العدد 2809 - السبت 15 مايو 2010م الموافق 01 جمادى الآخرة 1431هـ

أخلاق شباب... قمة في الروعة

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

يخشى محدثي الذي كان يعبر عن شعوره بالألم وهو يتكلم عن تجربة مع مجموعة من الشباب، ضمَّته معهم حافلة واحدة في عمرة عيد العمال، أن يتحول التديُّن لدى بعض الشباب إلى مجرد (شكل) ظاهري لا عمق له في نفوسهم، فتصبح علامات الالتزام الديني زيف مبطن، وهو أمر خطير للغاية.

ولعل محدثي الرجل الخمسيني على صواب فيما يقول، فهو يتحدث عن ممارسات شاهدها بأم عينه في رحلة (عمرة)، وليست رحلة إلى منتجع سياحي أو حتى إلى (بلاج الجزاير)، وإن كانت رحلات الترفيه إلى أي مكان كان لابد وأن تكون بعيدة عن مظاهر سوء الخلق والفوضى والهمجية، فما بالك برحلة إيمانية إلى البقاع المقدسة الطاهرة.

هي جلسة حديث عابر مع ذلك الإنسان، لكن في ملاحظاته ما يستحق أن نقدمها للقراء الكرام، فمن المواقف التي ذكرها عن رحلة (العمرة)، وجود عدد من الشباب الذين كانوا طوال الطريق يقرأون الأدعية والأذكار، وتنوعت الكتيبات الخاصة بأعمال العمرة في أيدي بعضهم، وكان سعيداً بهذا الجو في رحلة برية امتدت لساعات، لكن الوضع اختلف حينما بلغوا الديار المقدسة ليسجل بعض المشاهد التي رآها وكانت من السوء بحيث يجزم بأن أولئك الشباب يقرأون الأدعية والأذكار لمجرد القراءة لا الفهم والامتثال، ولمجرد التباهي ربما بحلاوة الصوت.مجموعة من الشباب، وإن كانوا يرتدون الأزياء التي لا تناسب زيارة البقاع المقدسة، من بنطلونات مزركشة بعضها من النوع (الطايح)، وبعضها الآخر من الذي تتدلى منه حلقات الحديد أو ما شابه، والأقمصة ذات الشخبطات الغربية، اختلفوا مع مقاول الحملة، فما كان منهم إلا أن صبّوا جام غضبهم على الحافلة، ففتحوا غطاء المحرك في غفلة من المقاول والسائق، وأتلفوا بعمد وتقصد المحرك بوضع كمية من الملح فيه، ليقف ذلك المقاول يضرب راحاً براح. في المضيف، لم يكن هناك احترام للنعمة، فكان البعض يعبث ويلعب بالأطعمة، وكأن أولئك الشباب جاءوا ليقضوا وقتاً في تصوير برنامج هزلي كتلك البرامج التي نشاهدها في التلفاز حيث التراشق بالطماطم أو الشطائر ونعم الله التي يجب أن تحترم وتشكر لتدوم.

وليس بغريب بعد ذلك، أن يشاهد هو وغيره، نماذج من أولئك الشباب من الجنسين، شبان وشابات، وكأنهم في متنزه مفتوح للمعاكسات والترقيم، فهذا يقوم بحركات ليجذب انتباه الفتيات، وهذا يقوم بحركات فكاهية سخيفة، وتلك ترفع عباءتها ليرى الناس – ربما – ماركة بنطلون الجينز أو الحذاء الذي تلبسه أعزكم الله، وأخريات لم يجدن بأساً في إظهار بضع خصلات من شعرهن تتدلى على جباههن، أما الألوان الغريبة العجيبة على الوجه فحدث ولا حرج. بين أولئك وهؤلاء، شباب وشابات في قمة الأخلاق، يدركون أنهم إنما يقومون برحلة إيمانية يرجون منها الثواب من الله سبحانه وتعالى، أما زمرة المظاهر، فلم تكن تنفع معهم كلمات المرشدين الدينيين، ولا كلام أولياء أمورهم، ولعل في مقدور علماء الدين و المعلمين، أن يلفتوا نظر الشباب إلى أن التوجه إلى العتبات المقدسة، يتطلب استعداداً نفسياً إيمانياً قويماً طيباً، وليس لتصرفات هوجاء لا تصدر إلا من المغفلين والأغبياء

