العدد 2719 - الإثنين 15 فبراير 2010م الموافق 01 ربيع الاول 1431هـ

ما أثر النشاط في النوادي الرياضية على نتائج الطلبة؟

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

وظهرت النتائج... ابتهج الكثير وهلّلوا فرحا بالنجاح والتألق. واستسلم كثير إلى الحزن ندما على ما فرّطوا فيه من أوقات كانت كالسيف ولاشكّ، لكنّها قطعت آمال الطالب في النجاح وأردته طريح فراش الندم والأسف.
ومن هؤلاء أعرف أحدا أوعز إليّ دون أن يدري بموضوع اليوم: نعم، هو لاعب ناشط في صنف الناشئين أو الشباب في فرع كرة اليد بأحد النوادي المحلية. أراه عصر كل مساء تقريبا ينشط في النادي ولا يدّخر جهدا في سبيل تطوير موهبته وتشريف ناديه.
كما أنه ساهم ولايزال بقسط وفير في كؤوس فريق مدرسته الثانوية، غير أنّ نتائجه نهاية الفصل لم تكن لترضي عائلته ومدرسيه ولا لترضيه هو.
لقد أفنى أوقات طويلة من أيامه في ممارسة الرياضة على حساب أوقات المراجعات، إذ كان أقرانه منكبّين على الدروس يراجعونها. أمّا في المدرسة فكم من حصّة تأخّر عنها وكم من حصّة تغيّب خلالها سواء لمشاركة داخليّة أو خارجيّة مع المدرسة، وذلك كله يحدث له تقطّعا في نسق تسلسل الدروس واستيعابها.
ونحن إذ لا ننكر أهميّة الدور التربويّ والأخلاقيّ للأنشطة الرياضيّة وأثرها في بناء شخصية الطالب، بل نحن لا نؤكّد على هذه الأهميّة فقط بل نحثّ طلابنا على المزج بين التعلم المدرسيّ والنشاط الرياضي لأثره الكبير على صحة التلميذ ونموّه الحسيّ والحركيّ وغير ذلك.
لكن في الآن نفسه نتساءل عن هذه الفئة التي وهبت نصيبا كبيرا من وقتها إلى النوادي الرياضية! ماذا تقدّم هذه النوادي بالمقابل لها؟ على ماذا تتوفر مركبات هذه النوادي من الناحية التعليمية؟ إلى أيّ مدى تحثّ النوادي لاعبيها المتمدرسين على الدراسة والتفوق؟ هل ان الحوافر التشجيعية التي تقدمها لهم على انتصاراتهم التي يحققونها داخل النوادي بمثل الحوافر والمشجعات - إن وجدت - على تحقيق نتائج مدرسية ممتازة؟
أسئلة كثيرة تتوارد على الذهن وتفرض نفسها ونحن نرى هذه الطاقات الطلابية تتجاذبها أنشطة شتّى وواجبات جمّة فكيف السبيل إلى رعايتها حق الرعاية وردّ الجميل إليها؟
قد يقول البعض نحن في عصر الاحتراف الرياضيّ وبما أنّ هذا الطالب قد اختار الرياضة فما المدرسة إلا كماليّات والأساس هو الفريق الذي سيوفر له العمل والمكانة الرياضية وطبعا الاجتماعية.
قطعا لا لأسباب كثيرة أهمّها أن لا أحد يضمن وصول هذا الطالب أو تلك الطالبة إلى درجة من البروز الرياضيِ بل كثيرهم من ذهبوا وضاعوا أثناء الطريق الصعب الذي سلكوه فلم يوفقوا بين الدراسة والرياضة أو ضحوا بالدراسة ثمّ تلقّوا إصابة خطيرة أبعدتهم عن الملاعب فضاع العلم والدرس وانقطعت آمالهم الرياضية.
إن الجيل الحالي من الطلاب الرياضيين في حاجة أكثر إلى ما هم عليه من العناية والرعاية سواء من جهة نواديهم، إذ يتوجب على النادي توفير المدرسين والمكان المناسب والوقت الملائم للمراجعة للطلاب وليست القصة في تسريح الطلاب الرياضيين من نواديهم خلال فترة الامتحانات بالعكس هذا يضرّ بنسق التحضيرات الرياضية وإنّما وجبت المتابعة من قبل مسئولي النوادي وحث الطلاب اللاعبين على النجاح والتفوق وتخصيص جائزة لأفضل لاعب طالب في صنفه وتكريمه أمام الجميع وبحضور رئيس النادي كي يكون عبرة لغيره في الجمع بين العلم والرياضة لأنهما اليوم صنوان لا ينفصلان.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2719 - الإثنين 15 فبراير 2010م الموافق 01 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً