العدد 2844 - السبت 19 يونيو 2010م الموافق 06 رجب 1431هـ

شيخان... أحدهما طيب والثاني «أسد»

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

لم يكن في ذلك اللقاء (الخاص) الشبيه بالمنتدى، والذي استضافته إحدى الشخصيات البحرينية الكريمة في مكتبها مكان للطائفيين ولله الحمد، فعدد من أبناء البحرين من الشخصيات والعوائل الكريمة من الطائفتين الكريمتين، مثلوا الصورة الحقيقية للمجتمع البحريني في التصدي للفتن الطائفية التي شهدتها البلاد طوال السنوات الماضية، والتي كان مصيرها الفشل ولله الحمد.

وعلى رغم من أن توافق تام ساد الحضور فيما يتعلق بضرورة التصدي لكل الممارسات والأفكار الطائفية أياً كان مصدرها، إلا أن الطرفين كانا صريحين في الإشارة الى سلوكيات وممارسات واستفزازات يقوم بها أناس من الفريقين أيضاً، سواء كانوا من علماء الدين من المشايخ والمعمّمين أو من النواب ومن يطلقون على أنفسهم اسم ناشطين، وسواء كانوا من كبار المسئولين أم من عامة الناس، فأي استفزاز أو انتقاص من أي طرف يتوجب أن يساءل فاعله قانونياً من دون تمييز مذهبي أو اجتماعي أو نفوذ.

في ذلك اللقاء، كان التأثر واضحاً على وجوه الجميع حال طرح مصرع الشابة (رغد)، وبالمناسبة، فإنه لا داعي لتقديم حول من تكون تلك الفتاة، أو تقديم تفصيل موسع بشأن حادثة المصرع التي آلمت الجميع وهي منتشرة في مواقع كثيرة، وشخصياً وجدت أن تناول الحديث عن المصرع المأساوي، فتت الكثير من الأفكار المتصلبة لدى الكثيرين تجاه الآخر، وتغيرت أفكار الكثيرين وهذا ما لمسته من خلال التواصل مع زملاء من مختلف الدول العربية بشأن الحادثة.

في خضم ذلك، يبرز أمامنا مشهدان يمكن اعتبارهما المنهج الحقيقي الذي يفضل الاعتماد عليه مستقبلاً لزيادة الحنق والغضب بين الطائفيين والمرضى بالتكفير، حتى أولئك الذين تدعمهم دول وجماعات نفوذ، أولها رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب دعوة أحد الدعاة (...) بسحب اعتراف الأزهر بالمذهب الجعفري الاثني عشري، قائلاً باختصار وبعيداً عن الأسطوانة المكررة في شأن (الخلاف في الأصول)، أن «الأزهر لا يفرق بين سني وشيعي طالما أن الجميع يقر بالشهادتين».

أما المشهد الآخر، فهو موقف الشيخ أسد قصير في متابعته لقضية الشابة (رغد)، والذي هو الآخر تمكن من مخاطبة مئات الآلاف من السنة والشيعة عبر غرفة حوارية مطالباً بالكف عن التكفير باعتبارها كلمة (أشد من السيف) من جهة الجماعات التفكيرية، والكف عن الإساءة لرموز أهل السنة والجماعة من جهة أخرى.

وعلى أن التكفير والعمل اليومي للإساءة اإلى المذهب الجعفري قائم مستمر ولا يمكن إغفاله، فهو، أي الشيخ أسد قصير، يصرح بأن هنا بعض الشيعة مع الأسف، ينالون من رموز أهل السنة، ويتساءل نصاً كما هو مسجل: «لماذا الإساءة وما هي الفائدة... في مذهب أهل البيت، نحن نحترم الصحابة ونحبهم، ونقول إن عرض النبي «ص» منزّه، ونقول أن أعراض الأنبياء منزّهة فكيف بعرض أشرف الناس وأطهر الناس محمد «ص» ونحن لا نطعن في عرض أم المؤمنين عائشة؟ ماذا لو قلت أم المؤمنين حين كان البعض يشكل علينا ذلك؟ فماذا تخسر إذا قلت أم المؤمنين، الصدر الأول يذكر الصحابة ويقول رضي الله عنهم، كما أن بعض التكفيريين يدخلون إلى غرف لشيعة ويسبون المهدي «عج» ويستفزون الشيعة حتى تسب رموزهم»...

ومن الطبيعي أن يكون هناك بون شاسع بين الشيخ الطيب والشيخ أسد، ولفيف من علماء الأمة، على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ محمد سعيد رمضان البوظي، ومفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون وآية الله التسخيري والسادة الكبار كالسيد السيستاني وفضل الله وبين (مشايخ الفتنة)... من الطبيعي أن يكون الفارق كبيراً بين شخصيات اللقاء الكريمة وكل مواطن بحريني يحب وطنه وقيادته وأهل بلده، وبين فئة أخرى منافقة كذابة تدعي حب الوطن والقيادة وأهل البلد وتسعى لإثارة الفتن دائماً... لأن الزبد يذهب جفاءً

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2844 - السبت 19 يونيو 2010م الموافق 06 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:21 ص

      المصطلحات وليس المسطلحات

      عسى بس مو متوهم يا زائر رقم 6
      ترى الشي اللي تقوله فيه غرابة، اقول اقرأ يوميات بلغريف وراح ترجعك الى الطائفية من اواخر العشرينيات وبتعرف كل يوم بيومه وين مصدر الطائفية وتعجبك الأسماء والمواقف وهذا الشي صريح لأن المستشار بلغريف نفسه كاتب مذكراته يعني ما كان يكذب على نفسه.. بعدين تعال قول المصطلحات وليس المسطلحات.

    • زائر 7 | 7:19 ص

      عندي رأي وعندي تعليق على زائر رقم 6

      عندي رأي وهو أن كل واحد يثبت عليه تحريض الناس او الشتم او التكفير يحاكمونه محاكمة عادلة واذا ثبت عليه يجلدونه أمام الناس مثل ما يصير سابقاً في الأسواق.
      بالنسبة لزائر رقم 6 قرأت الموضوع مرتين ولم أجد كلمة طائفتنا وطائفتهم ، او نحن وهم وشيعي وسني.. لا يكون بس هالأفكار في راسك متأثر بها..واذا تبغي النفس الطائفي في المقالات عندك أوسع نقطة في (الوطن) الصغير المتماسك.

    • زائر 6 | 4:07 ص

      الى متى ؟؟؟

      المشكلة تكمن في عقول بعض الكتاب المعقدين .. اقولها بكل صراحة انتم ايها الكتاب من تثيرون النفس الطائفي من خلال تكريسكم لهذه المسطلحات كنحن وهم وشيعي وسني وطائفتنا وطائفتهم .. متى نستريح من هذه السموم التي تبثونها ...؟؟؟

    • زائر 5 | 2:47 ص

      المشكلة فينا نحن

      المشكلة فينا نحن حتى الناس المثقفين ما يقدرون يغيرون ولو بكلمة. يعني المثقف السني اذا سمع واحد تكفيري يخطب ما يقدر يعترض عليه، حتى لو كان في محاضرة أو ندوة، ونفس الشي بالنسبة للمثقف الشيعي اللي يسمع خزعبلات وبلاوي وهو ساكت.. شوي حرروا افكارهم.

    • زائر 4 | 1:10 ص

      هل هو مكتب بو طارق

      اذا كنت تقصد عن اللقاء مكتب العم بو طارق حبيت اقول احنه طول عمرنا متفقين على هالبيت البحريني اللي فيه سني وشيعي، لكن عندكم وعندنا مصايب.. عقول تنك.. احنه نسمع عن بعض شيوخ السنة طبعاً يكفر ويكفر، ومن شيوخ الشيعة يلعن ويسب وصح.. موب هذولي هم اللي يمثلون المذهب، لكن يا يبه الناس تتبع بدون عقل.. هني الفرق، والشهيدة رغد الشريف في الجنة ان شاالله ومثل ما عرفناترى الحادثة غيرت الوضع ودمها راح يكون في وجه كل تفكيري وكل شخص يسيء للناس في الأمة.

    • زائر 3 | 12:56 ص

      حقيقة لامست القلوب

      مقتل الشهيدة رغد الشريف كشف معضلة تزداد يوماً بعد يوم لدى شريحة من التكفيريين ولابد أن نعترف بذلك، ومن تابع او ذهب لواجب العزاء في خيمة خارج المدينة التي اقامها اخوال الشهيدة سيعرف حقيقة الأمر. ولكنني اعتقد أن هذه الحادثة اعادت ضبط عقول البعض، وكلام الشيخ أسد قصير في حوالي 6 او سبع حلقات في غرفة الحق وتبيانه لتفاصيل الحادثة، بمشاركة عدد كبير من الأخوة السنة، والكلام الطيب الذي قاله الشيخ أسد قصير ليس تقية، انما هو حقيقة، وهذه الحقيقة لامست قلوب الكثير من معارفي السنة على الأقل.

    • زائر 2 | 12:44 ص

      ليتنا نتعلم

      ليتنا نحمل النية الطيبة لكفينا أنفسنا شر القتال ولعشنا سنة وشيعة أجمل أيامنا ولكن تأخذنا الحماقة والنتيجة دمار وفتنة تكبر كل يوم ... لا لا نحن لسنا أتباع دين الحبيب المصطفى محمد ( ص )

    • زائر 1 | 10:03 م

      سواد الليل

      المشكله تكمن فى النواصب التكفيريين فهم ليسوا من السنه وأأكد ان السنه بريئه منهم... الشيعه والسنه ما عندهم اختلافات تصل لشتائم ولكن النواصب يدخلون لغرف الشيعه بسم السنه ويشتموا بلعلماء الاجلاء والامام الخميني ووصل بهم الامر ان يتجرأو ويسبو صاحب العصر والزمان(ع) ... وكنت اتمنى من اخواننا السنه يردون عليهم ويتبرأون منهم.. النواصب=الجمره الخبيثه

اقرأ ايضاً