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2809 - السبت 15 مايو 2010م الموافق 01 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:27 ص

      ثقفناهم في السياسة

      لا والله يا خوك زائر رقم 1 وين الثقافة السياسية.. لا ثقافة ولا يحزنون قول ما في احترام آراء ولا في تقدير لا لعالم ولا لكبير ولا لصغير هاي بالنسبة الأكبر.. يعني هاي الفئة لا أخلاق ولا التزام ولا سياسة.. صحيح هم مراهقين وشباب، بس بعد مو هلقد.. خذ هالقصة، واحد من هالنوعية اختلف في الشارع مع حرمة نزل ليها وسطرها كف ويوم جه زوجها وجرجروه في الشرطة جاك ابو واخوانه يقولون ما يبات ولا ليلة في الشرطة.. والحرمة اللي ضربها.. ما ليها رب

    • زائر 12 | 7:16 ص

      عندكم اياهم

      عندكم اياهم فعلاً يبطون جبدي.. بالفعل يبطون الجبد.. شوفوا احنه ما نبغي نقارن بين شباب السنة والشيعة، بس شباب السنة البحرينيين مهذبين وخلوقين وتشوف الثوب الأبيض والغترة، واحنه المصبنة بهاذيك البنطلونات والفانيلات اللي تلوع الجبد، لا وتعال شوف قصات الشعر.. اشكال بناتية ولوفرية ويش قالوا جايين نعتمر.. وتعال شوف ضحكم وغشمرتهم همج في همج.. صدق يبطون الجبد من اشوفهم تحترق اعصابي اني وزوجي من هالحركات.

    • زائر 11 | 4:50 ص

      الإلتزام الديني الحقيقي

      بارك الله في الكاتب وفي اصحاب الردود.. نحتاج الى نشر ثقافة التزام ديني حقيقي وليس بالمظاهر والنفاق.. وافعال الشباب وان كانت افعال طيش لكن لابد من رصدها وتصحيحها.. ترى فيها اساءة كبيرة لسمعة الطائفة الجعفرية وهم لا يدركون ذلك.. رجاء انشروا الوعي بينهم

    • النعيمي2 | 3:38 ص

      كلام صريح وراي رجيح

      كلام صريح وراي رجيح يا أخ سعيد وفعلا الظواهر الغير أخلاقية تحتاج الى وقفة ومعالجة صريحة وهي مسئولية جميع العقلاء في مجتمعنا المعروف بواعيه وأنفتاحها ولكم منا جزيل الشكر على هذه الأطروحة التي نحتاجها أكثر من أي وقت مضى ....

    • زائر 10 | 3:28 ص

      الطير الجريح //// سترااااوية

      اللهم ارزقنا زيارة أهل البيت وفي الأخرة شفاعتهم
      كل الكلام صحيح
      وفوق هذا يذهبون جماعة من الأصدقاء لترفيه عن انفسهم في هذه الأماكن المقدسة
      ما قالوا للزيارة
      بل قالوا لتغيير جو
      وبالنسبة لصلاة الصبح كما يقال عمك اسمخ
      القليل اللي يأذي صلاة الواجبة في الحرم الشريف لأنهم طول الليل سهر والصلاة على جنب
      والبنات مع الأسف حسافة على الأم والأب اللي ما يقدرون يسيطرون عليهم
      تشوفهم في الأسواق الشعر على جنب والأبسامة موزعة على الكل والبالطوا المخصر على الجسم

    • زائر 9 | 2:17 ص

      تصدقون عاد

      تصدقون عاد يا جماعة إن اكبر مشكلة عندنا هي قلة الصراحة.. كله نخش مشاكلنا وتالي تنفجر.. الخطباء يخشون ويدارون.. الأمهات تخش وتداري.. المعلم يخش ويداري.. صايرة ظاهرة نخش الغلط وما نرضه نعالجه..
      هاي وجهة نظري ما ادري عن غيري

    • زائر 8 | 2:05 ص

      السلام على آل ياسين

      كن ابن من شئت واكتسب أدبا.... يغنيك .محموده عن النسب....لكل شىء زينة في الورى.... وزينة المرء تمام الأدب....لم يثبت الخير مال ولا نسب...إنما الخير كل الخير في الأدب

