العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ

المقاومة العراقية تتسع والقوى السياسية تتحرك لتشكيل حكومة وطنية

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

أكد عدد من القادمين من الرمادي حصول انفجارات في مقر القوات الاميركية في المدينة في محيط جامعة الانبار أدت الى إصابة عدد من الجنود. وقال هؤلاء: «إن القوات فرضت طوقا على المدينة وقامت بحصار عدد من الأحياء السكنية وداهمت منازل ومحلات تجارية بحثا عن المسئولين عن هذه الانفجارات» التي جاءت بعد يوم واحد على هجوم بالقنابل نفذه ليلا بعض أهالي الفلوجة القريبة من الرمادي على مركز للشرطة تتخذه القوات الأميركية مقرا لها اسفر عن مقتل جندي واصابة خمسة الا انه بحسب مصادر سكان المدينة فان القتلى والاصابات يتجاوز هذا العدد. ويقول سكان المدينة ان هذه الهجمات تنفذ كرد فعل على التجاوزات غير المقبولة التي تقوم بها القوات الاميركية في المدينة. وكانت عشرات الدبابات قامت بمحاصرة حي الاندلس في الفلوجة وطلبت من سكان الحي اخلاء منازلهم وباشرت عمليات مداهمة في الحي الذي تعتقد القوات أن الهجوم الذي نفذ في اليوم السابق انطلق منه. وتسود حاليا اجواء من التوتر في مدينتي الفلوجة والرمادي الى الغرب من بغداد، وذلك على خلفية هجمات طالت القوات الاميركية وعلى طريق الخط السريع الذي يربط بغداد بالحدود مع الاردن ويمر على مقربة من المدينتين. وقد اتخذت القوات الأميركية المزيد من التعزيزات العسكرية في مدن محافظة الانبار وخصوصا الرمادي والفلوجة في خطوة للقضاء على اية مقاومة تواجهها في هذه المناطق. واكدت المصادر العسكرية الاميركية انها نشرت نحو 4000 جندي في الفلوجة ونحو مئة دبابة ويعتقد انه ستتم زيادتها خلال اليومين المقبلين ويعتقد ان تصاعد المقاومة في المدن العراقية وان لم يتخذ حتى الان طابعا منظما فانه يمكن ان يتسع.

وفي الوقت الذي تم فيه توزيع منشور حمل توقيع «المجاهدين» حذر السكان من الاقتراب من القوات المحتلة تفاديا لتعرضهم لاصابات، وأكد شهود عيان اصابة جنديين اميركيين في حي المنصور (الراقي) اثر هجوم بقنبلة يدوية على دورية نفذ امس الاول.

ويربط الكثير من المراقبين بين تصاعد أعمال المقاومة ضد قوات التحالف و تزايد الانتقادات الشعبية والسياسية لقوات التحالف التي أجلت عن عمد تشكيل حكومة مؤقتة تحت ذريعة الفوضى وعدم وجود قاعدة شعبية للأحزاب التي كانت تعارض نظام صدام من المنفى .

في المقابل بدأت الشخصيات السياسية والدينية العراقية تحركات مختلفة الاتجاهات والأبعاد لمواجهة استحقاقات المرحلة الراهنة في ظل ردود فعل تتسم بالتعارض مع التوجه الأميركي لاختيار مجلس سياسي في غضون ستة أسابيع . فقد غادر بغداد امس رئيس الهيئة القيادية للمؤتمر الوطني احمد الجلبي متوجها الى واشنطن لاجراء حوارات مع بعض اعضاء الكونغرس والمسئولين في وزارة الدفاع. وتأتي زيارة الجلبي لواشنطن بحسب ما اعلن احد المقربين منه لـ «الوسط» بغية شرح مواقف السياسيين العراقيين الرافضة لقرار الحاكم الأعلى للادارة المدنية بول بريمر والقاضي بالغاء عقد مؤتمر جامع كان مقررا عقده في يوليو/ تموز المقبل . واضاف المصدر أن الجلبي يذهب الى واشنطن مخولا من الهيئة القيادية السباعية للاحزاب العراقية الرئيسية التي تتحفظ على توجه بريمر في تشكيل مجلس سياسي عراقي مكون من 25 الى 30 عضوا محدود الصلاحية بدل تشكيل حكومة عراقية انتقالية.

على الصعيد نفسه أجرى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني في النجف مباحثات مع عدد من المراجع الدينية في الحوزة العلمية والتقى سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، وحث المرجع الشيعي الاعلى السيد السيستاني اثناء اللقاء على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وأهمية تعاون جميع القوى الوطنية والالتزام بنهج التفاهم المشترك الذي يجب ألا يضعف تحت تأثير التنوع المذهبي او الديني او القومي لافراد الشعب العراقي واطيافه السياسية. ودعا السيستاني الى الاسراع باقامة الحكم الوطني في العراق المرتكز على الهوية والحضارة والقيم الاسلامية، موضحا ان نوع الحكم الموجود في بلدان اسلامية قد لا يصلح بالضرورة للعراق، من جانبه اكد الزعيم الكردي اهمية الدور الذي تلعبه المرجعية الدينية في تعزيز وحدة البلاد طالبا منها ان ترشح ممثلا عنها في وفد يرأسه البارزاني لزيارة عدد من الدول العربية وتركيا لاجراء مباحثات مع المسئولين في هذه الدول وحثها على لعب دور فاعل باتجاه مساندة مطلب الشعب العراقي في الاسراع بتشكيل حكومة عراقية انتقالية تمثل تكوينات الشعب العراقي كافة وتعبر عن مصالحه العليا وتطلعه نحو الحرية والديمقراطية وارساء دعائم الاستقرار في المنطقة. وسيضم الوفد عدة شخصيات عراقية سياسية عربية وكردية وسيقوم بجولة من المفترض ان تشمل الكويت والسعودية والاردن ومصر والبحرين وقطر والامارات فضلا عن تركيا. وكان البارزاني التقى ايضا في النجف عددا من المراجع الدينية الاخرى والتقى ايضا مع رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق السيد محمد باقر الحكيم. وكان اجرى في بغداد في وقت سابق اتصالات مع عدة اطراف وشخصيات سياسية تصب في الاتجاه ذاته.

وفي اطار التحرك السياسي ذاته من المؤمل ان يبدأ وزير الخارجية العراقي السابق عدنان الباجة جي جولة اعتبارا من السبت المقبل تشمل عددا من الدول العربية لوضع المسئولين فيها في صورة المستجدات وخصوصا مسألة تشكيل حكومة عراقية والعراقيل التي تقف دون قيامها

العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً