العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ

أي سياحة نريد؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عند الحديث عن السياحة في البحرين فهو بلا شك حديث ذو شجون لأننا نتساءل أي نوع من السياحة التي نلمسها في واقعنا البحريني؛ أهي سياحة بالفعل أم شيء آخر ولاسيما عندما تصاحبها مواسم الفعاليات السنوية ونرى العجب العجاب.

إن البحرين ترحب بالانفتاح وترحب بأن تكون بلدا مضيافا وترحب أن تكون قبلة للسياح ولكن هناك عدة مشاكل تواجهها؛ فاجتذاب هؤلاء يحتاج إلى تسهيلات سياحية ويحتاج إلى طرق وخدمات وبنية تحتية بل ويحتاج إلى شعب متمكن من معيشته اليومية، وإلا فإننا سنجد أن المجمعات التجارية ومرافقها السياحية ستكون لغير البحريني، لأن ابن البلد ليس لديه من الدخل ما يكفيه لارتياد مثل هذه الأماكن وسنجد أن البحرينية التي تعمل «كاشيرة» في المحلات العادية والراقية تشاهد بأم عينيها يوميا الجيوب المملوءة بالمال والبطاقات البلاستيكية المتعددة بينما هي لا تستطيع أن تشاطرهم فيما يتمتعون به عندما يأتون إلى البحرين.

ولو لاحظنا أخبار المحاكم في الأشهر الماضية فسوف نجد أن بناتا صغارا يعملن في الدعارة برعاية أقاربهن ممن يكبرهن سنا ، وسنجد الكثير من القصص عما يجري في أماكن يخشى المواطن العادي على سمعته ولا يذهب إليها لأنها تحتوي على أمور يخجل المرء من ذكرها.

إن المواقع السياحية التي تتواجد فيها مثل هذه الممارسات كبعض الفنادق الرخيصة والشقق المؤجرة هي أمور لا يمكن غض البصر عنها، وإمكانية القضاء عليها لا تتم إلا من خلال تعاون مجتمعي، وخاصة أن تفاقم وتفشي هذه الممارسات يعود بالدرجة الأولى إلى تدني المستوى الاقتصادي وازدياد حالات الفقر والبطالة التي تمهد الطريق للمتاجرة بالبشر واستغلالهم بصور سيئة.

ويكفي أننا نرى لافتات إيجار المباني الموجودة في بعض شوارع ومناطق العاصمة تقول «إيجار ليوم»،«إيجار لأسبوع»،«إيجار لشهر»،«إيجار سنة» - بمعنى آخر - كل بحسب الحاجة والطلب. ربما يكون الأمر مشروعا وبريئا ولكن قصص المحاكم تخبرنا بأمور أخرى.

أحد المواطنين اتصل يوم أمس يشكو همه ويطلب عرض مشكلته، ويقول إنه رغم كونه موظفا في إحدى الوزارات بمرتب متوسط إلا أنه ومع منتصف الشهر لا يبقى في جيبه حتى عشرة دنانير، وهذا أنموذج لحالات كثيرة بدأت تنتشر بشكل ملحوظ بسبب غلاء المعيشة وتدني الرواتب. وهذا يعني أن البحرين مرشحة لأن تنتشر فيها ممارسات غير مشروعة لبعض ضعاف النفوس. ولذا، فإنه وبعد أن نتخلص من تواجد شبكات الدعارة العربية والأجنبية، قد نجد البديل المحلي متوافرا.

إن الحديث عن انتشار شبكات للدعارة لا تقل فزعا عن شبكات الشركات الوهمية، بل هي أكثر من ذلك لأنها تتعلق بالأعراض، بينما الشركات الوهمية تتعلق بالأموال التي يمكن أن يخسرها ويربحها الإنسان في وقت لاحق. إذا كنا نسعى الى تحقيق كرامة المواطن فعلينا أن نصعد بمستوى معيشته ، وأن نسأل أنفسنا: أي سياحة نريد؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2783 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:35 م

      شكرآ للأستاذه ريم ..

      اخي المشرف,, كان بأمكان المعلق رقم خمسة ان يذكر الأرهابيين و ليس السعوديين او السعوديات!! و مثل ما ذكرت اخي المشرف .. الحرية سقفها السماء ما دامت في حدود الأدب و الأحترم .. يعني احنا ناقصين! شكرآ.. حلايلي.

    • زائر 8 | 5:03 ص

      الفساد هو اب و ام المشاكل..!

      نعم استاذه ريـم, الفقر و الحاجة هما المأساة و السببان الرئيسيان للأنحراف الجنسي و الغلاء و البطالة و ضعف الدخل يدعم تفشي الدعارة .. و يجب التصدي له اي الفقر قدر الأمكان .. و قد يقول قائل انكم دائمآ تلعبون على و تر الفقر .. و لكن مع الأسف كل من يعترض على هذا الكلام لا يوجد عنده الجواب و يقف موقف المتفرج فقط .. شكرآ موضوع يستحق التوقف عنده و مناقشته من قبل المسؤلين...... ارجو من المشرف حذف تعليق رقم 5 مع الشكر.

    • زائر 7 | 4:29 ص

      هل كل ما يكتب ينشر يا مشرف التعليقات؟

      ارجوك ان تقرأ تعليق رقم 5 .. هل هذه هي حرية التعبير ام انك لا تقرأ ما يكتبه المعلقين! ارجو حذف هذا التعليق فالحرية سقفها السماء على شرط ان تصب في الصالح العام. ارجو حذف تعليق المريض الذي لا يمت للموضوع بصلة مع الشكر ..

    • زائر 6 | 4:07 ص

      وهل هناك مواطن في هذا البلد

      ارجو من الكاتبة الرد على هذا العنوان وبكل صراحة
      وهل هناك مواطن في هذا البلد ومن يكون ذلك المواطن وكيف اصبح مواطن ؟

    • زائر 5 | 3:34 ص

      ااا

      ====

    • زائر 4 | 3:31 ص

      ABO HUDA

      YOU TALK WRIGHT BUT WHO HEARING YOU

    • زائر 3 | 3:22 ص

      و لكن الحكومة لها نظرة أخرى!!

      1- توظيف بنات عاهرات (أعزكم الله) للبلد غير مكلف، بينما إنشاء أماكن سياحية فستكون مكلفة جداً لا سيما أن المواطن البحريني في نظر الحكومة لا يستحق الرفاهية و السعادة.
      2- مدخول الحكومة من الدعارة يفوق كثيراً من مدخول الأماكن السياحية.
      لذلك أيتها الكاتبة ريم الحكومة متمسكة بالدعارة وبيع الخمور لأن التكلفة رخيصة والمدخول عالي. أما بالنسبة لدين الإسلام فلا أعتقد أن حكومة البحرين تحترم هذا الدين.

    • زائر 2 | 2:56 ص

      نريد سياحة

      نريد سياحة الماء والخضرة والوجه الحسن!!! مادام ليس لدينا ماء ولا خضرة، فلم يبق الا الوجوه الحسنة المجلوبة كالرقيق من الشرق والغرب

    • كشاجم | 2:10 ص

      سياحة هز يا وز

      نريد سياحة هز يا وز التي يروج لها الكثير من "المستثمرين" الذين لا هم لهم سوى جمع المال وبأي أسلوب. سياحة تجارة اللحم البشري التي يدعوا لها بعض الأقلام ويستنكرون كل شيئ بحجة أنه يمنع الإستثمار والسياحة.
      بلد يفتقر إلى اقل مقومات السياحة النظيفة ، لا أعرف لماذا يروجون أننا بلد سياحي . أعطني معلم سياحي واحد يمكن أن يجذب السواح وبعدها قوقا أننا بلد سياحي.
      السياحة الوحيدة عندنا هي الخمور واللحوم والعربدة فقط وفقط، فلعن الله من أسس لها ومن يروج لهذه السياحة.
      تحياتي

    • زائر 1 | 11:54 م

      الى متى

      بلد مضيافاً نعم بلد منفتح ويحترم زواره وهو كذلك منذ زمن بعيد ولكن بلد يفتح ذراعه للمجنسين من كل الصنوف وبمئات الألوف على حساب مواطنيه بلد يعطي الفرص للأجانب ويحشر مواطنيه في زاوية يفترسهم الهم والبأس والإحباط وفي أحسن الظروف موظفين يرأسهم المجنسين ويمارسون معهم كل صنوف الضغط ولنا في وزارة الأشغال مثل التي جلبت المجنسين من الأردن وسلطتهم على المواطنين الذين هم أكثر منهم استحقاقاً ومقدرة

اقرأ ايضاً