العدد 2837 - السبت 12 يونيو 2010م الموافق 29 جمادى الآخرة 1431هـ

والله... نحب هذا الوطن

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج «حلول» الذي يقدمه الزميل علي حسين بتلفزيون البحرين، والذي تناول أزمة «السكن» من أبعادها المختلفة إدارياً وبلدياً واجتماعياً، تحدث أحد المواطنين وشقيقته في تقرير وصف معاناة تلك الأسرة التي اختزلت معاناة آلاف الأسر المدرجة على قائمة الانتظار والتي يصل عددها إلى 50 ألف طلب.

بعد 18 عاماً من الانتظار، لم يجد المواطن إلا أن يقدم شقيقته على نفسه، أي أنه يمني النفس بأن تحصل شقيقته على وحدة إسكانية قبله، حتى مع شدة معاناته مع المرض واعتلال صحته... أما المواطنة، فلم تتمالك نفسها وهي تصف الحالة الصعبة التي تعيشها هي، ويعيشها بالطبع معها الآلاف من الأسر، فتركت العنان لصوتها أن يتهدج وتبكي لتقول :»والله نحب هالوطن»، وكأنها تريد أن تقول إن أبناء البحرين الذين تتصل عروقهم بتراب بلدهم يريدون أن يعيشوا في أمان واستقرار وطمأنينة، ولا يمكن لأحد أن يلومها أو يلوم أمثالها حين تحيطها الآلام وسط عاصفة من المعاناة النفسية الشديدة.

لماذا يلوم البعض، ممن يحسب نفسه مدافعاً عن الحكومة ومحباً مخلصاً لها، الناس حين يضجّون بسبب ذهاب الوحدات السكنية التي حلموا بها لسنوات طويلة إلى آخرين لم يمضِ على وجودهم في البلاد عقد من الزمان؟ وكيف يعطي لنفسه الحق في أن يصف المواطن بأنه (ناكر نعمة) لأنه عبّر عن غضبه بسبب حرمانه من حلمه في (بيت العمر) الذي ذهب إلى من لا يستحقه؟... لم يعد من اللائق تصنيف المواطنين وفق انتمائهم المذهبي في حال تذمرهم وسخطهم مما يجري... فإن كان ينتقد الحكومة بسبب غياب الآلية العادلة المنصفة في منح الوحدات السكنية يصبح من طائفة تكره الحكومة، وإن بلع لسانه وأغلق فمه وسكت عن حقه المشروع، فإنه محب للوطن موالٍ له ومن طائفة تحب الحكومة، وهو أسلوب شائع على ألسنة بعض النواب وبعض الخطباء وبعض كتاب الصحف وبعض المسئولين الذين يعتبرون المواطن الذي يعبر عن تذمره وغضبه بأنه مدسوس محرض لا ينتمي إلى هذا الوطن.

هناك أخطاء جسيمة شهدتها آلية توزيع الوحدات بمشروعات إسكانية في مناطق متعددة ولابد من الاعتراف بهذه الأخطاء لكي يتم تصحيح الوضع مستقبلاً، والأمر الباعث على القلق أكثر ما أثاره رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة بمجلس النواب جواد فيروز في أحد المؤتمرات الصحافية إلى أن الأرقام التقديرية تشير إلى أن البحرين بحاجة إلى 162 ألف وحدة سكنية بحلول العام 2030، فيما لاتزال معدلات البناء لا تزيد على 2000 إلى 3000 وحدة بمعدل كل عامين تقريباً.

ولعل التوصيات المهمة التي تشمل بناء مدن إسكانية جديدة، وتطوير مشروع امتدادات القرى بالتوازي مع المشاريع العامة، والبدء في تنفيذ البنى التحتية بالتزامن مع بدء تنفيذ المشاريع الإسكانية، والعمل على إعادة ملكية الأراضي للدولة، ومشاركة القطاع الخاص للحكومة، وتوزيع القسائم والوحدات السكنية على مستحقيها في قوائم الانتظار، وضمان نسبة محددة لمشاريع الإسكان العام في المشاريع الاستثمارية السكنية، وتبني مشروع البيوت الآلية للسقوط، والاستفادة من مناطق الحزام الأخضر للمشاريع الإسكانية، وتشريع قانون يمنع تداول العقارات للأجانب واقتصاره على المواطنين... لعلها توصيات كفيلة بإيجاد حلول للمشكلة، لكنها تتطلب ترجمة على أرض الواقع.

