العدد 2923 - الإثنين 06 سبتمبر 2010م الموافق 27 رمضان 1431هـ

أمير الكويت... والنعرات الطائفية!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

سعدت بقراءة كلمة سمو أمير الكويت بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، وقد تحدث الأمير عن عدة قضايا مهمة تتعلق بالشأن الداخلي لبلده، لكن بعض القضايا التي تناولها كانت في غاية الأهمية وهي - أيضاً - لا تتعلق بالكويت وحدها لكنها تعني كل دول الخليج بصفة خاصة، وكثيراً من دولنا العربية والإسلامية بصفة عامة.

تحدث عن أهمية الوحدة، كما تحدث عن الآثار المدمرة للنعرات الطائفية، والنعرات القبلية، وحث على عدم بث روح التعصب والفرقة وشق الصف لما لكل ذلك من الآثار المدمرة على وحدة الأمة.

إن الذي يتأمل التاريخ يدرك ببساطة أن هلاك الأمم وضياع ملكها إنما يبدأ بالاختلاف بين طوائفه وعندها يبدأ العدو المتربص في تحين الفرص للانقضاض على تلك الأمة لأنها أصبحت فريسة سهلة.

حدث ذلك للأمويين والعباسيين وللخلافة الأموية في الأندلس، بل وحصل لكل أمة مهما كان دينها أو موقعها أو قوتها.

ولأن بعض دول الخليج تمر - حالياً - بأوضاع مشابهة مهما حاولنا ان نتعامى عنها فإن كلمة الأمير جاءت في وقتها، ولعل هذه الكلمة مع كلمات مخلصة من هنا أو هناك تكون دافعاً لعمل جاد يقف ضد النعرات مهما كان نوعها.

الفتنة الطائفية تطل برأسها في المنطقة؛ اتهامات من هذه الطائفة لتلك، ووصف بالعمالة والوقوف مع الأعداء، وحديث عن مواطنة منقوصة كل يتهم بها الآخر.

وللأسف فقد زادت الأمور وتصاعدت وأخذت أبعاداً مؤسفة ما كان ينبغي لها أن تحصل بين أبناء البلد الواحد، أو بينهم وبين قادة بلادهم.

والشيء اللافت للنظر أن الجميع على اختلاف مذاهبهم أو عقائدهم الفكرية يتحدثون عن مخاطر الفرقة وعن أهمية الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد ولكنهم لا يطبقون بشكل جيد كل ما يتحدثون عنه.

الإعلام يشغل الناس بالحديث عن فتن طائفية، وعن تبادل الاتهامات بين الطائفتين السنية والشيعية، والكل يعلم خطورة ذلك الانقسام على كل المواطنين، وبالتالي ما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة المزعجة.

دول أخرى تظهر فيها خلافات مذهبية وإن كانت بشكل أخف، كما تظهر فيها خلافات فكرية بشكل واضح، ولو كانت هذه الخلافات تجري تحت مظلة الحوار الهادئ المقبول لكان ذلك ظاهرة إيجابية لكنه - للأسف - يخرج عن إطاره المقبول إلى اتهامات متبادلة تصل إلى حد التخوين والتكفير ورمي كل فريق الآخر بالانتماءات المعادية لبلده.

إن هذه الأوضاع تعطي انطباعات سيئة عن مستقبل المجتمعات التي تحصل فيها، وهي إن كانت قابلة للسيطرة عليها حالياً فقد لا تكون كذلك في المستقبل، واقرأوا التاريخ إن شئتم.

كل مواطن له حقوق وعليه واجبات، ومن حق المواطن على دولته أن تعامله وفق هذه المعادلة، وعندها ستختفي معظم المظاهر السلبية التي نراها الآن - هكذا أعتقد -!

في تاريخنا الإسلامي شواهد على ما أقول؛ ففي عصر الخلافات الأولى كان يعيش المسلم والكافر، وكانت كل الطوائف حاضرة على اختلاف عقائدها، وكان الجميع يعيشون سواء تحت مظلة الدولة باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.

وفي عصرنا تعيش طوائف متنوعة في أميركا - مثلاً - مختلفة في الديانات والأعراف والتقاليد لكنهم يلقون المعاملة نفسها باعتبارهم مواطنين أميركان، ولم تختلف هذه المعاملة إلا مؤخراً بفعل الظروف السياسية ولكنني أحكم على العموم والسائد.

من المهم أن نستفيد من تلك التجارب إذا أردنا أن نصل إلى النتائج نفسها.

وأتفق مع ما قاله أمير الكويت من أهمية الاستفادة من هذا الشهر الكريم ونحن نعيش آخر أيامه العشر في إشاعة قيم الحوار والقيم الإسلامية الرائعة التي نؤمن بها لكي نصفي نفوسنا من كل الأحقاد، ونبتعد عن كل أنواع الفتن التي تفرق مجتمعاتنا وتضعفنا جميعاً، ولعلنا - جميعاً - نضع إسلامنا الرائع أمام أعيننا لنطبقه قولاً وعملاً، وعندها سنبني مجتمعاً قوياً يحترمنا - عند ذلك - الكل، ولا نكون أمة ضعيفة لا قيمة لها.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2923 - الإثنين 06 سبتمبر 2010م الموافق 27 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:14 م

      ؟؟؟؟؟؟؟

      نعم كلمة في الصميم حيث وضعت يدك على جرح البلد في حيت تمتد يد للحوار واليد الثانية ممدودة للخيار الامني الشديد وخاصة احنا في اوخر الشهر الفضيل وعلى اعتاب عيد الفطر السعيد كان الخطاب لابد ان يتسم بالعقلانية وتهدئة الاوضاع وافراح الناس بالعيد بمد يد المساعدة المعنوية المادية من السلطة للناس.
      فانا ارفع نداء الى ملك البلاد لتهدئة الوضع اوفراح الناس بالعيد وتفويت الفرصة على اصحاب الفتن والاقلام الصفراء وانهاء الازمة المبالغ فيها.

    • زائر 17 | 8:44 م

      توقفو

      لامانع من التحقيق مع الخارجين على القانون ولكن يجب ان يتوفر لهم محاكمة عادلة وليس اتهامات لاحقية لها

    • زائر 15 | 10:54 ص

      صح لسانك

      شكرا للكاتب والقتنة لاخير فيها فاحذروها

    • زائر 14 | 10:34 ص

      اتعبتنا المشاكل

      نعم نحن نحتاج للتصالح الطائفي بشدة فقد اتعبتنا المشاكل فلأمير الكويت الشكر ولك يا دكتور شكرنا على المقالة الرائعة

    • زائر 13 | 8:34 ص

      وبعدين

      الوحدة مطلب ولكن كيف تتحقق بدون مساواة بين جميع افراد الشعب

    • زائر 10 | 6:53 ص

      أبن المصلي

      تحية الى كاتب المقال على هذا الطرح الجيد وفي هذا الوقت الحساس التي تمر بها المنطقه من واقع متشظي ومتئزم حتى النخاع من أوضاع طارئه منها التهميش والطائفية مما سبب هذا الأحتقان المتراكم فعلى الجميع حاكمين ومحكومين التفاهم على كل صغيرة وكبييرة ونحسن الظن ببعضنا البعض وبنيات صادقة الكل يعمل لصالح الأوطان أما أن ندفن رؤسنا في الرمال كالنعام ونترك المشاكل ليس لها حل فهذا في الحقيقة يزيد الوضع الأمني تعقيدا الحل بيد الحكومات فالمواطن له حقوق وعليه أخدها وعليه واجبات وعليه أن يؤديها على اكمل وجه

    • زائر 7 | 4:46 ص

      نعم النعرات الطائفية تصيب جسم الامة بالمرض

      توظيف طائفي
      تجنيس طائفي سياسي
      تقتل الوطن

    • زائر 4 | 2:13 ص

      لا للطائفية

      مشكور أخي محمد على هذا الطرح الجميل وان شاء الله يكون بادرة خير على الجميع

    • زائر 2 | 11:00 م

      الله يخليه لشعبه

      صح السانك يا أمير الكويت والله يخليك لشعبك إن شاء الله.

    • زائر 1 | 9:56 م

      هذا يحدث في البحرين

      البحرين تمر بهذه الحقبة ؟؟ تمييز درجة اولى لذلك البحرين لا تتوقف عن المشاكل

اقرأ ايضاً