العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ

معركة العالم الافتراضي...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

أصبح العالم الافتراضي أسلوباً وأداة جديدة للتعبير، إن لم يكن واقعاً أداة نقل الحقائق وتصحيح التاريخ المشوه وتزويد الرأي العام لحظة بلحظة بكل ما يحصل داخل كل مجتمع من مجتمعات العالم الذي بدوره تحول إلى نافذة كبيرة تحتوي على مشاهد مختلفة من شعوب العالم الذي إما متصادق أو إما متناحر أو متشارك في قمم.

لقد أصبح «Cyberactivism» أو ما يعرف بـ «النشاط الافتراضي» جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان المعاصر لمعطيات العصر الحالي الذي لا يتكلم إلا من خلال هذا العالم في مختلف المجالات بدءاً من الصداقة والسياسية والفن والموسيقى وصولاً إلى حديث استثمارات المال والاقتصاد.

ورغم محاولات تقليم هذا النشاط إما بغلق المواقع أو الحد من نشاط أصحابها فإن ذلك الأسلوب التقليدي «القديم» ما عاد يجدي نفعاً إذا كان الهدف هو التعتيم على حدث أو خبر أو رأي ما.

إن الإنترنت اليوم لا يمكن أن يفصل بحسب مقاس كل مجتمع ودولة، أي أن يفصل مثلاً للترويج الاقتصادي فقط وأخباره لجذب استثمارات تبحث بالدرجة الأولى عن استقرار المواقع التي تنشئ وتشيد فيها مشاريعها الكبرى.

إن الإنترنت وجدت لتبادل المعلومة ونقلها أياً كانت، إيجابية أم سلبية، فذلك يأتي ضمن إطار ثورة المعلومات والاتصالات التي تشهدها مجتمعات العالم أجمع وليس مقتصراً على دولة أو دولتين أو ثلاث.

هذا الأمر يهمنا كثيراً، وخصوصاً في مجتماعتنا الباحثة الخاضعة لممارسات قمعية تسعى الى حجب قضايا وحقائق حتى لا تهتز القصص الرسمية التي يروج لها في هذا البلد أو ذاك، وهناك من يعتقد بأنه اذا كانت حقيقة الأمور مزعجة أو مؤلمة فإنه من الأفضل إغلاق البلاد بستار حديد أو شطب الآراء أو ملاحقة من يتولى نقل هذه الأحداث أو الأخبار عبر الفضاء الإلكتروني.

إن أدوات كبت المعلومات وحجب المواقع الإلكترونية التي تقوم بها بعض حكومات دول العالم ما هي إلا عقبات مؤقتة، لأن حركة العصر لا يمكن تعطيلها بمثل هذه القرارات، إضافة إلى أن الإنترنت (العالم الإفتراضي) تحول اليوم إلى ساحة أساسية وموازية للعالم الواقعي، وهذا العالم الافتراضي يروي أحداثاً تنافس كلام الحكومات التي لا تريد أن تسمع إلا رواياتها.

إن الحديث أعلاه كنا نردده ونقصد به دولاً أخرى غير بلادنا، وكان الآخرون يغارون من مساحة الحرية المتاحة لدينا، ولكننا الآن ننظر الى حالنا لنجد أننا قد نتراجع الى الوراء بسرعة خاطفة تجعل الذين كانوا يغارون منا يحمدون ربهم لأن وضعهم أفضل منا!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً