تُعتبر ورقة الشباب ومشاكلهم في الساحة البحرينية إحدى أهم القضايا التي تشغل البال ولاسيما في موضوع التعليم والبطالة.

كما أن الكثير من السياسيين لا يحققون الرؤى والتطلعات التي تشغل بال جيل اليوم، الذي تختلف اهتماماته عن اهتمامات الأجيال السابقة التي كانت تتحدث بلغة غير لغة اليوم، وهو في كل الأحوال جيل يختلف بقدر واضح عما سبقه ثقافياً واجتماعياً...

فما كان يقال لنا وتحديداً في فترتي الخمسينيات والستينيات من جيل آبائنا ممن كانوا ينخرطون وينتظمون في صفوف تنظيمات سياسية وطنية تحت شعار «الوحدة الوطنية « - أي - الوحدة الكاملة داخل البيت البحريني من دون أي تمييز لفئة دون أخرى أو مذهب دون آخر... فقد كان الجميع يعمل في انسجام تام نحو هدف واحد ومصلحة واحدة، في مرحلة كانت تعد واحدة من أصعب المراحل التي فرضتها قوى الاستعمار البريطاني على بلادنا... بمعنى أن الشباب البحريني كانت توحِّده صفة الوحدة الوطنية أما اليوم فالوحدة قد تأخذ شكلاً آخر.

ففي الحوار الذي أجريته مع مرشحة التيار الديمقراطي منيرة فخرو لبرنامج «الوسط لايف» الذي يبث اليوم (الخميس) على موقع «الوسط أون لاين» (www.alwasatnews.com)، وتنشره «الوسط» أيضاً، تلمست مدى جدية ورقة الشباب في البرنامج الذي تنوي طرحه هذه المترشحة البحرينية التي تخوض غمار الانتخابات للمرة الثانية، إذ أكدت أن الشبان بحاجة إلى من يستمع إليهم وإلى الهموم التي تشغل بال مستقبلهم ويوحد قضاياهم كما هي كالبحث عن عمل وإيجاد حلول عملية لطوابير العاطلين الجامعيين ومواصلة الدراسة بالجامعة... وهو الموضوع الذي تحول في الآونة الأخيرة إلى تجارة تسلب طاقة الشباب المعنوية والمادية.

كما أوضحت فخرو أن أدوات التواصل الحالية مع الشباب هي وسائط التكنولوجيا الحديثة وشبكاتها الاجتماعية التي من السهل أن تتواصل بشكل مباشر مع المرشح بصورة أسرع وفي أي وقت وفي أي مكان.

كلام فخرو يشير إلى أن البحرين مقبلة على نهج جديد، وربما مرحلة مغايرة للمراحل السابقة؛ فمرشح انتخابات 2010 قد يبدأ باستخدام أدوات انتخابية قد تأخذ أشكالاً وأساليب جديدة غير تلك الأنماط التقليدية التي شاعت في التجربتين الانتخابيتين السابقتين، أي في العامين 2002 و2006 بما فيها وحدة القضايا.

نتطلع إلى أن تعيش البحرين في التجربة الانتخابية المقبلة أجواء انتخابية تتوافر على مقومات الديمقراطية الحقة، وتحمل الحملات الانتخابية هموم البحرينيين عموماً وشريحة الشباب على وجه الخصوص...

الشباب البحريني يريد ممثلين له في مجلس النواب المقبل، صادقين في التعاطي مع قضاياه وهمومه، جادّين في البحث عن حلول ناجزة لها...