العدد 2797 - الإثنين 03 مايو 2010م الموافق 18 جمادى الأولى 1431هـ

تدويل في العراق... ورضوخ عربي في مصر!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

مسكين هو العراق؛ ابتلي بمستبدين في تاريخه القديم والحديث، وكان صدام حسين واحداً من هؤلاء، لكنه - كما أعتقد - كان أفضل بكثير من المستبدين الذين جاءوا بعده.

في عهد هؤلاء مات مئات الألوف وتشرد الملايين وفقد الناس متعة الأمن بل ومتعة الحياة وهذا ما لم يحصل في عهد المستبد السابق صدام حسين ومع هذا فمازال هؤلاء المستبدون يتحدثون عن الحريات التي تحققت في عهدهم الميمون والتي رآها القريب والبعيد!

من ضمن ما يتحدث عنه هؤلاء موضوع الانتخابات التي تحققت للشعب العراقي، وعن نزاهتها، وهي - كما يقولون - واحدة من أهم إنجازاتهم!

تحدثوا عن الانتخابات الأخيرة، وعن الجهود الهائلة التي بذلت لكي تبدو نزيهة شفافة، وكان المالكي أبرز المتحدثين عن تلك النزاهة، كما كان أكثرهم حديثاً عن نزاهة لجان الانتخابات وكل اللجان الأخرى التي تعمل معها...

ثناء المالكي على تلك اللجان، وعلى لجان المساءلة والعدالة كان في صالحه لأنها حققت له الكثير، لكن المالكي - فيما بعد - ظهر بصورة سيئة كان يصعب تصديقها لولا أن الجميع رآها!

عندما كانت لجان الانتخابات تعلن النتائج الأولية وكانت هذه النتائج تصبّ في صالحه كان يثني عليها ويطالب الآخرين - وبقوة - بعدم التشكيك فيها، ويتهمهم بأسوأ التهم إن هم فعلوا ذلك!

لكنه فعل ما كان يحذر منه عندما شعر ببداية الهزيمة، ويبدو أن شهوة الاستبداد جعلته ينسى كل ما كان يتحدث عنه سابقاً!

طالب بإعادة الفرز في بغداد يدوياً - لعل وعسى - ثم تحرك في كل اتجاه ليضمن بقاءه في السلطة، وكل ما فعله كان بحسب القانون العراقي!

الطرف الآخر «القائمة العراقية» لم تستطع الصمت، تحرك علاوي - أيضاً - وأمام تهديدات المالكي طالب بتدويل الانتخابات، وحتى تتم هذه العملية طالب بحكومة تصريف أعمال، وإذا لم يحصل على حقوقه كاملة فإنه مع مناصريه سينزل إلى الشارع!

المالكي الذي شارك في عمليه التدويل وشارك في عملية احتلال العراق استغرب واستنكر مطالبة منافسه بعملية تدويل أخرى من أجل الإشراف على الانتخابات بحجة أن هذه عملية داخلية!

الوضع في العراق مهدد بالانفجار، فلكل طرف مناصروه داخلياً وخارجياً، ويبدو أن المصالح الذاتية هي التي تتحكم في تصرفات سادة العراق اليوم، أما مصلحة العراق وشعبه فهي آخر اهتماماتهم...

لست مع التدويل، لكني أعتقد أن جامعة الدول العربية عليها أن تفعل شيئاً للعراق، وأن على الشعب العراقي وعقلائه أن يجعلوا مصلحة بلدهم هي الأهم وليس مصلحة الأفراد أو الطائفة والحزب... وعلى الأميركان الذين يحتلون البلد أن يفعلوا شيئاً جدياً في تحقيق انتخابات حقيقية، لا تستبعد أحداً، ولا تجتث أحداً، وتترك للعراقيين اختيار من يريدونه بنزاهة تامة...

أما المالكي فلعله يكتفي بما تحقق له سابقاً، وعليه أن يحاول إصلاح الفساد الكبير الذي قام به قبل أن يمضي إلى غير رجعة...

الفساد الذي يحصل في العراق جزء من الفساد العام الذي يحصل في بعض بلادنا العربية، في مصر انتهى اجتماع بعض وزراء الخارجية العرب المكلفين بمتابعة ملف المفاوضات مع الصهاينة وكذلك ملف القدس.

كما كان متوقعاً، وكما أعلنت «العمة» هيلاري كيلنتون فإن الوزراء وافقوا على استئناف المفاوضات غير المباشرة ولمدة أربعة أشهر فقط! وعمرو موسى أعلن أن اللجنة ستستمر في انعقادها لمتابعة ما يحصل أولاً بأول! ما شاء الله، تبارك الله!

عباس كما قال عنه نتنياهو: إنه سيوافق على المفاوضات سريعاً! ولأن نتنياهو كان في القاهرة فقد نسّق مع قادتها لكي يدفعوا عملية السلام بدون أن يتحقق للفلسطينيين أي شيء وهذا ما حصل فعلاً!

القدس عاصمة أبدية للصهاينة! الاستيطان فيها لن يتوقف! محاصرة غزة مستمرة! القبض على من يريده الصهاينة لن يتوقف! إلى آخر الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الصهاينة، ومع هذا كله لابد من المفاوضات! لماذا؟ لأنها تحقق للصهاينة كل ما يريدون!

مصر العزيزة تحاصر الغزاويين بقوة! تقتل بعضهم! تهدم أنفاقهم فوق رؤوسهم! عليهم أن يستسلموا وإلا...

والويل كل الويل لمن يساعدهم... أحكام قاسية يصعب تصديقها... لماذا كل هذه التنازلات المجانية للصهاينة؟! أهي نوع من خطب ودّهم؟! شيء محيّر يصعب تصديقه!

لماذا لا يقف العرب عامة ومصر خاصة مع المقاومة والكل يعرف أن المقاومة وحدها هي التي ترعب الصهاينة، وهي وحدها التي حققت الانتصار؟! أجزم أنهم لو فعلوا ذلك لحققوا لأنفسهم مكانة عالية عند شعوبهم، وأجزم أن هذه الشعوب ستجعلهم حكاماً محبوبين، وهذا ما يسعون إليه هم، ولكنهم في الحالة التي أشرت إليها سيكونون حكاماً بإرادة شعوبهم وليس رغماً عنها! هل يفعلونها؟!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2797 - الإثنين 03 مايو 2010م الموافق 18 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:46 م

      العراق بيضيع

      والله الكاتب ماقال إلاالصدق...خلونا نعيش في الحاضر ولاتخلون عقد الماضي تعمي العيون .....اللي قاعد يصير في العراق ماينسكت عنه أبد..ترى العراق بيضيع ونضيع معه

    • زائر 3 | 2:21 م

      العرب اسباب المشكلة

      لو الدول المجاورة يهدون العراق في حالة كان العراق بخير

    • زائر 2 | 1:38 ص

      أصدام من تمتدح يا أخ العرب

      أهي التوق لرؤية صدام المقبور هو من يجعلكم تضعون مقارنات ظالمة لتلميع صورته؟!! ما إقترفه صدام لا يمكن مقارنته بما يحدث الآن؟

    • زائر 1 | 12:33 ص

      لعبة السياسة

      ان كان هتلر مستبد ولكن أفضل من غيره ,فصدام أيضا كذلك! كفى تلميعا لهتلر العرب"صدام حسين" ونظامه البعثي المقيت فان كنت لا تعلم ماعانيناه كشعب عراقي على يد الطاغية ابان توليه أرقابنا ,فالسكوت أفضل بدل استفزاز مشاعرنا,فنحن نحاول جاهدين طبطبة جروحنا ومداواة عزتنا وكرامتنا وللأسف علي يد من بيده أمرنا بعد الله,فنرجو أن تكتب بلا تجريح لغيرك,فكلمة خير لرأب الصدع, والا فالسكوت أفضل

اقرأ ايضاً