في برنامج «حلول» لم يقصّر المسئولون في طمأنة المواطنين، وأن هناك برنامج عمل طموح لتغطية الطلبات، لكن قائمة الوعود طالت يا جماعة الخير والأطول منها معاناة آلاف الأسر البحرينية الأصيلة... فمتى الفرج؟

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2837 - السبت 12 يونيو 2010م الموافق 29 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 10:53 ص

      14نور:: أبكيك يا وطني بحرقت أدمعي وأزيدها

      أبكيك يا وطني بحرقت أدمعي وأزيدها وأعانقن ثيابا
      وإليك أرنوا فالحبيب بلحده رغم المسير يصير فيك ترابا
      لا أبكين لأنني غادٍ ولكن أبكين لفقدي الترب مع الأغرابا
      فغروب شمس النور وسط بحارها كالفجر حين يقاربن إيابا
      هذي بلادي من سقت روحي رحيقاً بات حلو شرابا
      لكن أمراً حاصلاً يا منيتي قد قطع الأوصال و الأسبابا
      كم سارقٍ قد أوهنوا شعباً أبي الأصل و الأصلابا
      وتهافتوا فكما الكواسر صادروا الأحبابا
      قد قطعوا رحم البلاد ففارقوه سرابا

    • زائر 18 | 8:38 ص

      نعم يا اخوان

      إنها عملية التوطين البغيظ
      الذي دمر الأخضر واليابس في هذه البلاد

      فيما البحريني الأصيل قابع محروم من حقه في السكن وفيما بعد سيصبح محروم من التعليم والعلاج والبعثات ... والقائمة تطول
      آه عليك يا وطني - البحرين

    • زائر 17 | 8:01 ص

      اصبر ياصابر

      من الطبيعي ان المواطن الأصلي يتأخر في الحصول على الوحدات السكنية لأن الحكومة ملتزمة بتوفير السكن للمجنسين الجدد وماأكثرهم! فهل تأتي بهم من بلدانهم و تتركهم في العراء مثلاً ؟! طبعاً لا
      و اصبر ياصابر !

    • زائر 16 | 6:45 ص

      بلادي اصيل ودرازي كريم

      يا جريدة الوسط واصلوا.. الله يخليكم واصلوا.. اكتبوا كل يوم.. اكتبوا ليل ونهار.. زيدوا الموضوعات في الجريدة الصبح وفي الموقع حتى في الليل.. ترى المسئولين يتابعونكم.. هاكو موضوع سعيد البلادي منتشر بين المسئولين بالوزارة اسألوني وأنا ولد وزارة الإسكان واعرف أن لو تشنون حملة على اخطاء الوزارة راح تتعدل اشياء واجد.. ما عليكم ترى واجد مسئولين متفقين وياكم.

    • زائر 15 | 6:41 ص

      عجل أنا بعد ابو صابر

      اي يا جماعة.. وزارة الإسكان ما عندهم الفانوس السحري.. انتون اصبروا اصبروا اصبروا.. ما عليه اذا واحد منكم حصل على قطعة ارض في الديرة ملكيتها للدولة ويروح الى الإسكان يقدمها ويقولون ليه لا هاذي حق خدمات.. اصبروا انتون اصبروا.. وما فيها شي لو كان مسجل يحصل بيت في الشاخورة وتالي قالوا ليه اصبر بنشوف جان تحصل في جدالحاج.. انا ما عندي مانع في اي مكان في البحرين حتى لو قريب الحوض الجاف اذا في وحدات.. بس انتون اصبروا اصبروا اصبروا ليش مستعجلين الله يغربلكم.

    • زائر 14 | 6:24 ص

      ام صابر

      لا تيأسون بتحصولن بيوت صدقوني البحرين ما تقصر على شعبها الي ايخليها كريمه مع الغرب ما بالك ابناء الوطن بس انتون صبرو وصبرو وصبرو والله مع الصابرين وزارة الاسكان ما عندها المصباح السحري في يوم وليله كل شىء يتحقق

    • زائر 13 | 6:11 ص

      سواد الليل

      اليوم حقوق المواطن تعطى للأجنبي المجنس
      و شعب البحرين مبتلى بح.... تمارس العنف والتخريب وتستعين بالأجانب على المواطنين وتطعن الوطنيه وتمارس الدعايه والاعلام الكاذب وبعد كل هذا تتكلم عن الاخلاق!!!!!!!

    • زائر 12 | 5:04 ص

      سؤال

      ليش البرامج التلفزيونية لا تستضيف جواد فيروز في البرامج الإسكانية أو البيئية على الرغم من كونه رئيس لجنة الإسكان و البيئة في البرلمان .. إعتقد الكل قاعد يلاحظ هذا الشيء

    • زائر 9 | 3:45 ص

      زائر 4 المجنس يتكلم بصراحة

      نعم ما تستحق.. جابوك لو ردوك انت وغيرك من المجنسين ما تستحقون.. بس يعني الدولة جابتك صرت مستحق.. لا والله منت مستحق.. وبعدين لو عندك ضمير وغيره جان ما رضيت تاخذ حق غيرك حتى لو جابوك..

    • زائر 8 | 3:39 ص

      زائر رقم 6 خلني ساكت اتحداك اتحداك اتحداك

      أتحداك تثبت أن في أحد من المعارضين أو المهجرين جه البلد وعطوه ارض او بيت او اشتروا ليه بيت في أقل من سنة..اتحداك واذا انت صادق راسلني على ايميلي
      kareem286@gmail.com
      وبعدين احنه متفقين على أن من لا يستحق واضح في المقال سواء كانوا مجنسين أو حتى بحرينينن أخذوا حق او دور غيرهم.. واذا طلبك من سنة 94 انا طلبي من سنة 92
      والموضوع ما صف الى طائفة غير طائفة ولعلمك المواطنة اللي تكلمت في البرنامج من ابناء الطائفة السنية هي واخوها وآلاف الناس تابعوا البرنامج

    • زائر 7 | 2:49 ص

      كيف لا توجد اراض للسكن في البحرين ؟؟؟؟؟

      غريب من يصدق لا اراض للسكن في البحرين اذن لمن كل هذه المساحات الواسعة المسورة التي تتسع لالاف الوحدات السكنية كيف صدق الناس لا اراض للسكن والغريب هناك من يروج لها من ابناء الوطن والمواطنين بعد ان صدقوها او ارادوا بذلك شيئا اخر لا تصدقوا لا توجد اراض للسكن وهبات الاراضي تذهب لمن ؟ بشكل يومي دونكم السجل العقاري لتعلموا لمن تعطى وتوهب الاراضي وعندها تأكدوا ان كانت هناك اراض او لا ؟؟ مسكين ابن وطني هكدا انت ضعيف ومن اضعفك حتى تحرم في وطنك من ارض لمسنك ؟؟ فكر وتمدر

    • زائر 6 | 2:44 ص

      خلني ساكت

      طال عمرك لدي طلب بوزارة الإسكان منذ عام 1994 وأنا من الطائفة الأخري غير التي تنتمي إليها وتتكلم عنها مع أسفي لإستخدام مثل هذه العبارة ولكن أستخدمها للتوضيح فقط وكم معارض من الخارج رجع للبلد وأعطي وحدة سكنية أو قطعة أرض أو تم شراء فيلا سكنية له في أقل من سنة وغيرهم خلني ساكت لاتزيدني قهر من الصبح الله يهداك.

    • زائر 5 | 2:13 ص

      بعض الاراضي الممتدة من والى الى من

      عندما تعبر جسر القدم دهابا الى مدينة حمد هناك اراضي او ارض ممتدة الى دوار مدينة حمد كل هدة الارض ملك شخص-بعد منطقة الجنبية هناك مزارع واراضي شاسعة وصولا الى اشارة الجسر الى من-في منطقة الهملة قرب وحول بتلكو اراضي على مد البصر الى من ومتى استملكت-الشارع المؤدي الى الجسر وانت قادم من الكيبري مابين سار ومدينة عيسى اراضي ومساحات كبيرة الى من-المنطقة الجنوبية واكثر من نصف مساحة البحرين الى من-شارع المزارع الممتد من الجسرة وصولا الى مابعد دمستان الى من-الاراضي المتناثرة في جميع الوطن الى من

    • سترة نور العين | 1:26 ص

      اوقفوا التجنيس

      خلاص الشعب نفذ صبره وضاقت عليه الدنيا
      كلام المرأة صحيح وكلنا نعرف بهذا الشئ
      إلى متى يستمر مسلسل التجنيس
      حرااااام الشعب صابر في الضيق والهم وبعد سنين من الأنتظار يجي غريب من جميع الدول في ديرتنا ويأخذ حلم الفقير في لحظة عين من سكن فاخر ووظيفة لا يحلم بها
      والمواطن مسكين يحط يده على خذه ويندب حظة
      المشتكى لك ياربي على هذه البلاوي اللي كاسرة ظهر الشعب

    • زائر 4 | 12:43 ص

      المجنس يتحدث لكم بصراحة

      والمجنس يقول: انا ليس غلطان.. انا ليس مذنب.. جئت الى البحرين واعطيتوني الوظيفة والبيت، هل أقول لا لا أريد.. أنا كنت اعيش في بلادي، لم آتي وأقول جنسوني، دولتكم جاءت بي فعليها تحمل مسئوليتي ويا كاتب لا تقول اننا لا نستحق.. لو أنت مكاني لكان قبلت فما ذنبك أنت جئت من بلد الى بلد عطتك عرض قوي.. ترفضه.. لا واحد يرفض عروض كهذه حتى في أي بدل في العالم.
      اسموعي جيداً لا ذنب للناس.. تقولون مجنس مجنس مجنس.. اذهبوا وحاسبوا حكومتكم.

    • زائر 3 | 12:39 ص

      الكماشة الخانقة

      نعم زائر رقم 1 هي الكماشة الخانقة.. احنه شفنا مواطنة وحدة قاعدة تبجي جدام العالم في التلفزيون ليش.. انتظار 18 سنة، وكل سنة بعد سنة هي واسرتها يعيشون الحرمان، والغرب ياكلونها بارزة مبرة، وكل يوم وعود، لا والأكثر من جذيه، موب بس المسئولين مقصرين، حتى بعض الموظفين في الوزارة كان لهم يد في تعطيل حقوق الناس وكم مواطن ياب اراضي في السابق تابعة للدولة وخذوا تعبه وعطوها غيره من ربعهم.. شكراً استاذ سعيد محمد على مواضيعك اللي دايماً فيها خير للوطن والمواطن وخصوصاً المحتاجين للدعم من المواطنين.

    • زائر 2 | 12:23 ص

      الوزارة أخطأت

      الوزارة أخطأت واستجابت لخطط الإقصاء وحرمان المواطنين من الوحدات والخدمات الإسكانية لصالح عملية توطين غير شرعية، والمشكلة لم تقتصر على طائفة دون أخرى أو مواطن من الدرجة الأولى أو من الدرجة الثانية.. كل بيت في البحرين، واقصد للشريحة الفقيرة والمتوسطة، يعاني من أمرين: عدم وجود فرص للخدمة متاحة، وثانياً أنه لاشك تعرض للظلم.. والسبب وزارة الإسكان وما حدث خلال السنوات الماضية من أخطاء في توزيع الوحدات والقسائم والخدمات.. بالفعل، يجب أن تعترف الوزارة بخطئها كما قال الكاتب.

    • زائر 1 | 12:19 ص

      الى متى

      المواطنون محاصرون وتوشك الكماشة ان تخنق انفاسهم والموت البطىء هو اقسى انواع القتل

اقرأ ايضاً