العدد 2953 - الأربعاء 06 أكتوبر 2010م الموافق 27 شوال 1431هـ

خواطر ناخبة

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

إنه موسم انتخابات، ولذا فإن الأحاديث، كل الأحاديث، منطوقة كانت أم مكتوبة، يجب ألا تدور حول أي أمر آخر. لا وقت للثقافة إذن ولا السينما ولا أي أمر آخر سوى الانتخابات، كذلك يجب أن تكون الأمر، «حتما ولا بد». هذه الحتمية بالطبع لم تأت من قانون مكتوب مفروض على الصحافة، كما إنها ليست أمراً تلزم به الصحافة نفسها من منطلق أخلاقيات المهنة أو ما شابه. الحتمية هنا يمكن اعتبارها شريعة غير رسمية تترجم رغبة شعبية، إنه إذن قانون أهلي خاضع لتطلعات القراء وطموحاتهم وتوقعاتهم، وهذا موسم حكم الأغلبية وعلى الصحافة، الثقافية خصوصاً، أن ترضخ لحكم قرائها. ثم إنه موسم «انشغال واشتغال» انتخابيين ديمقراطيين وعلى الصحافة الثقافية أن تشتغل بما يشتغل به الشارع!

موسم الانتخابات هذا يشكل مناسبة ديمقراطية سياسية ذات زخم عال، وهو بالطبع ليس مناسبة لفرض القوانين الخانقة التي لا تفعل سوى قمع المسار الديمقراطي الذي ترتكز عليه العملية الانتخابية برمتها. هذا موسم يتوقف فيه الوطن، بقيادته وشعبه، كي يراجع قناعاته، ربما يغيرها وقد تثبت حتى حين. يرسم مستقبله على ضوء إخفاقات أو نجاحات حاضره وماضيه. هو موسم يختبر فيه الوطن نجاح تجربته «الديمقراطية»، يمتحن فيه صدق النوايا، نوايا الجميع، قيادة وشعباً، مرشحين وناخبين، مدعومين ومستقلين. هو موسم يترجم فيه الجميع عمق إيمانهم بالوطن ومدى استيعابهم للالتزامات الملقاة على عواتقهم.

هذا هو أيضاً الموسم الذي يضج بكثير من المفاهيم، مفاهيم علينا أن نتوقف طويلاً عندها، ندرسها بشيء من التمحيص ولا بأس ببعض «التفلسف»، ربما يدرج ذلك ضمن قائمة التزاماتنا تجاه ديمقراطية العملية الانتخابية، وتجاه مستقبل البحرين ومستقبل أبنائها.

أحد تلك المفاهيم التي تأتي في صلب العملية الانتخابية هو مفهوم الأكثر كفاءة من بين المرشحين. لا أعرف بالفعل ما يحدد الأكثر كفاءة لكثيرين، هل هو صدق نوايا المرشح ونزاهته وربما تاريخه الوطني، والسياسي إن توافر، أم إنه عمق إيمانه بقضايا الوطن وحمله لهمومه، أم تقديمه للرؤية الأكثر شمولية لهذه القضايا، أم عزفه على أنغام بالية «مبتذلة» قد تتناغم مع مفاهيم خاطئة للوطن والمواطنة والالتزامات والواجبات والحقوق و...و...

ثم يأتي مفهومنا للحملات الانتخابية، ويأتي السؤال بشأن الدور الذي يجب أن تقوم به وما تنقله تلك الحملات من قراءة واقعية للشارع. هذه الحملات التي تبدو بالنسبة إلى الصحافة مادة دسمة للتحليل والتندر، لا تقدم قراءة للكيفية التي يعرض بها المرشح نفسه فقط، أو التي يقدم من خلالها رؤاه ويطرح انشغالاته وهمومه ومواقفه ثم التزاماته الوطنية والسياسية. نخطئ إن اعتبرناها كذلك، أو إن وجدنا فيها مقياساً لكفاءة المرشح. الحملات في واقع الأمر لا تشكل مقياساً لعمق فهمنا جميعاً، ناخبين ومرشحين وجهات رسمية، للعملية الانتخابية خصوصاً وللديمقراطية عموماً.

تجدون كلامي غير مترابط!! إنها خواطر ناخبة لا أكثر!

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 2953 - الأربعاء 06 أكتوبر 2010م الموافق 27 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:14 ص

      خاطرة جميلة

      المقال حليو و مفهوم, تابعي في الكتابة

    • زائر 1 | 10:40 م

      الانتخابات بعيدة عن الديمقراطية.

      فعلا وجدته غير مترابط والخواطر لا تبني وطن، الاختيار الصحيح يبني وطن. نبيل حبيب العابد

اقرأ ايضاً