العدد 2966 - الثلثاء 19 أكتوبر 2010م الموافق 11 ذي القعدة 1431هـ

الحرب على الصناديق الخيرية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كانت وزارةً واحدةً تضم العمل والشئون الاجتماعية، وتم تقسيمها في أحد التغييرات الوزارية قبل أربع سنوات. وفيما استقل شطر «العمل» بشئونه وهمومه، أصبح شطر «التنمية الاجتماعية» وسيلةً لخلق الأزمات.

الأزمة الأولى بدأت قبل أربع سنوات ولم تنتهِ بعد، وهي تحويل «الصناديق الخيرية» إلى «جمعيات»، وهو إجراءٌ شكليٌ تماماً، فيما لو توفّرت للطاقم الجديد بالوزارة رغبةٌ بتيسير الأمور. وهكذا فُرضت حربٌ على الصناديق والمؤسسات الخيرية، استهلكت الكثير من الجهد والوقت، وانتهت إلى لا شيء.

الأزمة الثانية في صيف 2009، حين صُودرت الحصالات من مراكز التسوّق، وتم ترويع أصحاب البرادات الصغيرة والكبيرة، لدفعهم لعدم السماح بوضعها وإلا سيتم ملاحقتهم! واستنزفت هذه الحرب الكثير من الجهد والوقت، من المتطوعين العاملين بهذه المؤسسات الخيرية. وكان الطاقم الوزاري يريد تسجيل عدد حصالات كل الصناديق وأماكن توزيعها، بشكل شهري. وهو إجراءٌ تعجيزي وغير عملي حتى بالنسبة للوزارة، فهي تحتاج في هذه الحالة إلى ضعف عدد موظفيها حالياً للقيام بتلك المهمة الفارغة. والنتيجة انتهت هذه الزوبعة كما تنتهي الفقاعات، وعادت الحياة إلى طبيعتها، فلا يصح إلا الصحيح.

الأزمة الأخيرة اختلقها الطاقم نفسه الشهر الماضي، بتجميد أرصدة 36 صندوقاً خيرياً، أي ما يعادل 45 في المئة من المؤسسات الخيرية. ومثل هذا القرار غير المسئول، له الكثير من التداعيات والعواقب السلبية. فأول المتضرّرين الطبقة الفقيرة، التي توقفت عنها المساعدات الشهرية، وهي كتلةٌ بشريةٌ تزيد على خمسين ألف نسمة على أقل تقدير، إذا أخذنا بالحسبان وجود عشرة آلاف أسرة تتلقى مساعدات هذه الصناديق الخيرية بانتظام.

تجميد الأرصدة يعني شلّ هذه المؤسسات نهائياً، وإيقاف جميع أعمالها الجليلة، من مساعدات تعليمية وتطبيب وترميم وشراء أدوية وأجهزة كهربائية. بل هناك طلابٌ مستجدون في الجامعة سجّلوا للكورس الجديد اعتماداً على مساعدات الصندوق، ووجدوا أنفسهم أمام قرار يعطّل انتظامهم بالدراسة ويهدد مستقبلهم الدراسي.

الصناديق الخيرية لديها موظفون أو موظفات، عادةً لأعمال السكرتارية ومتابعة القضايا والبحوث والاتصال اليومي بالعوائل. هؤلاء لم يتقاضوا راتب الشهر الماضي، ولن يتقاضوا راتب الشهر المقبل أيضاً إذا استمر هذا القرار المتخبط وغير المسئول.

الصناديق الخيرية التي يجهل الطاقم الإداري بالوزارة دواخلها، عليها التزاماتٌ ماليةٌ تجاه الدولة، فهي تدفع فواتير الكهرباء والماء؛ وخطوط الهاتف والفاكس والإنترنت لشركة الاتصالات. القرار غير المسئول يمنع الصناديق من أداء وظائفها، ويراكم عليها الديون والفواتير والالتزامات.

الأسوأ من كل ذلك، أن هذا القرار المتخبط وغير المسئول، يمنع إيداع أية شيكات أو تبرعات أو مبالغ مالية في الحسابات المجمّدة حالياً، وهو أكبر ضررٍ تلحقه الوزارة بهذه المؤسسات. وهو ما دفع بعض الإدارات للتفكير في رفع قضيةٍ ضد الوزارة لمقاضاتها على كل هذه الأضرار التي سبّبتها.

تجربة الصناديق الخيرية، وأقولها من وحي تجربةٍ ومتابعةٍ لصيقةٍ منذ سنوات، تستحق أن تُقدّم كتجربةٍ بحرينيةٍ خالصةٍ في مجال التنمية المجتمعية، خصوصاً لجهة دعم الدراسة الجامعية لأبناء الأسر الفقيرة، بما يسهم في كسر حلقة الفقر المفرغة.

هذه الشجرة المثمرة التي استوت على سوقها، تُعجِب الزرّاع، ما عدا وزارة التنمية التي أخذت على نفسها عهداً بأن تضع في طريقها العقبات، وتختلق لها الأزمات. إنها وزارةٌ تحتاج إلى علاجٍ إداري وخطة إنقاذ.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2966 - الثلثاء 19 أكتوبر 2010م الموافق 11 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 3:29 م

      الحذر واجب ... كم انت غريب ايها الانسان بما تحمل من عقل وفعل

      لولاك أيها الإنسان لم تخلق جنة ونار فلما لا تحرص على أن تختار أفضلهما أليس الجنة خالدة والدنيا دار فناء؟ فلما تفضل الفناء على الخلود ؟ ما أحمقك أيها الإنسان الذي تظن انك أعقل من الحيوان .يوجد اله ويوجد وطن ويوجد حاكم ويوجد مواطن وتوجد حقوق ويوجد ما يوجب الحقوق لمستحقيها
      بترول + مال + صناديق خيرية + برلمان. والمواطن يقول أنا مظلوم أريد أن أحيا كما يحيا الإنسان !!!
      ولا يظلم الإنسان إلا الإنسان فلما أيها الإنسان تفضل السنة النيران ؟ زائر 4 لعل من تخاطبهم لم يعرفوا ما هي النار؟

    • زائر 35 | 11:19 ص

      الحرب على العمل الخيري ماذا تعني ؟

      الحرب على الصناديق الخيرية ماذا يعني ؟
      - حرب على الفقراء ومحدودي الدخل
      -حرب على دعم الدارسين الجامعيين
      -حرب على فعل الخير
      -حرب على مساعدة المحتاجين للزواج
      -حرب على البرامج الثقافية لتلك الصناديق

    • زائر 34 | 11:14 ص

      نعم انها حرب

      نعم انها حرب وانا كعامل في المجال الخيري شهدت هذه الحرب بأم عيني فبدل التسهيلات تعقيدات وبدل الدعم عقبات وبدل التشيع تحبيط واي شخص عمل في المجال الخيري يشعر بالكيد والتخطيط ضد هذه الصناديق

    • زائر 31 | 9:56 ص

      THANKS ALOT

      THANKS ALOT

    • زائر 29 | 9:22 ص

      ليش هالحركات؟

      غريبة هالبلد، حتى الصناديق الخيرية جرتون عليها؟ خلوهم يشتغلون ويقومون بمساعدة الفقراء، ليش هالحركات؟

    • زائر 27 | 7:08 ص

      الاحتكام للقضاء والقانون

      اعتقد ان الافضل ان تفكر الصناديق برفع الامر إلى القضاء ليحكم بحكمه، فهذه المؤسسات متضررة من القرار الخاطيء، ويجب ان تأخذ بحقها باللجوء غلى القضاء. هذه خطوة صحيحة ولا غبار عليها، وعلى الصناديق أن تفكر بها جيداً، والله ولي التوفيق.

    • زائر 24 | 6:34 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله

      بدل الدعم يسوون جذي!
      من بساعد الفقراء ؟!
      لا يرحمون ولا يخلون رحمت الله تنزل

    • زائر 23 | 5:58 ص

      دودك من بطنك يا سيد!!

      احنا اولاً شنينا الحرب على 1/الصناديق الخيرية2/المساجد3/المآتم 4/على بعضنا البعض ولك في الإنتخابات العرجاء امثلة شوف ويش مسويين في بعضنا البعض من حرق خيام وتمزيق وصور وووووالقادم اسود من الليل،الأن صار لصياح على مكبرات الصوت!اذاماتم عنده مشكلة مع آخر طول قال لا طوّل..عزاء الفلاني فيه فلان يشيل ماتم العلاني فييه كذا وكيت!!وين بتقوم ليكم قائمة؟! واقول اذا مابنترك هالتحزب والطأفنة فلنبشر بنار تأكل الأخضر واليابس ونار الآخرة اشد وأدهى وشكراً

    • زائر 22 | 5:42 ص

      أياك وظلم من لايجد عليك ناصراً الا اللهه

      موقف متعمد سبقه تصريح بضرورة تنظيم اموال العمل الخيري والتي هي منظمة ومنظبطة أكثر من وزاراة الدولة ولو كانت وزارات الدولة تؤدي دورها لما أحتجنا لصناديق خيرية فهي واقعاً تقوم بسد النقص الحاصل بسبب وزاراة الدولة

    • زائر 18 | 3:24 ص

      ما حدا مما بدا

      أمثال هذه الأمور تدفع بالبلد إلى التأزم أكثر فأكثر
      وهناك طبخات وأمور تحاك بالغلابة من الناس الذين ليس لهم إلا الله وحده. والمس بقوت الفقراء له عواقب وخيمة وعلى من لديه العقل ان يتعظ ويعتبر

    • زائر 17 | 3:11 ص

      هل ستعوضون المتضررين من سياستكم يا وزارة؟

      هل الوزارة مستعدة لتعويض الفقراء والمتضررين من اجراءاتها التعسفية؟ ماذا لو ذهب هؤلاء الالواف الى الوزارة للاحتجاج على هذه السياسة السيئة المعادية للفقراء؟ ما هو مبرراتكم يا وزارة قمع وتجويع الفقراء؟ خاوفوا الله ترى واراها حساب عسير.

