العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ

مستقبل الإعلام بعد التغيير الجديد

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

لا شك أنها تركة ثقيلة التي ألقيت على كاهل الشيخ فواز بن محمد آل خليفة لتولي مسئولية جهاز حكومي لم يستقر فيه وزير منذ سنوات طويلة، فهناك دهاليز متشعبة، وتفريعات معقدة في القطاع الإعلامي بحاجة إلى تفسيرات ومعالجة دقيقة ومتأنية، قد تستهلك وقتاً طويلاً نتيجة تراكمات السنين وتعاقب الأزمان.

وأول هذه التعقيدات أن هناك الكثير من الموظفين يعملون بعقود مؤقتة في هيئة الإذاعة والتلفزيون منذ سنوات لم يحسم مصيرهم حتى الآن، فيما يبرهن الإبقاء عليهم طوال الفترة الماضية، على أنهم أشخاص أكفاء يعتمد عليهم لإيصال صورة حسنة عن البحرين من خلال قناتها الفضائية وأثير برامجها الإذاعية.

في الأيام الماضية تسرّب حديثٌ من أروقة هيئة شئون الإعلام، يفيد أن الموظفين المؤقتين لم يحصلوا على رواتبهم بحجة ضعف الموازنة ومحدوديتها، على رغم أن المستشارين الذين تم جلبهم من إحدى الدول العربية يتقاضى بعضهم 9 آلاف دينار شهرياً، ويعملون بعقود سنوية يصعب إلغاؤها لما يترتب على ذلك من تسديد مستحقاتهم عن الفترة المتبقية، وبالتالي فإن بقاءهم للاستفادة - نوعاً ما- من قدراتهم يمثل خياراً مناسباً بدلاً من خسارة الأموال وجهودهم في آن واحد، وذلك يمثل تحدياً آخر بحاجة إلى التفاتة من الشيخ فواز، وخصوصاً أن تعيين هؤلاء المستشارين تم في غير عهده.

وأدى قرار خفض ساعات العمل الإضافي واحتساب أجور العاملين في مجال التصوير التلفزيوني إلى 45 في المئة من الراتب فقط، إلى بثّ نوع من الرعب والتخوف لدى هذه الفئة التي يعمل أغلبهم على الدرجة الثالثة والرابعة الاعتيادية، أي أن رواتبهم ضعيفة وكانوا في الأساس يلجأون إلى العمل الإضافي للوفاء بالتزاماتهم الأسرية الكثيرة، مع العلم أنهم يضطرون إلى العمل لساعات تفوق الدوام الرسمي لمقتضيات المهنة ومتطلباتها، لا لأنهم يتعمدون تأخير أعمالهم للحصول على الأجر الإضافي.

وبصرف النظر عن الجهود التي بذلها المسئولون في وزارة الثقافة والإعلام (آنذاك) للنهوض بمستوى البرامج التي يقدمها تلفزيون البحرين، من خلال الأخذ ببعض الأفكار المستحدثة لجذب المشاهد والاستحواذ على انتباهه في ظل الغزو الفضائي الكبير الذي لا يعرف جدراناً أو سدوداً، إلا أن الثقة حتى هذه اللحظة تكاد تكون معدومة في جهازنا الإعلامي الوطني، ما يؤكد أن إعلانات أعمدة الإنارة وتلك المنشورة في الصحف المحلية لم تغير قناعات الناس، لذلك نلاحظ أن منهم من يتحسّر على المسلسلات التراثية القديمة (حزاوي الدار، البيت العود، فرجان لول... وغيرها) التي كانت تعرض خلال شهر رمضان المبارك وولت إلى غير رجعة.

المخرجون والمؤلفون والممثلون البحرينيون المبدعون بتنا نشاهدهم في المسلسلات الخليجية، ونبحث عنهم على خارطة القنوات العربية، ونسمع عن أخبارهم في الصحف والمجلات التي ترد إلينا من الخارج، فهجروا البلاد لظروف قاهرة بعد أن انصرف عنهم الاهتمام وانقطع عنهم الدعم المطلوب لتقديم مادة دسمة للمشاهد المحلي، فإلى متى ستبقى البحرين تصدر طاقاتها وكفاءاتها وتستورد الأجانب الذين ينهلون من فيض كرمها ويغادرونها محملين بالخيرات؟

أدرك أن التغيير صعب على نفوس أصحاب «المكنات» القديمة التي عاشت وتأسست على فكر تقليدي رتيب طوال عقود من الزمن، إلا أن هذه هي سنة الحياة التي لا بد منها، ونعول على الطاقة الشابة المتمثلة في الشيخ فواز بن محمد لإحداث تغيير إعلامي حقيقي مؤثر في الساحة المحلية، تكون الصحافة الحرة النزيهة إحدى دعائمه ومرتكزاته لمستقبل أكثر إشراقاً.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً