أتحدث هنا عن بعض دول الخليج التي أخذت بمبدأ الانتخابات في المجالس النيابية أو «مجلس الأمة» كما في الكويت، صاحبة التجارب الأصيلة في الانتخابات، وكذلك انتخابات مجالس البلديات على تواضعها.
بطبيعة الحال مثالي ليس موجهاً للبلاد العربية التي تدعي أن لديها مجالس منتخبة - مهما كانت أسماء هذه المجالس - وسبب ذلك أنني أعرف مثل غيري أن هذه المجالس إنما جاءت بالتزوير الديمقراطي! فالحاكم يريد أن يستمر حاكماً مدى الحياة وفي الوقت نفسه لا يريد أن يكدر صفوه أحد مهما عمل ولكي يتحقق له ذلك - وربما لأبنائه من بعده - لابد أن يتم كل ذلك بطريقة ديمقراطية نزيهة لكي يقول للعالم أجمع: ها أنذا قد انتخبني شعبي الكريم لأنه لم يجد سواي وبطريقة شفافة نزيهة! وحتى يحقق هذه الشفافية فالبعض في بلداننا العربية يسجن من يخشى منهم قبل الانتخابات - والسجن يتم بطريقة ديمقراطية وبحسب القانون - فإذا انتهت الانتخابات أطلقهم، والبعض يزور الانتخابات وبطريقة ديمقراطية، فالذين يشرفون عليها كلهم تحت إمرته فيفعلون له ما يريحه، وهكذا يفعل الآخرون والكل يلعلع بحب الديمقراطية ونزاهة الانتخابات التي جاءت به وجعلته يستمر إلى آخر دقيقة في حياته.
أقول - مرة أخرى - إنني لا أتحدث عن هذه الانتخابات ولكني أتحدث عن انتخابات بعض دولنا التي أعتقد أن بعضها نزيهة تماماً والأخرى فيها فوز كبير من النزاهة والأمل أن يكون نزيهاً بالكامل لكي نفخر بديمقراطية الخليج وأبنائه.
قبل الانتخابات يتبارى المرشحون في الحديث عن مشاريعهم التي يعدون أنهم سيفعلونها عندما يتم انتخابهم، وكل واحد منهم يختار من تلك المشاريع ما يعتقد أن الناخبين بحاجة إليها!
في البحرين حالياً حركة انتخابية نشطة، ومرشحون كثر تقدموا لها وكلٌّ يقول: إنه سيجعل المواطنين أكثر سعادة من الأميركان!
أحدهم يقول: سأعمل على زيادة الرواتب وتحسين الاقتصاد، فيأتي آخر يزيد عليه قائلاً: أما أنا فلن أدع أحداً بدون وظيفة! فيلتفت إليهم ثالث ساخراً: والله لأعطين كل مواطن من المال ما يجعله غنياً إلى الأبد وبطريقة ميسرة لا تشق عليه! ويأتي رابع ليزيد عليه قائلاً: أنا سأجعل كل واحد منكم يفعل ما يشاء، ويقول ما يشاء، ويختار العمل الذي يشاء... إلخ.
الوعود الانتخابية هدفها إغراء الناخب البسيط لكي يعطي صوته لأحدهم، وبعد الانتخابات - وحسب التجارب - ينسى ذلك النائب - أو معظم النواب - وعوده ولا يكاد يفعل شيئاً إلا لمصلحته الشخصية!
ومن هنا لابد لكل ناخب أن يكون دقيقاً جداً في اختيار الشخص الذي سيعطيه صوته... وعليه أن يختار من عرف بالصدق والأمانة وحب الوطن وخدمة أبنائه... على الناخب ألا يلتفت إلى الأشياء التي لا تفيده؛ فمثلاً: ليس من الحكمة أن أختار من ينتسب لطائفتي أو قبيلتي إذا لم يكن كفؤاً للعمل... وليس من الحكمة أن أختار شيخاً معمماً مهما كان كلامه جميلاً إذا لم يكن قادراً على العمل وصادقاً ومخلصاً... فكم من معمم خلع صدقه ووعوده وانقلب على عقبيه بعد نجاحه في الانتخابات ليعمل لنفسه ولا لشيء آخر.
إن على كل ناخب أن يتمثل قوله تعالى: «إن خير من استأجرت القوي الأمين». فصفات المنتخب الذي يستحق الاهتمام: القوة والأمانة... والقوة هنا لا تعني القوة الجسمية فقط، بل هي قوة في الدين والأخلاق، واحترام الكلمة، والوقوف في وجه الظلم والاستبداد، وكذلك الأمانة في اليد واللسان وعدم الاعتداء على المال العام أو الخاص أو حقوق الآخرين.
من كان قوياً وأميناً يستحق أن نقف معه لأنه هو الذي سيعمل بإخلاص على تطوير بلده وتقديم العون لمواطنيه.
أما أصحاب الوعود الكاذبة فهؤلاء يجب أن ينبذوا مهما كانت درجة علاقتنا بهم لأن الصداقة والقرابة شيء مختلف جداً عن الوثوق بشخص لإدارة الوطن وهو لا يحسن ذلك.
وكلما كان المواطن حكيماً في اختيار مرشحه كان أكثر إخلاصاً لوطنه ولنفسه.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2937 - الإثنين 20 سبتمبر 2010م الموافق 11 شوال 1431هـ
الامل قائم
رغم كل المعوقات الانتخاباتية ورغم انخداع البعض الا ان الوعي المتزايد عند المواطنين يدفعنا للتفاؤل بالقادم
نزاهة
نتمنى ان تكون انتحابات البحرين نزيهة ونتمنى ان لايكون هنك تعيين ابدا
امسك
واحد لابس عمة سوداء في الانتخابات الماضية وعد انه يطبق الاسلام ويقق الرفاهية للمواطنين ولما نجح حقق الرفاهية لنفسه وطلق الاسلام والعمة الا عند لزوم النصب فهل مثل هذا ممكن ان ينتخبه احد
حتى العوانس
واحد من المترشحين يقول حتى العوانس يبي يزوجهم وكال عاطل يبي يوظفه هل مثل هذا ممكن احد يصدقه
الانتخابات المخرج الوحيد
رغم الغبن الدي يحس به أكثر الناس ألا أن الانتخابات هي أفضل طريق سلمي للتغيير وتطوير أنسان هدا البلد فأدا زاد المطالبون يالتغيير من داخل البرلمان فسوف يحدث التغيير
أحسنت يا أستاذ
شكرا لك على المقال لكن في ناس للحين مايعرفون يختارون الأفضل ,,,,,فكل مرشح يلمع نفسه و يصدقونه الناس و يأتي آخر و بعد يقنعهم بكلامه و يصدقونه ,,,و الناس يتخبطون و في ناس لحد ألحين يسألون أقاربهم (( أشرايكم أنتخب من ؟؟)) و مثل ما قال البعض في ناس تنتخب لأنه من نفس الطائفة حتى لو مو زين أو لنه من الهل أو لأن الربع أختاروه فأختاره معاهم .
يعطيك العافيه
لن نرشح أحدا مهما كانت سبب
وفاقي الهوى
أتفق معك في معظم الذي قلته وبالأخص هذه...(وكلما كان المواطن حكيماً في اختيار مرشحه كان أكثر إخلاصاً لوطنه ولنفسه.) و قمة الحكمة هي في الإتحاد لأن في الإتحاد قوة وعزة وفي التفرق ضعف وهوان... ونحن قوتنا هي في مرشحي الوفاق لا غير
من اجل الوطن
البحرين بحاجة الى تغيير حقيقي ولن يتم ذلك الا من حلال مرشحين مخلصين وهنا يأتي دور المواطن
شكرا
شكرا للدكتور على هذا المقال الجميل والواقعي والامل ان يعرف الناخب واجبه الديني والوطني
امانة
صوتك امانة فاعطه لمن يستحقه
استاذ
اعرف شخصا سجن بسبب الانتخابات
واعرف آخر يصوت لشخص ليس كفؤا لقرابته فقط
واعرف شخصا يبدع في الكتابة هو انت استاذنا
م
رااائع يادكتور معك حق فمعظم المصوتين لايقدمون اصواتهم الا لقرابة او صداقة !