العدد 2870 - الخميس 15 يوليو 2010م الموافق 02 شعبان 1431هـ

الإشارات الضوئية تحتضن عمالة الأطفال خلال العطلة الصيفية

يستيقظون في كل صباح لعل ربحهم اليوم يكون أفضل من أمس، إنهم أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 9 إلى 15 سنة، يعملون خلال العطلة الصيفية في الوقت الذي يقضي فيه أقرانهم وقتهم بالسفر واللعب، فيتسمّرون أمام الإشارات الضوئية متحملين حرارة أشعة الشمس، لتحتضنهم هذه الإشارات طوال العطلة الصيفية.

عمالة الأطفال أصبحت تنتشر في شوارع البحرين خلال الفترة الأخيرة وخصوصاً مع بدء العطلة الصيفية، ففي كل عام ومع بدء العطلة الصيفية وحتى انتهائها تنتشر عمالة الأطفال بشكل كبير، لأن فقر بعض العوائل يجبر بعض أطفالها على العمل في الشوارع لكسب رزقهم ولو بصورة بسيطة وذلك لمساعدة أسرهم التي غالباً ما تكون محملة بالأعباء والمسئوليات الكبيرة نتيجة لضعف راتب ولي الأمر.

ويضطر العديد من طلبة المدارس الذين يقضون العطلة الصيفية في العمل على أرصفة الشوارع نتيجة لظروف الحياة القاسية التي تعيشها العائلة وخصوصاً مع ضعف راتب رب الأسرة وكثرة أعداد أفراد العائلة، أو نتيجة ترمّل الأم وعدم كفاية راتب الزوج المتوفى وغيرها من الأمور، ما يدعو طلبة المدارس إلى قضاء العطلة الصيفية في العمل وبيع المنتجات ذات السعر الرخيص، في الوقت الذي يقضي فيه أقرانهم وقتهم في اللعب والسفر خلال العطلة الصيفية.

ولا يقتصر عمل طلبة المدارس الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 أعوام إلى 15 عاماً أو أكثر خلال العطلة الصيفية، إذ إن بعض هؤلاء الطلبة يقومون بالعمل خلال أيام الدراسة بعد انتهاء دوام المدرسة وذلك من أجل كسب لقمة العيش.

ومع انتشار هذا النوع من العمالة خلال العطلة الصيفية يقضي العديد من الأطفال العاملين وقتهم منذ الصباح الباكر واقفين أمام الإشارات الضوئية حاملين فيها أكياس الليمون أو غيرها من الفواكه يبيعونها على السيارات المارة التي تقف أمام هذه الإشارات، ليكسبوا رزقهم، في الوقت الذي يكون ربحهم قليل، وخصوصاً مع قلة الزبائن.

وعلى رغم انتشار عمالة الأطفال الذين يقومون بالبيع أمام الإشارات الضوئية سواءً كانت السلع التي يحملونها عبارة عن فواكه وخضراوات أو علب ماء أو أشرطة أو ورود، إلا أن نسبة الشراء من عند هؤلاء تكون جداً قليلة، فبعض الزبائن يحتقرون هؤلاء ويعتقدون بأنهم مجرد أطفال يحاولون الحصول على المزيد من المال، في الوقت الذي يقف فيه هؤلاء الأطفال بملابسهم الممزقة بالقرب من أفخر المجمعات متحملين حرارة الشمس مقابل 100 فلس أو 150 فلساً يكسبونها مقابل علبة ماء يبيعونها على المارة.

ولم تقتصر أعمال الأطفال خلال العطلة الصيفية على بيع بعض السلع الغذائية، إذ إن نسبة كبيرة من الأطفال يقفون بالقرب من بعض المجمعات التجارية أو بالقرب من دور عرض السينما أو بالقرب من المطاعم التي يكثر فيها الزبائن عارضين خدمة تغسيل السيارات بمبلغ زهيد يصل إلى 500 فلس وأحياناً إلى دينار، وعلى رغم تجمع عدد كبير من الأطفال بالقرب من هذه الأماكن وجميعهم يعرضون الخدمات نفسها، إلا أن التنافس غير موجود بينهم، إذ إن أغلبهم يتعاون فيما بينهم من أجل كسب رزقهم.