    • زائر 7 | 1:09 ص

      ديراوي على البحر

      شكراً استاذ سعيد على المقال الأكثر من رائع و الذي نحتاج لمثله في هذا الزمن المغبر، مادري ويش صاير في الناس صاير كل شي عادي عدهم اطلع وشوف في المجمعات كل واحد ويا زوجتة ومطلعة شعرها و مشحونه مكياج وين الغيرة

    • زائر 6 | 12:42 ص

      زيدوا الكتابة

      زيدوا الكتابة عن الموضوع المنسي.. لا تتجاهلونه، ترى بالفعل شباب شيعة يمصخونها واجد لا أدب ولا احترام، يعني اذا هم في مكة والمدينة ما يحترمون المكان ولا الأعمال، تبغونها يحترمون شعائر عاشوراء وغيرها.. لا لا.. انتبهوا يا علماء يا شيوخ الدين انتبهوا.. خلوا السياسة عنكم تولي ما تنفعنا ترى.. اول شي الأخلاق والعمل الصالح وبعدين السياسة، والسياسة ليها أهلها.. يعني يبغى ليها علم ودراسة وممارسة مو ناس اعمارهم 16 و20 سنة يتفلسفون.
      ام ناصر

    • زائر 5 | 12:38 ص

      يا جماعة أصلاً هؤلاء مو متربين، سألت وحدة ويانه في الحملة :"يا اختي ليش ما تحاجين بنتش.. مطلعة شوي من شعرها ورافعة الدفة، عيب جذيه احنه في عمرة.. قالت ويش اسوي يا ختش.. تعبت وياها ما تسمع الكلام.. وحقيقة اشياء واجد يسوونها الشباب، ولعلمكم، ولا حد يزعل، شباب اخواننا السنة ملتزمين ومؤدبين ومحترمين أكثر من شباب الشيعة في العتبات المقدسة.. ولباسهم ارتب ثوب ابيض احسن من هالخرابيش

    • زائر 4 | 12:19 ص

      اذا العلماء سكتوا والآباء والأمهات سكتوا لازم كل واحد عنده غيرة وذمة ما يسكت

      يرحم أبو أمك يا شيخ والله كلامك صحيح... وليش نخبي راسنا وننكر، هذول شبابنا وبناتنا ونعرفها زين ونعرف المقاولين زين، والشباب اللي حطوا الملح في المحرك معروفين من الديه، وكان شباب المالكية في الحملة أفضل منهم أدباً واحتراماً.. ما شاالله عليهم كل واحد زنده يمشى عليه جمل، لكن ما عندهم عقل ولا حسن تصرف ولا احترام.. وكلام زائر رقم 3 صحيح.. اذا العلماء سكتوا وأولياء الأمور سكتوا، وفي شباب ما عندهم اصلاً اولياء أمور.. اذا هذولي سكتوا ليش احنه نسكت ليش ما نرد منكر خصوصاً للوجهاء

    • زائر 3 | 12:01 ص

      أحكموا أولادكم

      كلام في منتهى الخطورة, فهذه مكة و المدينة و قبلها السيد في سو رية و قم و مشهدة و القادم أين

    • زائر 2 | 11:10 م

      واحد من الناس

      الله الحين صارة العمره محل لمثل هذا الامور المشكلة مو فيهم هم المشكله في المقاولين الي كل واحد ما حصل له اجازة كم يوم الا سوى له عمره وتعال اعزم هذا وذاك وشسالفة ما يدرون اهم شي قضاء وقت ممتع . الوضع جدا مخجل ادا وصلنا الي مثل هذا الامور ادا غاب الوازع الديني انهت امور كثيرة جدا في حياتنها وهذا هي البدايه فقط

    • زائر 1 | 10:53 م

      ثقفناهم في السياسة ونسينا الاخلاق

      الواحد يجادل في امور السياسة ولكنه لا يحسن صلاته و ربما وضوءه و السبب فيما اعتقد اننا اعتنينا بالمهم على الاهم. لا خير في شباب يجهل اخلاق دينه فهذا لايؤتمن عليه في شئ .

اقرأ ايضاً