العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ

خفض البصمة الكربونية للسوبرماركت

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراته المستقبلية على مناخ كوكب الأرض هي أحد المواضيع العالمية الساخنة لهذه السنة وخاصة مع اقتراب العد التنازلي لشهر ديسمبر/ كانون الأول وانعقاد مؤتمر كوبنهاغن تحت مظلة الأمم المتحدة. البصمة الكربونية هي أحد المقاييس لحساب كمية ثاني أكسيد الكربون المكافئ والذي يتم انبعاثه إلى الغلاف الجوي سواء من قبل الإنسان أو المؤسسات أو وسائل المواصلات أو الدول.

السوبرماركيت أصبح جزءا لا يتجزأ من الثقافة الاستهلاكية الحديثة للعديد من المواطنين والوافدين وخاصة بعد افتتاح ماركات عالمية وإقليمية فروعا لها في مراكز التسوق الجديدة بل إنه من المتوقع افتتاح المزيد منها في مختلف مناطق مملكة البحرين كل عام لتساير حركة عجلة التقدم والنهضة العمرانية.

استهلاك الطاقة الكهربية يمثل السبب الرئيسي والمباشر لزيادة البصمة الكربونية لهذه النوعية من المؤسسات الاستهلاكية. طبعا هناك العديد من الأسباب غير المباشرة مثل توصيل المنتجات - سواء المحلية أو العالمية - من مصادر الإنتاج إلى الأرفف بالإضافة الى البصمة الكربونية المختلفة لكل صنف من هذه المنتجات. لكن هل يستطيع القارئ الكريم تحديد القسم الذي يساهم بنسبة أعلى في زيادة البصمة الكربونية للسوبرماركت؟

للتسهيل والتلميح للإجابة نتساءل ما هو القسم الذي يحس فيه المستهلك بالبرد ويود أن يختار بعض السلع المرفوفة ويمضي بسرعة في حال سبيله بعيدا عن الجو البارد؟ من الواضح أن القسم أو الأقسام المقصودة هي التي تحتوي على الثلاجات والتي تترك مفتوحة طوال اليوم من قبل إدارات هذه الأسواق التجارية لزيادة جذب المستهلك الى شراء السلع فالدراسات الإنسانية السلوكية أكدت أن المستهلك بطبعه كسول ولا يريد بذل الجهد لفتح باب هذه الثلاجات وهذا يعني خسائر مادية وخفض الإيرادات.

خفض استخدام الطاقة جزء من السياسة العامة لهيئة الكهرباء والماء في المملكة، فعلى سبيل المثال يلاحظ المستهلك العادي ان بعض النصائح العملية مطبوعة على غلاف الفاتورة الشهرية وهي جزء من عملية التوعية الدائمة لقاطني هذه الجزر لكن من المطلوب أن يتم توسعة دائرة النصائح لتصل الى المستخدمين الشرهين للكهرباء الرخيصة في المملكة. الموارد الطبيعية في مجال إنتاج الطاقة محدودة ومن الضروري وقف الهدر.

السوبرماركت في الدول المتقدمة تبرز للمستهلكين برامجها البيئية والمستدامة محاولة منها لجذبهم للقيام بالتسوق في فروعها. على سبيل المثال، أعلنت معظم متاجر التسوق الكبرى في بريطانيا عن خططها لخفض البصمة الكربونية وتمثلت الخطوات الإصلاحية الرئيسية في تقليص استهلاك الكهرباء بنسب معينة، خفض استهلاك الماء، خفض المخلفات الصلبة وتشجيع التدوير، وأخيرا خفض استخدام الأكياس البلاستيكية وتشجيع المستهلك على استخدام أكياس صديقة للبيئة.

لا نرى على الساحة المحلية حملات مشابهة في هذا الاتجاه من قبل هذه المؤسسات العالمية أو الإقليمية المنبع. فخفض استهلاك الطاقة وخفض البصمة الكربونية هما عنوانان جديدان لثقافة مسئولة من الشركات لدعم سياسات عالمية تهدف عمليا الى احتواء آثار تغير المناخ بسبب قضية الاحتباس الحراري.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:29 ص

      وين الرخص

      عاد ياخووك لا اتقول الكهرباء في البحرين رخيصة ..ترى يتفتق السقف من هالشلخة

اقرأ ايضاً