ببساطة سألتني: من هي وعد؟ لوهلة شككت بأنها تسأل عن اسم إحدى المطربات، فمحدثتي الخمسينية لا تعرف ولم يكن يهمها أن تعرف يوماً ما الذي يحصل خارج إطار منزلها، فكيف بها تسأل اليوم عن جمعية العمل الوطني الديمقراطي؟ غير أن حمى الانتخابات كانت قد اجتاحتها على ما يبدو كما اجتاحت غيرها، فصارت تقرأ أخبارها وعناوينها في الصحف التي تفتحها يومياً لتقرأ أخبار الحوادث والوفيات. بادرتني بقولها: «أصالة» و»أمل» و»وعد»، على ما يبدو لدى الجمعيات السياسية في البحرين ذوق فني!
محدثتي سيدة بحرينية «مال أول»، أصيلة وحية الضمير، تخاف الله تعالى ولا تؤذي أحداً، ولا تريد من هذه الدنيا إلا أن تعيش مع أبنائها وأسرتها في خير ورخاء. وعندما تتحدث مع شخصيات من هذا النوع عليك بالضرورة أن تبتعد عن «الفزلكة السياسية» وتأتي بالمفيد. بدأت أشرح ببساطة الخط الرئيسي لكل جمعية، وحتى أبتعد عن استخدام مصطلح الليبرالية «المفزلك» وصفاً لـ»وعد» التي سألتني عنها، قلت لها بأن هذه الجمعية لا تؤيد الطائفية ولا تفرق بين الشيعة والسنة. عندها استوقفتني: هذه هي، سأصوت لـ»وعد»، أنا لا أحب الطائفية.
محدثتي لم تصوت لـ»وعد» لأن دائرتها لم تكن تضم مرشحاً لهذا التيار، لكنها اختصرت لي بكلماتها العفوية أصالة البحرينيين التي نسيناها على ما يبدو في ظل حراكنا السياسي المصبوغ رغم أنوفنا بصبغة طائفية.
في اعتقادي الشخصي بأن نقطة القوة الرئيسية التي تمتلكها جمعية سياسية كـ»وعد» والتي يجب أن تراهن عليها شعبياً بالذات هي خطابها اللا طائفي، فهو خطاب نادر الوجود في المحيط السياسي البحريني اليوم، وهو خطاب مغناطيسي جاذب للقلوب والعقول معاً، وهو خطاب مستقبلي أيضاً، أي أن له مستقبلاً سياسياً لو تم استخدامه بشكل صحيح.
لقد كثر الحديث حول تجربة «وعد» في الانتخابات الماضية وما استطاعت تحقيقه من حشد لجماهيرية عالية على الرغم من عدم فوزها بأي مقعد في مجلس النواب المقبل. ولعل نظرة سياسية فاحصة لخطوات «وعد» تبين بدقة بأنها لا تزال في مرحلة تشكيل تيارها السياسي الشعبي في الشارع البحريني. فـ»وعد» تخاطب الجماهير البحرينية في المناسبات السياسية وفي القضايا المحلية والمطلبية طوال سنوات عملها، فهي حاضرة في العمل السياسي حتى وهي خارج البرلمان. ووجودها خارج البرلمان ضروري للغاية، بل إنني قد أبالغ لأقول بأن هذا الوجود قد يتفوق في أهميته على وجودها داخله. فهي تقوم بعمل الرقيب الخارجي الحر أو - برلمان الظل - الذي يحسب على أعضاء البرلمان أنفاسهم ويحلل سياسياً ما يجري داخل البرلمان. والأهم، أنه يقوم بكل ذلك حراً دون تقييد من لوائح داخلية أو بروتوكولات للمجلس.
ربما تدرك «وعد» جيداً بأن خطابها عالي النبرة وصبغتها الليبرالية يشكلان عائقاً محورياً أمام فوزها في الانتخابات في هذه المرحلة. لكنها على الرغم من ذلك تنزل الانتخابات بكل ثقلها، وتحشد جميع طاقاتها وشبابها وإمكانياتها ومواردها للنزول إلى الناس والاقتراب منهم، ومن الواضح لأي مراقب بأنها كانت تعرف جيداً بأنها لن تفوز، لكن هدفها لم يكن الفوز، وإنما استغلال فرصة الانتخابات كأي تيار سياسي لإثبات حضورها والتبشير بأفكارها.
لذلك تصر «وعد» على خوض الانتخابات في كل مرة برموز للتيار من العيار الثقيل، بعكس جمعيات أخرى كالوفاق مثلاً التي لا تتوانى عن خوض الانتخابات بوجوه مغمورة تعرف أن تيارها سيضمن لها الفوز. أما «وعد» فهي في مرحلة التحشيد وترويج الأفكار التي تتطلب تمثيل الرموز الذين سيساهمون بالضرورة في تشكيل وعي الجماهير البحرينية عن هذا التيار وخطه لسنوات طويلة مقبلة.
