العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ

«فيرونيكا غيرين»... وحقنا في المعلومة!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

اليوم يحتفل العاملون بالحقل الصحافي باليوم العالمي للصحافة في كل بلدان العالم وهو اليوم الذي يجمع عليه صحافيو العالم على أهمية احترام الكلمة وأيضاً الحق في الحصول على المعلومة مهما يكن؛ لأن التوجه العالمي يدعو نحو وضع قوانين جديدة تعترف بحق الجميع بالحصول على المعلومة.

والمعلومة ضرورة ولاسيما أنها تعد جزءاً لا يتجزأ من العمل الاستقصائي الذي ينصب ضمن مهمات الصحافي في متابعته لموضوع ما أو لحدث ما وبالتالي فإن منع نشر المعلومة أو الحصول عليها يُعتبر نوعاً من العبث وأيضاً خطوة لتقليص العمل الصحافي وتحجيمه بصورة لا تتعدى إلا أن يكون سوى محرر أخبار للعلاقات العامة أو الرسمية التي بدورها تقتل عمله كما تقتل إبداعه الصحافي في نقل الحقيقة والبحث عنها.

ونحن هنا نتحدث عن الفئة التي تحترم مهنتها رغم كل التحديات والصعاب مهما كان ثمن الحقيقة والكلمة لا الفئة التي تزور الحقائق وتكذب على الرأي العام.

ويكفي أن نستذكر إحدى أهم صحافيات ايرلندا «فيرونيكا غيرين» الأكثر شهرة في العالم بمجال التحقيق الاستقصائي في جهود كشفت خيوط المؤامرة وشبكات المخدرات التي كانت منتشرة في ايرلندا بمنتصف تسعينيات القرن الماضي وذلك عبر فضح أوساط تجار الهيروين في دبلن.

لقد استطاعت غيرين أن تعمل على كشف أسرار عالم المخدرات باستخدام ألقاب تنشرها في الصحيفة، مثلما كانت تفعل كل أسبوع لقراء الـ «سانداي إنديبندنت» الايرلندية. وكان هذا العالم مسكوناً برجال خطيرين يعجز القضاء على إلقاء القبض عليهم.

قبل اغتيالها، تعرّضت غيرين لمحاولتي اعتداء على حياتها، لكن مثلما كانت السبب في ارتفاع مبيعات الصحف، كانت تملأ فراغاً هائلاً في نظام قضائي كان حتى موتها يغمض عينيه أمام الفساد.

فقد كان الرجال الذين يديرون عالم المخدرات في دبلن يعتقدون أنهم فوق القانون. وكانوا يقتتلون فيما بينهم في حين كان ضحايا الهيروين الذي يتاجرون به يموتون في شوارع مظلمة أو في شقق الأحياء الفقيرة في المدينة.

الصحافية الايرلندية التي كانت زوجة و أمّاً لصبي يبلغ السادسة كانت تكتب فصول حلقاتها المثيرة رغم كل شيء واضعة قضية الهيروين تحت أنف الحكومة والشرطة. لقد كتبت ماغي أوكان بصحيفة «الغارديان» عن موت فيرونيكا غيرين معلقة: «لقد تحولت غيرين إلى شخصية قومية وقد أدّت الضغوط التي مورست فيما بعد على الشرطة وعلى الحكومة إلى اتخاذ التدابير الأولى الفاعلة، منذ خمسة عشر عاماً، ضدّ تجار الهيروين، وإلى مصادرة خمسة عشر مليوناً من أموال المخدرات. ومما لا شك فيه أن غيرين كانت لتنقذ أرواحاً كثيرة في هذه المدينة التي سلبتها روحها (...) ومنذ موتها كسب المجرمون الايرلنديون الجدد موقعاً دولياً».

لقد اجتهدت غيرين من أجل الحقيقة لأنها كانت مؤمنة بأنه يجب مكافحة تجار المخدرات ولأنه لم يكن أحد ليتخيّل أن طبقة لصوص دبلن سوف تتمادى إلى حد اغتيال صحافيين من أجل المعلومة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:19 م

      دور الصحفي

      بلا شك, ان دور و اداء الصحفيين سواء في موقع الحدث او حتى من خلف المكتب, فانه يستطيع ان يعطي صورة مهمه للواقع والحدث للقارئى في الطرف الاخر. دور الصحفي مهم جدا, فهو مراة الامة. كل سنة يموت الكثير من الصحفيين اثناء تادية الواجب و نحن القراء و المشاهدين الجالسين في منازلنا نكن لهم بجزيل الشكر للجهود المبذوله منهم في ايصال الحقائق و المعلومات. شكرا لكي اخت ريم على الموضوع الهادف. رياض حسن

    • زائر 1 | 4:48 ص

      عنفوان

      منورة يا ريم بالصورة الجديدة

اقرأ ايضاً