العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ

مشهد كئيب!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

المتجول في العديد من مناطق وقرى البحرين هذه الأيام يشعر بأن البلد في حالة غير طبيعية، حتى إنك لا تستطيع أن تدخل بعض المناطق بسهولة، ولو كنت من أهل المنطقة التي تريد الدخول إليها، وقد تخضع للتفتيش، والتحقيق أيضاً، حتى لو كنت مع عائلتك وأبنائك، وهو ما حدث لي شخصياً ولكثيرين رأيتهم عياناً.

جزء من مسئولية الدولة أن تعالج القضايا التي تعتقد بأنها تحتاج إلى معالجة حاسمة، ولكن المعالجة الأمنية في بلد صغير مثل البحرين، لا تساوي مساحته الجغرافية والسكانية مساحة أصغر مدينة في الدول الأخرى، قد تعقد المسائل بأكثر مما هي عليه، وكلمة طيبة قد تحوّل كل هذا الاحتقان الملتهب، إلى عرس بهيج، والبحرين أثبتت بأنها قادرة على ذلك، فقد أخرجتها الكلمة الطيبة في العام 2001 من الجحيم إلى النعيم، وقد خرج الناس في مسيرات وتجمعات ولكنها ليست احتجاجية وإنما ابتهاجية، تتناثر عليها الزهور والورود والمشموم، وليس مسيلات الدموع والشوزن، ولاتزال ذاكرة جزيرة سترة تحتفظ بهذه الصورة الجميلة الصادقة التي يستخدمها تلفزيون البحرين عندما يستذكر مشاعر المحبة والولاء.

أعلم أن البعض ربما من المنتفعين ويصفقون لهذا المشهد الكئيب، وأعلم أن البعض من المقتاتين على الأزمات، يعتبرون مثل هذه المواسم سوقاً رائجاً لبضاعتهم التالفة، فتجدهم ينعقون نعق الغراب على دور الخراب، ويطبِّلون ويزمرون، ويحرضون السلطة على الضرب بيد من حديد، بدلاً من التأكيد على حكم القانون ونبذ العنف ومد يد المحبة والوئام، لأنهم عطشى لا يرتوون إلا بدموع الوطن!

أحوج ما يحتاج إليه الوطن اليوم هو بث روح المحبة والود بمبادرة ترفض العنف من دون شروط أو تبريرات، وتحقق الأمن وتحفظ حقوق الناس وتبعد البحرين عن منزلقات خطيرة جداً على المجتمع والدولة في آن واحد، وهذا يتطلب عدم الالتفات إلى أقلام التحريض التي لا تتنفس إلا دخان الأزمات، لذلك تراها كلما ترمق شرادرة تهم لصب الزيت عليها حتى تتنفس التلوث، وصب الزيت على الصفحات، لا يختلف عن صبه على الطرقات!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 10:11 ص

      المشهد الكئيب

      اخطأت يا استاذ عقيل لا تقل مشهد كئيب وإنما قل المشهد الكئيب وهل عرفنا الا هذه المشاهد الكئيبة بسبب الظلم المستمر.
      شكرا لك

    • زائر 26 | 8:38 ص

      لم تكمل يا أستاذ....

      صب الزيت على الصفحات ,,,و الطرقات ,,,و المنابر,,,,

    • زائر 25 | 7:53 ص

      لك مني تحية و ......

      صح الله لسانك ياأبوفراس ... و الانسانية والوسطية منكم كما عودتمنا عليها من زمان ...الله يحفظكم ويثبتكم على هذا الطريق........ أبو زهراء.

    • زائر 24 | 7:53 ص

      يوغرون الصدور

      نتيجة ما تفعله الجهات الامنية من افعال غير مدروسة ستودي حتما لايغار الصدور ، فالكل متهم واصبحنا في القرى لا نأمن ان نرسل ابناءنا للخباز خشية ان يتعرض للضرب والاهانة وا لاعتقال . فكل ابناء القرى في خانة المخربين مع ان أغلبهم من الشريحة الصامتة المغلوب على امرها وليس لهم دخل بما يفعله المعارضون من تخريب او بما تقوم به جهات الامن من تجاوزات

    • زائر 23 | 7:01 ص

      جملة ؤثرة وبليغة

      " وصب الزيت على الصفحات، لا يختلف عن صبه على الطرقات!"
      جملة ؤثرة وبليغة منك يا عقيل

    • زائر 22 | 6:01 ص

      ويش عقيل

      يا عقيل هل الكلام ماصار يخوف .. انفلات الامن ما انفلات الامن ... يا اخي والله يو يتطبق القانون صح وتفرض الدولة هيبتها صح .. ما بنجوف احد يحرق والا يفكر يسوي شي .. ولا راح نشوف اراذل القوم يطلعون ويصرحون ويهددون..

    • زائر 21 | 5:25 ص

      وطن

      على الشعب أن يسمع ويستجيب ولا يناقش ولا يقول هذا خطأ وهذا صواب بل كله صواب! أهكذا يراد لنا وفي أي شريعة وأي مبدأ أن يكون الإنسان إمّعه. في هذا الزمن الذي اخترقت فيه وسائل الإتصال كل الحدود فلم يعد هناك مجال لاحتكار الحقيقة والحق الكل يعرف ما عليه وماله ......

    • زائر 20 | 5:20 ص

      أمين صالح

      ابو فراس ، ارجو ان تتقبل هده الهدية ؛ لأنها طالعة من صميم القلب ...وشكرا .
      مع تحياتي
      أمين صالح

    • زائر 11 | 4:45 ص

      زينة العقل

      أحسنت رحم الله والديك
      هذه هي قريحة المواطن الاصيل.
      وشكرا

    • زائر 10 | 4:24 ص

      مواطن

      حتى قوات الشغب ماعندهم كلمة طيبة للناس عند التفتيش وترى في عيونهم الشر والحقد الدفين فقط لانك مواطن

    • زائر 9 | 4:19 ص

      ربي يخليك

      ويبارك فيك مقالك هو هبة النسيم على قلبي اليوم من الوسط .. الله يثبت الوسط والوسطيين ان شاء الله

    • زائر 8 | 3:33 ص

      أين الوعود بالتغيير إلى الأفضل

      منذ عهد الميثاق وإلى الآن سنوات مرت ولم يلمس الناس أي تقدم وأي تطوير في المجلس النيابي.وكما قلت يا أخ عقيل مجرد لمسات بسيطة تضفي على هذا المجلس مزيد من الصلاحيات والتعديلات ومعها كلمة طيبة سوف تنتهي الأمور.لا يوجد في شعب البحرين من هواة العنف والتخريب إذا ما أعطي الناس الفرصة الحقيقية للتعبير والإستماع.الغبن والإحباط ينتاب جميع الناس رغم اختلاف البعض في اسلوب التعبير
      وخصر طرق التعبير في هذا البرلمان بهذه التركيبة لن يوصل إلى حلّ بل هو مشكلة تحتاج إلى حلّ
      هناك تراجع كبير في مجالات عدة

    • زائر 7 | 3:18 ص

      بالحب تبنى الاوطان لا بالبندقية ......

      بالحب والحب وحده تبنى الاوطان لا بالسلاح والبندقية , وبالكلمة الصادقة المخلصة تبنى الاوطان لا بالكلمات الصادرة من قلوب يملاها الحقد على الوطن والمواطنين , لكن تبقى هذه الظروف التي تظهر وتبرز الحاقدين على الوطن المقتاتين على دماء واشلاء ابنائه الساعين للدرهم والدينار المنافقين فهم اكثر ما يعيشون وينعمون في مثل هذه الظروف ابعدوهم هم مدمري الاوطان بكلماتهم بافكارهم لايحبونكم جميعا نما فيهم انتم يامسؤولين انظروا الى وجوههم في مجلسكم ماذا تقول غير النفاق والابتسامة المخادعة عرفتوهم ..

    • سيد رضي | 2:21 ص

      صح لسانك

      هدا كلام من يخاف على وطنه ويحب أهل البحرين

    • زائر 5 | 1:58 ص

      أبو جالبوووووووت

      هكذا لتشعر بأن قلبك وضميرك ووجدانك شيء صغير معتقل !!
      لتشعر أنك تعيش في وطن مأهول بغير أهله و ملبوس بغير لباسه .
      جزيل الشكر

    • زائر 4 | 1:19 ص

      ابن المصلى

      سلمت يااستاد عقيل هناك من ينفخ في النار احيانا ويضع الزيت عليها احيانا اخرى يعني يصطادون في الماء العكر لايهمهم امر الوطن تهمهم مصلحتهم الآنية الضيقة يقتاتون على الأزمات كما ذكرت

    • زائر 1 | 10:04 م

      اين الأذن الصاغية

      لمن تحجي وتقول يا أستاذ وناس لقمة عيشهم الحرام على هذا ؟؟؟
      كلامك عسل يابو فراس لكن تطبيقه في هالبلد الظاهر حرام .
      مسكين يالشعب المظلوم مسكين
      يفرج الله

    • علي المدوب | 9:51 م

      النصيحـــه

      النصيحـــه
      هي واجب انساني واخلاقي
      فإن اخذتها بعين الحب ... كانت ثمره نافعه
      وان قابلتها بعين الحقد ... فهي قنبله وستنفجر
      فينا وفي الوطن

اقرأ ايضاً