العدد 2959 - الثلثاء 12 أكتوبر 2010م الموافق 04 ذي القعدة 1431هـ

أين الخلل يا ترى!!

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم تمض أسابيع على خروج المنتخب الأولمبي لكرة القدم محتلا المركز الأخير في البطولة الخليجية الأولمبية، حتى تواصلت الخيبات بخروج منتخب الناشئين للقدم بالترتيب الأخير أيضا في بطولة الناشئين، ليلحقه قبل أيام منتخب الشباب بحلوله ثالثا في مجموعته بالدور التمهيدي لكأس آسيا للشباب، ليسدل المنتخب الأولمبي الجمعة الماضي الستار على مرحلة سوداء تماما من الهزائم وسوء النتائج لمنتخبات كرة القدم، بخسارته الثقيلة من السعودية في مباراته الودية الأخيرة، في أسابيع كانت مؤلمة ومخجلة لكرة القدم البحرينية التي تعودت ربما على هذه الإخفاقات، بانتظار مشاركة هذا الأخير في دورة الألعاب الآسيوية.

المحصلة الغريبة التي خرجت بها هذه المشاركات هي فوز وحيد حققه منتخب الشباب، مقابل 4 هزائم متتالية للمنتخب الأولمبي، و3 للناشئين، واثنتين للشباب، إلى جانب خروجها جميعها بعد عدم تمكنها من تسجيل أكثر من هدفين فقط في مجموعة مشاركاتها جميعها جاءت لمنتخب الشباب، تفرض من الجميع الاستغراب، وخصوصا مع المعسكرات والشهور الطويلة التي خاضتها جميع هذه المنتخبات قبيل مشاركاتها، فيا ترى أين الخلل؟

الغريب أيضا في هذه الإخفاقات أن الاتحاد عين لنفسه مديرا فنيا على جميع المنتخبات السنية وهو المدرب التونسي نجم الدين أمية، الذي لم يقدم شيئا يذكر حتى الآن، وعلى رغم فشله مع منتخب الناشئين، قام الاتحاد بابتعاثه أيضا مباشرة بعد البطولة الخليجية إلى الصين لمنتخب الشباب، وكأنه حجر الأساس في نجاح وتطور المنتخبات، من دون أن يطاله التحقيق على إخفاقه الأول.

أمثال هذا المدرب لم يغيروا ولم يفيدوا كرة القدم البحرينية تماما، على رغم المدة الطويلة التي قضاها هنا، فهو لم يغير شيئا من النتائج المخيبة، أو على أقله شكل الأداء العام للمنتخبات، وهو ما يجبر الاتحاد على دراسة سلبياته وإيجابياته، لتحديد المرحلة المقبلة، التي ربما يمكنه فيها الاعتماد على مدرب آخر، والذي قد يكون وطنيا، لربما يكون قادرا على تحقيق ما عجز عنه المدربون الأجانب، وفي التاريخ أمثلة وبراهين.

في مقابل ذلك، وبينما كانت منتخباتنا تعود بخفي حنين من كل بطولة تشارك فيها وبخسائر فادحة، كانت الإمارات تعيش فرحا بعد آخر بعودة منتخباتها مظفرة بإنجاز تلو آخر، فبعد فوز المنتخب الأولمبي بالبطولة، تلته بطولة لمنتخب الناشئين، وكان قريبا من تحقيق إنجاز التأهل إلى كأس العالم للشباب ومواصلة المحافظة على لقبه، لولا خروجه المشرف أمام أستراليا في الدور الثاني لكأس آسيا للشباب، في مفارقة جميلة لإخفاقات منتخباتنا المتنوعة في كل بطولة تشارك فيها.

في كل دورة أو مشاركة لمنتخب أو فرد تكون الدروس كثيرة، ترجو من يستوعبها من أجل الاستفادة الكاملة أو البسيطة منها، وذلك في سبيل الوصول إلى مرحلة متقدمة من التطور والتقدم الرياضي الذي سيكون في النهاية لمصلحة البلد، بيد أن الواقع هو المختلف في بلدنا ورياضتنا في هذه الجغرافية الضيقة، إذ تبرز لنا الإخفاقات المتكررة مدى حاجتنا إلى مسئولين قادرين على الاستفادة والأخذ بعين النظر إلى المستقبل بهذه السلبيات، والسير من خلالها إلى مستقبل أكثر إشراقا للرياضة البحرينية.

نعود من جديد لنسأل، لماذا يا ترى تمكنت الإمارات مثلا كدولة خليجية من الوصول إلى هذه المراتب من المنافسة على جميع البطولات، بل وتحقيق ألقابها، فيما تواصل منتخباتنا الصراع على المركز قبل الأخير، فإذا بها تأتي في الأخير، يا ترى ألم يفكر المسئولون، أين الخلل في ذلك؟، هل يكمن ذلك الخلل في اللاعبين أم في المدرب أم الاتحادات أم المؤسسة المعنية بالرياضة، أم في شخصيات معينة تؤثر بشكل كبير في هذه الخيبات، ولاسيما أن الجميع يعلم أن المنتخبات الوطنية تعاقب عليها الكثير من اللاعبين والمدربين، إلا أن الأحزان تواصلت، سؤال بحاجة ماسة إلى جواب كي يعرفه الاتحاد البحريني لكرة القدم، طبعا قبل فوات الأوان، إذا لم يكن قد فات، لكن من الأفضل معرفته.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2959 - الثلثاء 12 أكتوبر 2010م الموافق 04 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً