العدد 2651 - الثلثاء 08 ديسمبر 2009م الموافق 21 ذي الحجة 1430هـ

كلفة الصراع في الشرق الأوسط (10 و الأخيرة)

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

التاريخ الدامي للشرق الأوسط وصراعاته المحلية والاقليمية له كلفة، وهذا ما يشرحه اليه تقرير Cost of Conflict in The Middle East ، الصادر عن موسسة Strategic Foresight Group، ومقرها الهند، بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية التركي، ووزارة الخارجية السويسرية، ووزارة الخارجية النرويجية، ومؤسسة قطر. ونكمل شرح جوانب من الكلف الذي تعرض لها التقرير في هذه الحلقة الأخيرة.

السلام وعملية الوصول للسلام

في هذا المقال تتكامل عملية تحقيق سيناريو السلام في المقال السابق حيث يبتسم الناس... في البداية تراجع الولايات المتحدة مصالحها في الشرق الأوسط

- قدم الرئيس الأميركي في بداية 2009 رؤية إدارته المستندة لتوصيات مجلس الامن القومي لاربع سنوات واعتماد الولايات المتحدة على منطقة الشرق الأوسط.

- على ضوء الاستراتيجية الجديدة للطاقة فقد اكتشفت واشنطن ان سلاما دائما في الشرق الأوسط هو لصالح الولايات المتحدة.

- التزام الرئيس الأميركي بسحب القوات الاميركية من العراق باتفاق مع الحكومة الاميركية خلال فترة محدودة بطريقة تدريجية.

- تقوم الولايات المتحدة باتصالات مع الدول الأوروبية لإطلاق حوار حول الشرق الأوسط شبيه بعملية مدريد.


بناء إجراءات الثقة

فيما لو قرر الوسطاء الأوروبيون انه مطلوب في البداية حوار هادئ فيما بين زعماء المنطقة، إذ إن الإجراءات المعنية ببناء الثقة ستساعد في توفير بعض النوايا الحسنة ومعالجة الهموم الأمنية.

- تتخذ «إسرائيل» منهجا أكثر انسانية تجاه سكان غزة والضفة الغربية وتنهي الحصار والحواجز وتجمد المستعمرات.

- تسلم «إسرائيل» لبنان الخرائط التفصيلية للمناطق التي استهدفتها بالقنابل العنقودية لتمكينهم من انتزاعها حيث ستشيد الوكالات الدولية بذلك.

- تلتزم جميع المنظمات الفلسطينية بوقف لإطلاق النار وإنهاء جميع أشكال العنف ضد الاسرائيليين.

- إحياء اتفاق مكة مما يؤدي إلى قيام حكومة وحدة وطنية تضم أهم الفصائل السياسية التي تمثل الشعب الفلسطيني.

- إطلاق حوار ما بين القيادات السنية والشيعية برعاية مشتركة للمملكة العربية السعودية وإيران - لتجسير فجوة الثقة في العالم الإسلامي.

- التقليل من مواقع السفر بين بلدان المنطقة ورفع الحظر عن الحوار مع الأطراف التي تعتبر عدوة أو خارجية. وبالتالي ترفع جامعة الدول العربية المقاطعة المباشرة للسماح لجميع السياسيين والدبلوماسيين والمسئولين الحكوميين بالحوار المباشر.

- تنظيم العديد من الزيارات من قبل كبار الدبلوماسيين والقادة والشخصيات ما بين «إسرائيل» والدول العربية.

- تقوم الحكومات العربية بالطلب بطريقة غير رسمية من وسائط الإعلام العربية للتخفيف من الدعاية المعادية لليهود كشعب واليهودية كدين و «إسرائيل» كدولة، وبالمقابل فإن الكراهية من قبل «إسرائيل» واليهود ضد العرب والمسلمين أقل وضوحا.

- إعادة تأكيد قيادتي أمل وحزب الله الشيعيين تصريحهما في أكتوبر/ تشرين الأول 2006، «لقد حان الوقت لمفاوضات سلمية مع إسرائيل».

- عمل كل الجهود من قبل المنظمات المعنية لبناء الجسور ما بين المجتمعات.

- قيام الاطراف العراقية بالجلوس حول طاولة مفاوضات من أجل خطة شاملة لتوحيد البلاد.

- تعلن «إسرائيل» انه مادام العنف غير موجه ضدها، فإن الجدار العازل في الضفة الغربية يتجمد ويتم تخفيف حواجز الطرق.

- تطلق «إسرائيل» 500 سجين فلسطيني من غير الملطخة أياديهم بدماء الاسرائيليين ومن بينهم نواب حماس البرلمانيون والبلديون.

- تطلق حماس سراح ما بحوزتها من الجنود الاسرائيليين وتطلب من الفصائل الأخرى العمل بالمثل.

- إشادة الدبلوماسيين الأوروبيين بهذه الخطوات والطلب من الدول المعنية متابعة تنفيذها.


مرحلة المفاوضات من أجل المفاوضات

يجتمع الوسطاء الأوروبيون مع جميع الأطراف بمن فيهم ممثلو الحكومات والمجموعات المنتخبة لاستخلاص رؤيتهم بتشخيص القضايا الأساسية. وهنا قد يسعى الوسطاء بالتوافق إلى تحديد المشاركين في المفاوضات ومنهم: دول المنطقة، المجموعات المنتخبة ، القوى الخارجية ذات المصالح الحيوية في المنطقة وقد لا تدعى إيران في البداية ولكن يمكن تقرير الأمر في مؤتمر شبه دائم لاحقا.

- يعد الوسطاء أجندة لانعقاد مؤتمر شبه دائم.

- يعد الوسطاء بنية لمجموعات العمل واللجان.

- يسعى الوسطاء للتوصل إلى اتفاق من قبل جميع الفرقاء على المبادئ ما قبل المفاوضات وقواعد الاجراءات.


ضرورة عقد قمة شرق أوسطية

أخذا بالاعتبار الحاجة إلى التقدم بالعملية السلمية إلى الأمام لوضع تفاصيل خطوات محددة لعقد مؤتمر قمة شرق أوسطي من قبل الأمم المتحدة برعاية الرباعية الدولية.

- يشارك في المؤتمر المملكة العربية السعودية و «إسرائيل» والدول المجاورة لها وقادة دوليون آخرون.

- يتخذ قرار رسمي لإنهاء المقاطعة العربية.

- في الاطار الأوسع تعلق دول المغرب وتونس وعمان والبحرين والامارات العربية المتحدة نيتها لرفع درجة علاقاتها مع «إسرائيل» مستقبلا.

- تتبع دول الجزائر والكويت واليمن وليبيا ذلك بشرط عدم الرجوع عن العملية وتؤدي إلى سلام دائم بانسحاب إسرائيلي كامل بغض النظر عن تبادل الاراضي.

- يتفق القادة في القمة على مناقشة قضية اللاجئين الفلسطينيين في مرحلة لاحقة.

- يعلن المانحون دعمهم لإعادة إعمار مطار ياسر عرفات في غزة وميناء غزة ومنطقة زراعية صناعية في الضفة الغربية، وممر للسلام والازدهار في الضفة الغربية.


النزاعات الطائفية في المنطقة

يلحظ تراجعا في التواترات الاقليمية، وتتوجه جميع دول المنطقة إلى تخفيض نفقاتها العسكرية إلى مستوى 3-4 في المئة من الناتج الوطني المباشر. ويستفاد من عوائد السلام لإقامة معاهد تدريب للصناعات السلمية وتحويل الشباب في القطاع الأمني العسكري إلى قطاعات الصناعات والخدمات. ويتم الاستثمار المكثف في التعليم. ويؤدي التعاون عبر الحدود بين الأمم والاديان والمذاهب إلى تبوُّء مرتبة عالمية في خلق المعرفة المستندة إلى التعددية والحرية والبحث العلمي والبحث عن الحقيقة.

تصبح مقاطعة العرب لـ «إسرائيل» تاريخا ماضيا حيث تتفاوض الوفود الاسرائيلية والعربية حول مشاريع محدودة حيث تندمج التكنولوجيا الاسرائيلية مع الأموال العربية ومن بين المشاريع سكك حديد وقنوات بيئية وشركات مالية ومشاريع عربية اسرائيلية مشتركة. تحقق اسواق البورصة مكاسب عظيمة ويتوجه قادة الاعمال إلى الاستثمار في التكنولوجيا وتحقق معظم البلدان نموا يتراوح ما بين 3 و7 في المئة باطراد.

يحدث تحرك باتجاه التحول الديمقراطي حيث تؤكد المجموعات السياسية القادرة على تحقيق مطالب الناس الاجتماعية والاقتصادية للناس ذلك في برامجها الانتخابية. ومن متطلبات قيادة الاحزاب السياسية ان يمتلك القادة قدرات إدارية وثقافية لتتأكد الحاجة إلى حرية انتقال رأس المال والعمال عبر الحدود في المنطقة.

ومع مطلع 2025 يجري العمل لقيام الاتحاد الاقتصادي للشرق الأوسط والذي يؤمل ان يتحقق في 2050، حيث يلعب دورا أكبر في بناء مجتمع للأمم. تعلن مجموعة الثمانية عن التزامها بإحياء التجارة الحرة وغيرها من اشكال التنمية لدول المنطقة.

- يعاود الاردن و «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية والاسرائيلية المدعومة من قبل الاتحاد الأوروبي استراتيجية لإدماج المجتمع المدني في السعي من أجل السلام والمصالحة على مستوى الشارع.

- تطلق «إسرائيل» سراح معظم الأسرى السياسيين الفلسطينيين العشرة آلاف.

- صدور قرار رسمي بإقامة مؤتمر شبه دائم لوضع تفاصيل لتنفيذ لجميع القرارات المتخذة.


وختاما... تأسيس مؤتمر شبه دائم

وختاما سيتطلب الأم تأسيس مؤتمر شبه دائم يناقش الحلول النهائية الشاملة لجميع نزاعات الشرق الأوسط المتفق عليها . (انتهى)

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 2651 - الثلثاء 08 ديسمبر 2009م الموافق 21 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً