العدد 2720 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ

الممتلكات العامة

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

60 ألف دينار أنفقتها بلدية المنطقة الشمالية لإصلاح 6 حدائق تعرضت للتخريب وحرقت ألعابها ومرافقها خلال الـ 4 أشهر الماضية، ألا يعتبر ذلك مؤشرا خطيرا على تنامي شعور اللا مبالاة وتلاشي المسئولية تجاه المال العام الذي من المفترض الحفاظ عليه كحق أصيل لكل مواطن بحريني؟

وما وجه الاختلاف بين نهب السواحل والاستحواذ على الأراضي في مناطق شاسعة من البحرين وهذا التصرف الذي يستنزف خزينة البلديات من أجل مشروعات الإصلاح والصيانة؟

أو ليس من الأجدر أن تستغل هذه الأموال في إنشاء خدمات ومرافق جديدة تستفيد منها شرائح واسعة من المجتمع؟

وأين دور الآباء من تقويم سلوك أبنائهم وتصويب مسارهم وتشجيعهم على صون الخدمات التي توفرها لهم الدولة؟

إن ما يحدث لا يضر البلدية كجهة حكومية ولا يزعزع وجودها، بل على العكس فإن المتضرر من هذه الأعمال هم أهالي المنطقة ذاتها الذين يحتاجون إلى متنفس يقضي فيه أبناؤهم متسعا من الوقت بعيدا عن مخاطر اللعب وسط الشوارع ومصاحبة رفقاء السوء.

المشكلة تتجاوز قدرة حراس الأمن على ضبط إيقاع الزيارات اليومية للحدائق والمنشآت الخدمية، ومراقبة السلوكيات الخاطئة من قبل البعض، إذ إن إصلاح الخلل يجب أن يبدأ من القناعات المترسخة، فمن بين الناس من يعتقد جازما أن ما هو ملك للدولة مباح ومشاع للتخريب والإتلاف.

الأسواق المركزية لم تسلم هي الأخرى من العبث، فدورات المياه الموجودة فيها تعود إلى القرون الوسطى، وكلما تم إصلاحها عادت بعد أشهر قليلة إلى وضعها السابق، ما يؤكد وجود إصرار على الاستمرار في الإتلاف المتعمد، فحتى أبوابها طالتها العبارات غير اللائقة والخادشة للحياء.

وليست حاويات القمامة بمنأى عن الحرق والإتلاف، وخصوصا مع استمرار المناوشات الأمنية، ما يتسبب في تكبد شركة النظافة مبالغ باهظة لاستبدال الحاويات التالفة بأخرى جديدة، حتى تجد الشركة نفسها في بعض الأحيان مضطرة إلى الامتناع عن الاستجابة في ظل تواصل الحرق والتخريب.

لكل بلدية خطة سنوية ترصد لها مبالغ محددة لإقامة المشروعات التي تشمل إنشاء الحدائق، وزراعة ما بين الشوارع والمثلثات، وإنشاء مضامير المشي والساحات الشعبية، وعمل النصب التذكارية، وفي كثير من الأحيان لا يتم تنفيذ أغلب ما جاء في الخطة بسبب محدودية الموازنة وبروز بعض المشكلات الفنية، وبالتالي لا يكون هناك متسع لهدر المزيد من الأموال من أجل تعديل وصيانة الحدائق والأسواق والمرافق الأخرى.

الوعي المجتمعي يجب أن يتجاوز عقد المحاضرات واللقاءات المفتوحة المباشرة واللافتات الإرشادية المنتشرة هنا وهناك، فالحملات التوعوية تكلف البلديات مبالغ كبيرة من الممكن أن تدخرها الحكومة لصالح مشروعات تنموية تسهم في تطوير وتحسين الخدمات، فكثير من القرى تعاني من تدهور بنيتها التحتية، وبيوت لا حصر لها متذمرة من عدم مد شبكة الصرف الصحي وفيضان خزانات التصريف المؤقتة، وأخرى يواجه ساكنوها مشاق وصعوبات عند استخدامهم الطرقات الرملية المتعرجة، وشوارع في داخل الأحياء السكنية لا تزال تقبع في الظلام.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2720 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:57 م

      بسبب ضعف القيادات الدينية وحبها للسلطة

      بسبب بساطة الناس وسذاجة تفكيرهم فقد أصبحت مقاومة الحكومة تعني أن تحرق الحاويات وسط قريتك وتخرب الشوارع الداخلية أيضا وتؤدي ناسك وأهل قريتك ولا من شاف ولا من درى، وكل هذا بسبب ضعف القيادات الدينية وتعددها وتنافسها على السلطة وعبودية الناس لها .. البسطاء يتعرضون لكل الأضرار وهم في سلام ووئام مع الحكومة وكبار المسئولين والإمتيازات الشخصية لهم ولأبنائهم ونحن في تراجع شديد

    • زائر 3 | 9:19 ص

      تصرفات صبيانية

      المشكلة تكمن في عدم وعي فئة الاطفال والمراهقين .
      لدرجة انهم لا يفرقون بين مرحلة وأخرى من المراحل السياسية التي تمر بها البلاد ، فلذلك يفعلون هذه الأمور. ولأنهم بكل بساطة في فراغ
      فعلى الجمعيات سواء السياسية أو الشبابية توعية هذه الفئة وملء فراغهم بأعمال مفيدة.

    • زائر 2 | 6:59 ص

      على المجتمع على المجتمع

      على المجتمعز \\\\ يجب على الجهات المعنية وضع حد لهذي التصرفات الصبيانية

    • زائر 1 | 3:17 ص

      امبا اصير بطل 0

      ويش اسوى علشان استوى بطل فى القرية 0 ميرزوا وحسينوا وكاظموا ومهديوا كلهم استوا ابطال ولويش انى ما استوى مفلاتهم كلهه يومين فى التوقيف واطلع بطل فى عيون بنات القرية0 وهكذا يتخيل هذا الصبى نفسه ويقوم بهذه ألأعمال بدون هدف والخلل هو عدم توعيتهم من قبل ذويهم ومن لهم سلطة منبرية0

    • فيلسوف | 1:36 ص

      اهم الممتلكات العامة 2 قلبي يعورني من اللي قاعد اشووفه في منطقتنه اتمنى الامان والاستقرار في الحياة

      يجب على الجهات المعنية وضع حد لهذي التصرفات الصبيانية
      وانا الاحظ من بدأت عطلة الربيع الا واكثرت مسالة حرق الاطارات والحاويات في الشارع واللي يسيرون في الشوارع هم المتضررون انا اتمنى من كل الصحفيين ان يتبنون هذي الظاهرة الخطيرة جدا على المجتمع
      اذا انت تطالب بحقوق طالبها بالامور السلمية لا تكون ارهابي ولا تعمل عمل ارهابي
      واخذووها عبرة من الجامعيين العاطلين اعتصامهم 32 لاكن اعتصام سلمي
      اعتصموا اعتصام سلمي وطالبوا لاكن لا تحرقون لان الشعب اهوو المتضرر الاول والاخير ودمتم سالمين

    • فيلسوف | 1:32 ص

      اهم الممتلكات العامة 1

      حرق حاويات القمامة وحرق الشوارع وحرق كابلات الكهرباء الشارع هذي اهم ممتلكات عامة وبدون حاويات القمامة تسود الفوضى وتتدمر البيئة ومن المتضرر الانسان وبدون الشوارع كيف تسير السيارات في مطبات غير مصنوعةسببها الحرق ومن المتضرر الانسان وبدون كابلات الكهرباء ينتج عنها وقوع حوادث لاقدر الله مميته ومن المتضرر الانسان
      الناس يا اخوان يتكلمون اليوم عن التلوث الحاصل في المعامير واللي وصل الى مناطق بعيده
      اذن تتكلمون عن البيئة اذن لماذا تخرجون وتحرقون الاطارات وحاويات القمامة والكابلات الكهربائية؟

اقرأ ايضاً