العدد 2811 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ

في الكويت... هيئة خيرية عالمية متميزة

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

بدعوة كريمة من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وبمناسبة مرور ربع قرن على تأسيسها تلقيت دعوة لحضور هذه المناسبة مع مناسبة أخرى وهي حضور المؤتمر الدولي حول الوسطية والحوار من أجل تعزيز التعايش السلمي بين الشعوب، وقد كان حضوري فرصة للتعرف الجيد على أنشطة الهيئة التي تحظى بسمعة ممتازة في كل الدول التي فيها والتي تصل إلى نحو مئة وأربعين دولة، والهيئة تحظى بثقة أمير الكويت الكبيرة الذي حضر افتتاح حفلها ثم استقبل مجلس إدارتها الجديد الذي يضم عدداً من السعوديين على رأسهم الدكتور عبدالله عمر نصيف والشيخ فاضل عبدالرحمن بن عقيل.

الهيئة الخيرية العالمية في الكويت تمارس العمل الخيري بمفهومه الإسلامي الشامل، بعيداً عن العصبيات المقيتة أو الحزبيات الضيقة، وهذا ما لفت نظري كثيراً إلى أعمالها وتميزها.

عملها الخيري توجه إلى التعليم والصحة ومكافحة الفقر، وقد رأت أن مكافحة هذه الآفات الثلاث هو الطريق الأمثل والأقصد لتقديم الإسلام الحق إلى الناس كافة، المسلمون وغير المسلمين.

أقامت الهيئة عدة مؤتمرات صحية كان من بينها مؤتمراً لمكافحة الايدز في السودان، تحدث المؤتمرون عن مخاطر هذا المرض، وطرق الوقاية منه، وكذلك أهمية دمج المرضى مع أبناء المجتمع، كما حرصت الهيئة على فتح مستشفيات في عدد من الدول الفقيرة، وإرسال أطباء للعمل في هذا البلد أو ذاك...

واتجهت إلى التعليم، فساعدت على بناء مدارس في عدد من الدول كما أنها خطت خطوة جيدة وذلك بإقامة عدة دورات لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ممن يدرسون في جامعة الأزهر وعددهم بالمئات، وكان هدفهم محاولة دمج هؤلاء الطلاب والطالبات في المجتمع العربي بصورة سهلة.

اتجهت الهيئة إلى الشباب باعتبارهم قوة المجتمع ومستقبله، فخصصت لهم لجنة من لجانها تحت مسمى «لجنة الشروق للشباب» واستهدفت برامجها الشبابية كل الشباب في العالم، وكان محور اهتمامها تأهيل الشباب بالمهارات التي يحتاجون إليها في حياتهم، وكذلك مساعدتهم على بناء شخصياتهم بصورة حسنة، وقد وضعت لهم عدة برامج لكي تحقق أهدافها الموجه لهم.

كانت الوسطية والاعتدال جزءاً من رسالتها للشباب، عرفت أن الغلو والتطرف غزا عدداً من شباب المسلمين، وهذا التطرف قدم صورة قاتمة عن الإسلام وأبنائه وأستغله أعداء الإسلام في كل مكان تشويه صورة المسلمين، ولذلك حرصت الهيئة على تقديم برامج متعددة للشباب بهدف إبعادهم عن التطرف والغلو.

المؤتمر الذي حضرته كان واحداً من هذه الأنشطة التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال، كما أنني رأيت عدداً من المطبوعات الجيدة التي تدعو إلى البعد عن الغلو وتكرس مفهوم الاعتدال، وكلها من مطبوعات الهيئة... والذي أعجبني أن الهيئة تتعاون بصورة كبيرة مع «الإلسيسكو» لنشر هذه المفاهيم، وقد حضر مندوباً عنها وألقى كلمة طيبة عن الاعتدال وأهميته. بطبيعة الحال قضايا الإسلام الكبرى كانت حاضرة في أعمال الهيئة مثل قضية فلسطين وحصار غزة، وقد قدمت الهيئة مساعدات جيدة للمتضررين من الحصار وبقدر ما تسمح به الظروف، كما أن لها أنشطة إعلامية تهدف إلى التعريف بمكانة فلسطين وعدالة قضيتها، وأقامت عدة معارض لهذا الغرض.

الإعلام كان حاضراً ضمن أنشطة الهيئة المتعددة، فقد حرص إعلامها على إبراز الصورة الحقيقية للعمل الخيري، وعدم ربطه بالإرهاب، وكذلك إبراز أهمية التعاطي مع كل متطلبات الحياة، وقد حرص إعلام الهيئة على التعاون مع جميع الجهات الحكومية الأخرى في تكريس قيم المجتمع وأمنه، فحذرت من خطورة المخدرات ودورها في تفكيك الأسر ونشر الجريمة، كما تحدثت عن أهمية ترشيد استخدام الماء والكهرباء وقضايا البطالة والتوظيف وغيرها وهذه الاهتمامات تبدو غريبة على العمل الإسلامي التقليدي الذي نراه في معظم البلاد العربية والإسلامية.

قررت الهيئة إدخال العنصر النسائي ضمن جمعيتها العامة، وهذه خطوة متقدمة في العمل الخيري، ولعلها توفق في اختيار العناصر الجيدة والتي تخدم العمل الإسلامي الهادف... كثيرة هي الأعمال المتميزة التي قامت بها الهيئة طيلة أعمالها الماضية، والأمل أن تستمر في عطائها لكل المسلمين، ولكل المحتاجين في العالم كله.

أخيراً أقول: رئيسها السابق العم يوسف الحجي قام بأعمال نادرة المثال تصلح نبراساً لكل العاملين في الحقل الإسلامي، يكفي أن أقول إنه عمل 25 عاماً دون أن يأخذ ريالاً واحداً من الهيئة، بل أنه كان يسافر على حسابه لأعمال الهيئة... ليت مشايخنا يقتدون به.

ورئيسها الحالي الدكتور عبدالله المعتوق مشهود له بالخير والصلاح، والأمل أن يسير بالهيئة لكي تواصل القيام بدورها بصورة جيدة.

نحتاج إلى عمل خيري مدروس يقدم الخير لكل محتاج بعيداً عن الأهواء والأغراض التي لا تمت للإسلام بصلة.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2811 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • فيلسوف | 3:00 ص

      الكويت ام الخير

      دائما هذي الدولة الخليجية الكبيرة يكون لها مواقف لا تنسى في التاريخ . ودائما ما تعودنا دولة الكويت على عمل الخير . ودمتي سالمة يا دولة خليجية كبيرة فاتحة قلووبها للاحبة وللجميع

اقرأ ايضاً