«وعد» تعد بالمستقبل وتراهن عليه، وتفكر من أجله وتخطط له، وكان يكفي أن نشاهد جموعها الشبابية بملابسهم البرتقالية يعملون كخلايا النحل في حملاتها الانتخابية، يوزعون الطعام على الحضور ويرتبون الكراسي وينظمون حركة السير خارج المقرات الانتخابية، يصممون مقاطع الفيديو المؤثرة على اليوتيوب ويملأون الـ»فيسبوك» بالأخبار الوعدية الطازجة، ويحيون فجر ليلة نتائج الانتخابات بالهتافات الحماسية المشتعلة. كلهم ينادون بمستقبل دون طائفية، تماماً مثلما تتمنى محدثتي البحرينية الخمسينية
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2984 - السبت 06 نوفمبر 2010م الموافق 30 ذي القعدة 1431هـ
أخت ندى ..
نعم .. سياسياً محنكة جدّاً تلكَ الوعد وهي دائماً على الخط .. ونحنُ مقدّرون ذلكَ لها ..
ونعم .. يدخلون كلّ أربع سنين وهم يعلمون بأنّهم سيخسرون ليسَ من أجل الحصول على كرسيّ برلمانيّ بلْ لأجل إيصَال كلمَة إلى السّمَاء بأنّ "بسنا فساد" وإلى ما شاكل ..
لكِنْ .. الأفكَار الغير سياسيّة أبدَاً غير محنّكَة للجمعيّة .. فهيَ تبثّ سمومَاً عقائديّة بينَ الشّباب .. وتلكَ هيَ المشكلة التِي يُخاف منها !!
فيُرْجَى أخذ كلّ الجوانِب قبل كتابَة أيّ موضُوع وبثّه !
سلِمْت ...
البنور
تُشكري على الكلام الطيب واللبيب
تسلمين ويسلم قلمك
لك منى تصفيق حار :)
هذه الجملة أعجبتني
جميعنا يعرف وعد وشرفائها، وشكراً لطرح الموضوع، ولكن هذه الجملة أعجبتني كثيراً ( كالوفاق مثلاً التي لا تتوانى عن خوض الانتخابات بوجوه مغمورة تعرف أن تيارها سيضمن لها الفوز) ،وليعلم هؤلاء المغمورون أو المعروفون أننا لم ننتخبهم لأنهم أكفاء أو أهل لحمل هذه المسئولية، لا، إنتخبناهم فقط لأن الوفاق رشحتهم وهذه حقيقة هم يعرفونها جيداً ، وكما قال أحد المبتلين مثلنا بحب الوفاق( الوفاق لو رشحت سنّور بعد بننتخبه)
شكرا ندى الوادي
شكرا اختي ندى الوادي على قلمك الحر - أنا من مناصري الوفاق ، ولكن بعد الأربع سنوات العجاف أصبحت من مناصري الوفاق وعد لأن الوفاق لا يمكنها فعل شيء بدون التحالف مع وعد لذلك نطالب سماحة الشيخ علي سلمان دام ظله الشريخ بأن يدخل احد مرشحي وعد إن لم يكن كلهم في نيابي 2014.
لا للطائفيه
وعد وعدتنا بالنصر والنصر قريب باذن الله
واخوان سنه وشيعه وهذا الوطن ما نبيعه
فرسان وعد البواسل
الف تحية ألف شكر لفرسان وعد سامي سيادي الذي ساد أجواء المحرق بخدمته للشعب وابراهيم شريف الذي أبهر الحضور بتحليله المالي والإقتصادي أما المنيرة فخرو فقد أنارت سماء البحرين بصبرها وجلدها فلكم الله يا فرسان الوعد - سوف يسطر التأريخ نضالكم السياسي بأحرف من نور ، أما من قبل بتقاعد النواب والسيارات الفارهة فسوف تغضب عليهم الأجيال لأنهم لم يثبتو الصد والمصداقية.
اعزي الشعب البحريني لعدم دخول فرسان وعد لأن الشعب هو الخاسر الأكبر.
احمد الشملان واستاذمحمد حسين نصرالله
اختي بنت الوادي هل جمعية وعد هي الجمعيه الوحيدة الغيرطائفيه ماذا عن المنبرالتقدمي الذي بينه جميع اطياف المجتمع البحريني من سنة وشيعه وعرب وعجم وهوله هل هذه جمعيه طائفيه
المستقبل يحتاج الى الشباب
مع احترامنا لكبار الوعديين اذا كانوا ينظرون الى المستقبل، وهم كذلك ، فيجب عليهم خلق عناصر جديدة للمستقبل ، وما فعلته الوفاق في الدفع بعناصر شبابية هو عين الصواب.
وشكرا لندى الوادي
لذلك وببساطة لم تفز "وعد"
لذلك وببساطة لم تفز "وعد"
لم يريدوها ان تصل لانها ليست طائفية
لانها لا تفرق بين السنة والشيعة
لانها تقف مع الحق أياً كان صاحبه
الاخ خالد الشامخ
اخي الفاضل كيف تسمح لنفسك بان تشبه اخوان لك في الخلقه والدين والوطن بالخمر النجس المحرم!! وكيف تنشر الوسط مثل ذلك ؟
لماذا
لم اسمع يوما خطابا للامين العام للوفاق بنبرة طائفية او اقصائية
فلم تلبسونهم عباءة هم لايلبسونها
فوعد والوفاق توجههم وطني
وتحالف وعد معها على اساس وطني
أبن المصلي
أختي ندى الوادي اسعد الله اوقاتك لاشك ولاريب بأن وعد دخلت قلوب الناس بطرحها الذي يلامس الأنسان البحريني الأصيل ومشاكله الكثيرة والتي تنؤ عن حملها الجبال الراسيات والذي عجز الصبر عن صبره وعد حاكت الأنسان البحريني بكل اطيافه وبدون انحياز لطرف دون طرف عل حساب أنتمائه المذهبي وهذا عند وعد باطل لايجوز التعاطي معه على الأطلاق المعيار هو الذوبان في حب الوطن وحب الوطن له عدة معايير والمعيار الأول عند وعد كشف ومحاربة الفساد والظلم بجرءه قد لاتجدها في اي جمعية سياسية ومن هذا المنطلق ذخلت قلوب المحرومين
متى تقام فاعلية وعد والجماهير في عراد ، اى من الاخوان لديه دراية يفيدنا
متى تقام فاعلية وعد والجماهير في عراد ، اى من الاخوان لديه دراية يفيدنا ؟؟ نحن ننتظر تلك الفعالية وشكرا للجميع .
نون
وشفيها العباءة يا (11)
تسلمي يا بنت الوادي
تسلم إيدك ويسلم هالقلم والدنيا مازالت بخير بوجود كتاب أمثالك
اسألي العباءة
وعد بلا طائفية !!! " من قال " اسالي العباءة التي لبستها الدكتورة منيرة فخرو اثناء حملتها الانتخابية وسوف ياتيك الجواب يا اخت ندى
وعد للمستقبل
ما حققته وعد وقت الانتخابات يجب ان يستثمر بشكل يثبت الجماهيريةالتي اكتسبتها.
آن الاوان لجلسة تحدد فيها الملفات التي تلتقي وعد والوفاق والملفات التي فيهل يختلفان..
خالد الشامخ : ولكن !!!!
قد تكون وعد غير طائفيه ..ولكن ..تحالفت ووضعت يدها مع الطائفيين ...وينطبق عليها ما ينطبق علي تحريم الخمر و جليسه ..
وعد في الانتخابات
الاخت ندى ...ان وعد تصرف وتخسر وتعلن وهم عارفين ماراح يفوزون ..
الغريبه انهم مصرين رغم انهم يعرفون ان راح ياخدون معاش تقاعدي وراح يحصلون بدلات للمهمات الرسميه والسيارات غصب عنهم بتوصل عند بيبانهم وبيوتهم ومع ذلك هم ضد ذلك
الافضل لهم ان يضلوا خارج البرلمان اذا هم جادين جدا في شعاراتهم ومبادئهم لا ن الدخول للبرلمان معناة التمتع بكل ماذكر ... واللافضل لهم العمل مع الناس بدون الدخول للبرلمان ...
احن في وادي مع ندى الوادي
نشكرك اخت ندى على هذا المقال، ولكن الاجدر بكي ان تذكري انجازات الوفاق ولا يمكن لكي ان تقارنين بين جمعيه لها ثقلها في المجتمع مع جمعيه تحاول الوصول حتى على مقعد واحد.
ديتنا نحميها هذا شعارنا
وعد على راسي.. لكن
لازم تدخلون الوفاق يعني؟
وعد إسمها فيها
نعم كل يوم وعد تضرب لنا أروع المُثل في خوض الإنتخابات بنزاهة فائقة تسطرها على أرض الواقع وبإطروحاتها التي تتبناها بعيداً عن الفتن الطائفية البغيضه فأين الوفاق والأصالة والمنبر عنها هل هم نائمون مافاز إلا النوم
ameen
GOD BLESS .. Read and clap !!
مقال جمييييييييل
من اجمل ما قرأت لك يا ندى الوادي.
شكراُ يا ندى
نعم وعد دخلت القلوب يا ندى القلوب
للاسف اختي
عندنا في البحرين الطائفيه اشكال وليس الدين و المدهب محورها في بعض الاحيان حتي القوميه و القبليه و المناطقيه واي اديولوجيه تعتبر طائفيه عندنا وفي النهايه تسقط معضمها امام المال السياسي القدر فهل يعطنا اليعض تفسير لمن دافع عن دكتاتوز مثل صدام واقام له التعازي او من يدافع عن السلطه بوجه الشعب المستضعف