    • زائر 14 | 3:04 ص

      مبررات سخيفة

      هذه مبررات سخيفة لا يقتنع بها حتى الاطفال، لماذا تجمدون ارصدة الصناديق الخيرية؟ ما هو هدفكم؟ هل هذه تنمية ام محاربة للتنمية؟ إلى متى تصححون اخطاءكم وتسيرون في الناس بسيرة محمودة؟

    • زائر 12 | 2:32 ص

      لا يرحمون ولا يخلون رحمة الله تنزل

      أكبر مصداق لهذا المثل..

    • فيلسوف | 2:02 ص

      الحرب كلها بسبب واحد

      الحرب الجديدة المشتدة لسبب ان الاموال موجودة

    • زائر 10 | 1:05 ص

      متى؟؟!!

      متى كانت مساعدة الفقير ارهاب؟متى كان دعم الطالب المحتاج دعم لجهات مشبوهة؟
      متى كان اصلاح بعض بيوت الفقراء؟ خروج عن أهداف الصندوق النبيلة أخبرونا ما هي
      قيمكم؟ ما هي مبادئكم ماهو دينكم؟

    • زائر 7 | 12:15 ص

      أصلحوا وأخلصو

      إنكم مصلحون أم فاسدون؟ أخبرونا ماذا أنتم له قاصدون وطالبون؟ أهذا دين الله الذي أمر به المسلم للمسلم أم أنكم غير متعظين . واعلموا أنكم إلى الله راجعون.

    • زائر 6 | 11:46 م

      حسنا لو ان الوزارة اعلنت عن عدد الصناديق ووووووو

      حسنا لو ان الوزارة اعلنت عن عدد الصناديق ، وأعداد العاملين فيها تطوعا ، واعداد الاسر والافراد المستفيدين من مساعداتها ، وكم ميزانياتها المدفوعة مجتمعة للمحتاجين والفقراء وقارنتها بعدد موظفيها وميزانيتها الدفوعة للفقراء والمحتاجين لبرز حجم عمل الصناديق ودورها وفاعليتها ولكرمت الدولة جميع العاملين فيها تطوعا لكن لماذا تغمض العين وتصم الاذان ويعاقب الفقير ويعاقب من يعمل من اجله رأفت بفقرائكم ورحمة بهم فهم سبب دخولكم الجنة أوالنار ...

    • زائر 5 | 11:36 م

      مجرد سؤال ؟

      ماذا وراء هذه القرارات وهذا القرار من هذه الوزارة هل هناك اجابيات ام حكمة ام موعظة ام ماذا هل هي لتظييق على احد ام هي للراحة والتسهيل ام هناك في هذا القرار اجابيات مكتوبة بلقلم السحري ولم نقرئها هل من مجيب ؟؟؟

    • زائر 4 | 11:31 م

      انها حرب على الفقراء لاحرب على الفقر

      اليس من واجب الوزارة محاربة الفقر ودعم وتشجيع وتكريم الجهود الداعمة لها ( الصناديق الخيرية ) الا تستحق تلك الجهود الاشادة وعلامة تبرز روح الاسلام ديننا القائمة على المحبة والتكافل والتراحم الاتجد الوزارة في هذه الصناديق وساما على صدر البحرين ؟ الاترى الوزارة كم عدد الفقراء والمحتاجين الذين يعتمدون على مساعدات الصناديق ؟ الاتنظر الوزارة الى عدد العاملين في الصناديق تطوعا ترى كم سيكلفون الوزارة لو كانوا من موظفيها ؟ حاربوا الفقر ولا تحاربوا الفقراء واجعلوا منهم بابا للجنة لا بابا للنار .

    • زائر 3 | 11:27 م

      وزارة الاتنمية

      هده الوزارة تختلق الازمات لفئة من الصناديق
      واللبيب بالاشارة يفهم

    • زائر 2 | 10:35 م

      نعيش ونشوف

      نعيش ونشوف في أمور هذا الكرسي على كل فقير يحصل على مساعدة من الصناديق الاتجاه الى وزارة التنمية لطلب تلك المساعدة

    • زائر 1 | 10:32 م

      الوزارة متفزعة من نشاطات الصناديق التي تسبقها للخير

      أنا رئيس لجنة دعم الطالب في أحد الصناديق الخيرية وأعرف كيف هو حجم الإستفادة من المساعدات الدراسية لطلبة الجامعات ، ولولا هذه المساعدات لبقي الكثيرون دون استطاعة للدراسة . ناهيكم عن المساعدات الشهرية كما قال السيد قاسم حسين العزيز بل واليومية إن شئتم ، فهذه المؤسسات تعمل ليل نها من أجل رفع المعاناة عن أهلها وناسها من أبناء كل منطقة اللهم لك المشتكى

اقرأ ايضاً