العدد 2966 - الثلثاء 19 أكتوبر 2010م الموافق 11 ذي القعدة 1431هـ

الجواب في اتصال امرأة

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يترك إخفاق منتخب كرة القدم الشاطئية في الدورة الخليجية الأولى التي اختتمت قبل أيام هنا في البحرين مجالا للشك في أن كرة القدم البحرينية تعيش حالة من الضياع، حالة من الفشل المتواصل، على رغم الإمكانات والدعم الكبيرين اللذين تتحصل عليهما، ليعزز السؤال الذي طرح مسبقا، عن الخلل الذي أصاب هذه المنتخبات وأدخلها في نفق مظلم من الإخفاقات.

في مقابل ذلك، قدم منتخب اليد الشاطئي نموذجا حيا لقيمة اللاعب البحريني ورغبته الكاملة في المنافسة على كل ألقاب البطولات التي يلعبها، من دون النظر إلى ماهية وطريقة الإعداد السابق لهذه المشاركة، والكل يعرف بأن هذا المنتخب لم يحظ تماما بأي دعم من الناحية المادية أو المعنوية قبل الدورة الخليجية، أقلها المشاركة في بطولة رسمية سابقة كما حدث لمنتخب الطائرة في الدورة العربية بالأردن، فبقي أياما يتدرب على رمال وحصى البحرين استعدادا للبطولة، في مقابل تواجد منتخب القدم في البرازيل لأيام عدة، فجاء الفارق في النهاية بفوز الأول باللقب وخروج الثاني خالي الوفاض.

أين الخلل يا ترى في كرة القدم البحرينية والذي يبعدها تماما عن مثيلاتها في الألعاب الجماعية الأخرى عن تحقيق ما تصبو إليه الجماهير العريضة التي تتمنى ولو بطولة واحدة تقدمها اللعبة الشعبية الأولى، سؤال ربما قدمت امرأة لا أعرفها، اتصلت بي الأسبوع الماضي لتجيب عن سؤال مقالي حينها «أين الخلل يا ترى؟»، فكيف كان الجواب.

تقول هذه المرأة وهي بالمناسبة أم لأحد لاعبي المنتخبات الوطنية لكرة القدم الأخيرة، من أن هذه المنتخبات تعيش حالة من الإنحيازات والمصالح التي تغلّب مصلحتها على مصلحة البلد، ما يجعل المنتخب تحت طائلة «الواسطات» في وضع التشكيلة الأساسية المشاركة في أية بطولة، الأمر الذي يساهم في ولادة منتخب من دون أنياب حقيقية، مبدية استغرابها من ضعف الناحية الهجومية لكل المنتخبات العمرية وفشلها في التسجيل في كل مشاركاتها الخارجية، على رغم وجود المواهب الكثيرة التي تكتب الأهداف في المسابقات المحلية، فهل يعقل حقا أننا لا نمتلك لاعبين جيدين بإمكانهم قيادة المنتخبات، ونحن نشاهدها غير قادرة مثلا على رسم هجمات خطرة على مرمى المنافسين؟

للأمانة فقط، أجبرني تعليق هذه الأم على سؤالها عن اسم ابنها المتواجد في المنتخب، لمعرفة ما إذا كان هذا التعليق جاء لسبب عاطفي بوضع ابنها خارج التشكيلة الأساسية بغض النظر عن مستواه، أم لا، ليتبين صواب ما تقوله، بعد أن تأكد لي بأن ابنها أحد أبرز المواهب الصغيرة المعروفة التي تمتلكها البحرين، - من دون أن نذكر الاسم هنا طبعا حرصا من الأم ومنا على اللاعب- والذي يعاني الإهمال في تشكيلة المنتخبات العمرية الأخيرة، لسبب أو لآخر.

اندفاع هذه الأم لتوضح رأيها لم يكن دافعه حب ابنها بقدر ما هو حبها لبلدها، مع عرضها الجميل لجملة من الأخطاء والاستبعادات القسرية لمجموعة ذكرتها بالأسماء من موهوبي الكرة البحرينية، وهي التي تؤكد أن هذا الداء قد أصاب جميع المنتخبات العمرية في مقتل، وجعلها تعاني الأمرين على رغم الدعم الكبير التي تتلقاه في طريقة الإعداد والمعسكرات الخارجية، الأمر الذي وضعها تحت أقدام مدرب وطني وضع مصالحه الخاصة على مصلحة البلد، وتركها تتلقى الضربة تلو الأخرى في مشاركاتها المختلفة.

لقد أثبت منتخب اليد الشاطئي وبعده الكرة الطائرة قدرة الفرد البحريني على فعل المستحيلات، على رغم الدعم المخجل الذي تتلقاه هذه المنتخبات، لدرجة أن منتخب اليد لعب أول مبارياته بفانيلات كانت خاصة بمنتخب القدم، ليتبين أن اللاعب البحريني قادر على حمل لواء البلد بكل ما يملكه من قوة، بشرط أن يحصل على فرصته الكاملة، فهذه الأرض بإمكانها - وقد فعلت- إنجاب المواهب الرياضية الشابة التي أمست تنتظر فقط دعم الجهات المعنية لها، وإبعادها عن المحاصصات والانحيازات التي ربما تتغلغل في جسد غالبية منتخباتنا الوطنية، لتصبح قادرة على إظهار معدنها وحبها لهذا البلد، فقط إعطاؤها المجال وتغليب مصلحة البلد على المصلحة الخاصة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2966 - الثلثاء 19 أكتوبر 2010م الموافق 11 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • أحمد المحرقاوي | 5:13 ص

      البحرين سبّاقة ولكن . . .

      من المعروف أننا في البحرين قد سبقنا كل دول الخليج العربي على الأقل في لعبة كرة القدم فكيف بالله عليكم نفهم أن يأتي فريق مثل عمان تأخر علينا بعقود من السنين ليهزمنا بالراحة ؟ بل يكرر علينا الفوز وكأنه يقول لنا أنا أهزمكم بالفن والبراعة لا بالصدفة ؟ شىء محير !

اقرأ ايضاً