة الأثر بسبب ضعف الهمة و قلة العزيمة و الركون إلى الآخرين و إلى ماهو موجود، و تحولت القطاعات المهتمة بالاتصالات و التقنيات الحديثة إلى أشبه بأجهزة أو شركات الاستيراد التي تتسابق على إدخال أحدث المنتجات الإلكترونية بغرض الربح و بغرض التباهي الاجتماعي.

لكن الوضع تغير نحو الأفضل في مناطق كثيرة من العالمين العربي و الإسلامي، فهاهي ماليزيا تقطع خطوات كبيرة في مجال التقنيات و الاتصالات، وها هو المغرب الأقصى يتجاوز مشكلة الاتصالات المزمنة بإعتماد التكنولوجيا الحديثة و المناهج التجارية في تقديم الخدمات الاتصالية إلى الجمهور.

تطورت الصناعة المعلوماتية فى ماليزيا فغدت تضاهي صناعات ألمانيا أو هولندا أو تايوان أو اليابان في مجال تقنية المعلومات .. لقد تغير الوضع و قطعنا الخطوة أو الخطوات الأولى، لكن المتبقي و المطلوب أكثر من ذلك بكثير... إننا نطمح، و هذا أمر مشروع، لإطلاق الأقمار الصناعية من كل جزء و ركن من العالم العربي و الإسلامي، و من مختلف دول الخليج العربية ، التي يتميز أهلها بالمبادرة والرغبة في المساهمة الايجابية في التطورات التكنولوجية الحديثة.

كما نرغب في أن تكون خوادم الشبكات و الأعمال التقنية المختلفة في بلداننا و ليس وراء المحيطات و البحار.. إننا نطمح و هذا مشروع أيضا أن تتطور البنية التحتية في مجالي الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات بشكل سريع و حازم و استراتيجي، إن العالم من حولنا يتجاوز بسرعة المراحل الحالية للمعرفة و التكنولوجيا بإتجاه الجيل الثالث للهاتف النقال و الجيل الثاني من الإنترنت، و لابد من الإنتباه و الحركة فالمياه الأسنة الراكدة لن تنتج الأزهار و الورود و لكنها ستنتج البعوض و الوباء.

و فيما نعتقده جازمين أن هناك أشياء كثيرة مما ذكرناها يمكن إنجازها بدون أي تكاليف أو مشكلات كثيرة، و ما هو مطلوب فقط الإرادة و الهمة و العزيمة و التخطيط و الاستخدام الأمثل للموارد و الطاقات المختلفة.

وإذا كنا في المنطقة الخليجية و العربية قد بدأنا العمل في هذه الإتجاهات منذ مدة قد تكون قصيرة، إذ اتجهت الخطوات الأولية إلى تطوير و تحديث البنيات التحتية للاتصالات و المعلومات، إلا أن مؤتمر الإتحاد الدولي للاتصالات الذي بدأ اعماله من 23 سبتمبر /ايلول وحتى 18 أكتوبر/ تشرين الاول الجاري يجب أن يشكل مناسبة للتفكير الجدي و الوقوف على أفضل التجارب الناجحة من حولنا في مجالي التقنية و الإتصالات ...و إذا كانت الإجتماعات الإعدادية التي تمت ما بين الدول العربية قد نجحت في التركيز على بعض القضايا واهمها اعتماد اللغة العربية كأحد لغات المؤتمر الست.

و المطلوب هو التركيز على القضايا الجوهرية و من بينها تأمل التجارب الناجحة و دراسة كيفية الإستفادة منها بشكل شامل و عميق، و بحث اتفاقات تعاون ثنائية مع الدول المتقدمة بهدف استيراد تقنية المعلومات كخيار استراتيجي .

و قديما قال الشاعر :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

و تأتي على قدر الكرام المكارم

إقرأ أيضا لـ "أنور الحربي"

العدد 25 - الإثنين 30 سبتمبر 2002م الموافق 23 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً