العدد 2923 - الإثنين 06 سبتمبر 2010م الموافق 27 رمضان 1431هـ

أفسحوا الطريق للإصلاح

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

إلى أين تسير الأمور بعد شهر الله الكريم؟، الجميع يضع يده على قلبه، راجياً داعياً أن تستقيم الأوضاع مجدداً، ويعاود الناس حياتهم وضجيجهم الخلاّق، وألا تنجر الأمور أكثر مما انجرّت إلى ما يحمد عقباه.

منذ بدء هذه الأحداث التي يحزن لها كل مواطن، يدرك المرء منا أن البلاد والعباد بحاجة إلى ترطيب وتطييب الأجواء، وليس لزيادة احتقانها، فما حدث من تطوراتٍ كشف أن النفوس كانت مشحونة في مختلف الاتجاهات، لذلك فإن الوضع كان مملوءاً إلى درجة الانفجار.

وأياً كانت الأسباب، فإن بلداً صغيراً كالبحرين يحتاج إلى الحوار والدعوات المخلصة لإنهاء هذه الشحنات من التوتر أكثر من حاجته إلى العنف المدان جملة وتفصيلاً، وأكثر من حاجته إلى القبضة الأمنية أو الدعوات المشحونة يميناً أو يساراً.

البلد بحاجة إلى أن يتقدم فيه الوسطيون المعتدلون من الجميع، لنزع فتيل أزمةٍ لا أحد في البحرين يريد لها أن تستمر أو تتعاظم، أملنا كان ومازال في أن يتجاوز وطننا هذه الأحداث، وتستكمل طريق الإصلاح الذي بشّر به جلالة الملك، وشدد عليه في كلمته السامية أمسٍ الأول.

نقول لكل الجهات، أطفئوا نار الفتنة، وتعالوا إلى طريق الحوار والعقل. البلاد لا تحتاج إلى المزيد من السنوات لتضيعها، ولا إلى مزيد من الأراضي الخضراء لنجعلها قاعاً صفصفاً، أمامنا دعواتٌ خيّرة يجب الالتفات إليها، والنظر فيها، فبلادنا أعز على قلوبنا من أن نجعلها محرقةُ تأكل الأخضر واليابس.

البحرين، ليست بحاجة إلى المزيد من العنف، وليست بحاجة إلى المزيد من المعالجات الأمنية، فكلاهما يهدم ولا يبني، ويؤخر ولا يقدم، البحرين تحتاج إلى أن ينفتح الكل على بعضهم البعض، وأن يستمع الأول للثاني، والثالث للرابع، وأن يتنازل الجميع للجميع. البلاد بحاجة إلى المزيد من تهدئة النفوس لا إلى تجييشها وتوتريها. نعم، لسنا بحاجةٍ إلى تصفية حساباتٍ ضيقة من أيٍ كان على حساب الوطن، في هذه الأوقات الصعبة، فهذا الشعب توّاق إلى الخير والسلم وليس لأي شيء آخر.

طريق الإصلاح الذي أراده جلاله الملك وشعب البحرين معه، هو طريق الحوار والاعتراف بالآخر، هو طريق السلم والانفتاح على المواطنين بجميع تلاوينهم وأديانهم وعوائلهم ومناطقهم، هو الطريق الذي يحتضن فيه الوطن كل أبنائه.

أمّا إشعال البلاد ووضعها على كف عفريت، فمعركةٌ الرابح فيها خاسر، والداخل فيها ملومٌ مذموم، ونجزم أن إفساح المجال للتهدئة والحوار وغلبة صوت المنطق والعقل من شأنه أن يعيد البلد إلى طريق الخير الذي ينشده الجميع.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 2923 - الإثنين 06 سبتمبر 2010م الموافق 27 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 9:02 م

      متفهم

      نعم من بيده مفتاح الحوار هل هي السلطة ام الشعب المحروم من ابسط حقوقه.
      سماحة العلماء مدوا ايديهم الى الحوار والى انهاء الازمة اين اليد الثانية المتمثلة في السلطة؟
      هناك من الردود من تقول لابد من ضرب من يطالب بحقوقه ؟ اليس هذه جريمة؟
      نداء الى الملك من شعب البحرين والشيعة خاصة طبقوا برنامج الاصلاح بشكل صحيح:
      1- بناء الثقة بين السلطة والشعب(الشيعة خاصة).
      2- توفير وظائف ومسكن للشعب دون تمييز.
      3- ايقاف تجنيس العرب وغيرهم من الطبقات الغير متعلمة.
      4- انهاء الازمة الامنية الحالية.

    • زائر 9 | 7:13 ص

      أبن المصلي

      من هذه المساحة المحدوده نناشد الجميع أن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح وأن لاينجروا وراء الفتنه التي أرادوها لنا الطائفين الطارئين على هذا المجتمع البحريني المثالي المتعايش بأمن وسلام وثقتنا بالله العلي القدير وبحكمة جلالة الملك أن يبحر بالسفينه الى بر الأمان وتوضع جميع المشاكل التي سببت لنا هذا الواقع المرير على طاولة البحث ونحن جميعا واثقين اتم الثقة بحنكة جلالته وبعد نظره الثاقب لمجريات الأمور بتوفير فرص عمل لأبنائه الشباب وفتح باب التوظيف في الوزارات بدون استثناء وللجميع وبدون تمييز

    • زائر 7 | 5:38 ص

      الخاسر

      هناك خاسر واحد ..هم الطائفيون والساعين لشق الوطن وحرقه ةتدمير السلم الاهلى ,, قد يكون ذلك مكلفا.. ولكنها ارادة الحياة : الاستئصال للمرض هو اساس البقاء

    • زائر 6 | 4:48 ص

      الملك و ولي العهد

      هم الضمانة لاخراج الوطن من الازمة
      بازاحة الطائفيين
      و عدم تجاوز مرحلة المصالحة الوطنية

    • زائر 5 | 3:35 ص

      أين الحكمة وأين الحكماء

      لا جدوى من جر الساحة للمربع الأمني في كل مرة
      جربنا هذا الحل عدة مرات ولا فائدة فلماذا الإصرار من العلاج بهذه الطريقة هل هي الأرخص والأجدى أم أن هناك طرق أخرى أقل كلفة وأسرع وأنجح يمكن الوصول إليها. أين هي الحكمة وأين عقلاء القوم ومفكريهم. المعالجة الأمنية تسيء لكل الأطراف ولا أحد ينجو منها فلماذا اعتمادها هي الخيار الأوحد. هاهم العلماء قد مدّوا يدهم فهل هناك من يشكّ في أخلاصهم ولماذا لا تمدّ اليد الآخرى بسرعة لأستغلال الوقت فالعيد على الأبواب
      وهل يهون على احد أن يمرّ العيد والمحنة قائمة

    • زائر 4 | 1:54 ص

      جيراننا ( دول مجلس التعاون) لا تبخلوا علينا بالنصيحة

      جيراننا دول مجلس التعاون لاتبخلوا علينا بالنصيحة
      لا زلنا نتطلع لما انتم فيه من وفاق واتفاق وحسن ادارة لدولكم ما هو السر علمونا علمونا لا تبخلوا علينا نحن جيرانكم اخوانكم يسرنا ما يسركم ويؤلمونا ما يؤلمكم .... والنصيحة واجبة بين الناس فما بالكم بين الاخوة ؟؟؟

    • زائر 2 | 11:34 م

      الله يستر

      الله يستر من بعد الشهر الكريم ويش إصير , خاصة إذا فتحت المدارس والتقوا الطلاب مع بعضهم .
      ياصحافة صفراء , استمعوا لنداء الوسط , وكفاكم النفخ على وتر الطائفية الرعناء . ويش ضركم لو نظرتون لصالح الوطن والمصالحة الشاملة بدل السب والشتم اليومي.
      جيف ما تدرون الناس تقرأ سمومكم اليومية .وتعرفكم واحد واحد ومن الذي يدعمكم .
      كفى كفى كفى .

    • أمل جديد | 10:31 م

      الاتفاق على حلحلة ملفات التأزيم هو الحل

      الاتفاق على حلحلة ملفات التأزيم هو الحل لا القبضة الأمنية المتشدده لاني اسمعهم يطالبون بوقف التجنيس والتمييز وإشراك الطائفة الشيعية في الوظائف كالداخلية والدفاع ووو بدل جلب شعوب همج تستقوي على الموطن الاصلي وتهين كرامته في وطنه ولله كل اللي صاير لو تطلع كلمه من مسئول دوله يقول وقفنا التجنيس وفتحنا باب التوظيف لكل بحريني في الدفاع والداخلية وصار هالشي ملموس على أرص الواقع ما بشوف تاير محروق بالخطأ ولاشكوك في ولاء الاخر لأن الشيعة ولاءهم للوطن أولا وللملك ثانيا و ستره مثالا

اقرأ ايضاً