ويقوم عدد من الأطفال العالمين بالتنويع في أعمالهم وذلك عبر العمل في عدة أعمال؛ فمنهم من يقوم في الصباح ببيع الماء وفي المساء بتغسيل السيارات لكسب رزقهم، وخصوصاً أن نسبة الأرباح تكون جداً منخفضة، فقد يستفيد البائع وهم الأطفال 50 فلساً أو25 فلساً في بعض الأحيان، في الوقت الذي لا يستفيد فيه هؤلاء مما يتقاضونه وخصوصاً أن أغلبهم يخصص الأموال التي يحصلون عليها من أجل إعطائها ولي الأمر والذي غالباً ما يكون له علم بالأمر وذلك من أجل توفير سبل معيشية أفضل لأفراد العائلة، في الوقت الذي يكون للطفل نصيب من هذه الأموال وذلك برضاه وخصوصاً مع علم الأخير بظروف عائلته وضيق المعيشة التي يتحملونها في ظل ضعف الرواتب.

وعلى رغم محاولة الجهات المعنية والمسئولين تفادي هذه الظاهرة خلال الأعوام السابقة من خلال سن القوانين وتخصيص معونات إلى هذه الأسر، إلا أنها مازالت تنتشر بشكل كبير، إذ إن أغلب العوائل وخصوصاً الكبيرة تشكو الفقر وعدم كفاية الراتب لتوفير الاحتياجات الأساسية لأفراد العائلة، ما يستدعي سعي أفراد الأسرة للعمل سواءً كان صغير السن أو كبيراً، وذلك لتوفير احتياجات العائلة.

العدد 2870 - الخميس 15 يوليو 2010م الموافق 02 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 9:41 م

      والكبار أيضاً

      حالهم حال كبار السن الذين يقفون للبيع في حرارة الشمس وعند الإشارات
      وبعدكم بعد بتشووفون نتائج هالسياسة
      مزيد من الأبراج والاستحواذ على البر والبحر ومزيد من الفقر

    • زائر 12 | 5:27 م

      اريد اشوف

      كل مرة اطوف على اشارة الملك فيصل متجها للسلماتية اشاهد هذه الوجوه لكن ولا مرة مريت على اشارة في الرفاع او الحد او البسيتين فيها واحد يبيع او يمد يده ما هو السبب؟؟؟؟؟

    • زائر 11 | 4:27 م

      الأخت فاطمة سبقتني!!

      قبل ايام كنت بصدد الكتابة عن هؤلاء الصغار باجسامهم،الرجال بأفعالهم التي تستحق منا كل الإحترام والتقدير, فكل الشكر والتقدير للكاتبة الفاضلة./ محرقي اصيل

    • الصريحه | 11:29 ص

      لكم الله أيها المستضعفون في الأرض

      العمل والكفاح ليس عيبا ولكن أي ظلم هذا؟؟؟؟؟؟ وأي ذنب يتحمله هؤلاء الأطفال الصغار وهم في عمر الزهور يقضون إجازتهم في لهيب الشمس الحارقة فضلا عن خطر الشوارع المحدق بهم
      لابد من الجهات المعنية من النظر لهم بعين الرأفة والإنسانية وتقديم الدعم المالي المطلوب لهم ليعيشوا مثل أقرانهم الآخرين ويستمتعوا بإجازتهم وطفولتهم بدل تحمل المشقة وسط الشوارع

    • زائر 10 | 9:10 ص

      لا مافي فقر

      اي واذاصار برنامج عن الفقر في البحرين قامت القيامه وما يضل وزير ما ايصرح ان البحرين خاليه من الفقر وان من يتحدث عن الفقر في البحرين اناس لايريدون الخير وانهم يسيئون للبلد .......دنيا عجيبه

    • زائر 9 | 8:29 ص

      شكرا

      كل الشكر و الاحترام للكاتبة فاطمة عبدالله على مقالها المميز
      و الله إنهم يكسرون خاطري بس في نفس الوقت إحس إن لازم نفتخر فيهم فهم احسن من إلي يروحون يسرقون و ما يفرقون بين الحلال و الحرام

    • زائر 8 | 8:15 ص

      الله كريم

      والله حرام كل هذا اصير في بلدا بس السبب معروف .........
      حاول تفهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 7 | 5:56 ص

      اين قلوب الرحمة

      المشكلة مو بس في زيادة دخل الاسرة ؛ المشكلة في التجار واصحاب العقارات الي ماتخلي الانسان يتنفس كل ماحاول الفرد من زيادة دخله وكل ما سمعوا من زيادة في المعاش ما تسمع الا الكل حاط عينه عليها كانهم بطن بعبع ياكل ولا يشبع

    • زائر 6 | 4:52 ص

      فشيله

      مساكين الله يعينهم بس أنا أشوف البنغالية زايدين على الإشارات الضوئية ومن قبل قايلين ممنوع البيع عند الإشارات الضوئيه وهذيلين البغاليه صراحة يلوعون الكبد علشان تشتري من عندهم وبعد تفتح الإشاره ولايفك الناس في حالهم 0

    • زائر 5 | 3:46 ص

      الوجدان شيختهم

      كل التحية والاحترام لهؤلاء الأطفال وعندما أمر عند أحد هذه الاشارات ينكسر قلبي عليهم لدرجة اتمنى أن أقبل أيديهم الصغيرة
      حرارة الشمس القاتلة والتعب الظاهر على وجوههم وملابسهم الرديئة كل هذا لا يحرك فيكم يا حكومتنا لو التعرف من قرب على هذه العوائل ومساعدتهم أترفعون من شأن أبناء العرب لشعوب الأخرى امثال الأردن ومصر واليمن وتونس وسوريا والسودان وغيرهم ليهنئوا بأفضل من الحياة الكريمة وتذلوا شعبكم ، أتمنى يأتي اليوم الذي نعيش نحن شعب البحرين الحياة الكريمة (حقنا) وليس أكثر منه ...

    • زائر 4 | 3:22 ص

      يد يحبها الله ورسوله

      الله يوفقهم ويرزقهم منررزقه الحلال.

    • زائر 1 | 12:53 ص

      شكرا ياوسط اتيتى متاخرا افضل من ان لم تاتى -هذه الظاهرة ليست وليدة الامس وكنا نطالبكم بالاهتمام بها من زمن ولكن شكرا ايضا

      العمل ليس عيبا وهؤلاء اشجع واطهر واكرم الناس لانهم يعتمدون على انفسهم دون منة من احد ولكن اين الدولة (إن كانت موجودة اساسا) اين الجمعيات الاهلية والمناعقين باسم المجتمع المدني الا يرون بام عينهم هؤلاء اليوافع الصبية زهور يانعة ولكنها عظيمة فى شأنها حين تصرخ هيهات منا الذلة فالموت لنا عادة والكرامة لنا من الله الشهادة - كنت مثلهم فى ريعان صبيتى كنت اغسل السيارات مع ولاد البدرانى عند مستشفى النعيم وكنت ابيع فى الشوارع الشربت عشتم ياولادى عمى واحبتى جاهدوا دون منة من احد فاعلي الله رزقكم وحده

    • محمد المولاني92 | 10:56 م

      هذا حال البحريني

      ياما النس تكلمت وهذا قاعد يصير بنفس السبب الي ذكرتونة ضعف دخل الاسرة ولكن هناك بعض الاجرائات التي اتمنى من الوزارات اتخاذها لأجلهم.
      وهي ان يتم توفير اعمال بسيطة لهم داخل المجمعات التجارية او غيرها من الاعمال البسيطة التي تساعد دخلهم الاسري وحمايتهم من جور الزمان وقد مللنا مما يعانونة اشباب بسبب الفقر وعدم افساح المجال لهم بأسواق العمل بسبب القوانين الظالمة التي تأكد منع الشاب اقل من 18 سنة من حقوق في سوق العمل اي ان رب العمل لا يضمة الية بسبب ان لا يوجد تأمين او غيرها ونتمنى من النواب التحرك ..

اقرأ ايضاً