العدد 3002 - الأربعاء 24 نوفمبر 2010م الموافق 18 ذي الحجة 1431هـ

طارئون في وطني البحرين

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

«لو يرجع الزمن بنا إلى أيام أحمد العمران لكان خيراً لنا فقد كانت البساطة والطهارة والنقاء (...) أما الآن فوجب علينا الصمت وانتهى المطاف... آه يا وطني كلما تذكرت القديم تسيل الدموع غزيرة كانت المدارس طاهرة مدرسوها طاهرين مدراؤها طاهرين طلابها طاهرين مناهجها طاهرة والآن علينا أن نسكت».

هذا التعليق النابع من القلب والذي كتبه أحد القراء معلقاً على إحدى مقالات «الوسط» في عدد الأمس، هو تعليق يلامس الواقع ويتكلم عن ملامح تحدث في جزئيات مختلفة من مشهدنا البحريني. فالبحرين ليست كالأمس، فأكثر الأشياء تغيرت، كما تغيرت كثير من النفوس والأحوال، بدءاً من مدارسنا وصولاً إلى شوارعنا.

ففي كل مرة نجول شوارع البحرين ومناطقها، نجدها تختلف عما كنا نتأمل أن نراها في ماضي الأيام، وهي في الوقت نفسه ليست كما وصفها لنا آباؤنا وأجدادنا، ويتبع عدم التشابه هذا، عدد غير قليل من سلوكيات وطبائع البحريني التي تغيرت وأصبحت أكثر حدة بسبب المتغيرات السياسية والاقتصادية التي صاحبت تغييراً في نظرته لمجريات حياته اليومية والمطالب التي يأمل في تحقيقها من أجل مستقبل آمن له ولباقي الأجيال من بعده.

وعندما تجول في أزقة المنامة القديمة وصولاً إلى ضواحي المنامة مثل العدلية والقفول، بالتأكيد ستشعرك بنوع من الحنين إلى ماضي هذه المناطق التي لطالما التصقت بها ذاكرة الطفولة وذكريات حياة العوائل والأسر المعروفة من أهل المنامة التي سكنت هذه الضواحي التي تحولت بمرور الوقت إلى أماكن تضج بالزحمة والضجيج وأيضاً بقلة النظافة وفقدان الهوية البحرينية.

ناس كثر وأجناس أكثر ومشاكل عديدة وطارئون بلا هوية يزدادون دون توقف في بلد يعشقه من ينتمي إليه.

للأسف بدأنا نفقد جوانب من قيمة الانتماء في ظل تكاثر أشخاص لا يعرفون عن البحرين شيئاً، ويدعون معرفتهم بها وكأنهم تناسلوا في فرجانها وأزقتها الضيقة. هؤلاء يتصورون أن بإمكانهم إلغاء معايير المواطنة واستبدالها بمعايير المتاجرة على حساب أهل البحرين.

البعض يتغنى بالبحرين كجزء من بحثه عن لقمة العيش، دون أن يعرف أن المواطنة تعني الجذور وما تمثله من ذكريات وصور محفورة في ذات الإنسان وماضيه بكل ما يمثله من عائلة، وأصدقاء، وأماكن تتجسد صورها في عقل من عاشها بحلوها ومرها. فالبحرين - وأي بلد آخر - لن يكون وطناً إلا لمن نبت أصله فيه، وساهم في بنائه وصار جزءاً من نسيجه المجتمعي.

لكن عندما تفقد الأماكن والشوارع هويتها، نجد حينها أن هناك طارئين يتكاثرون ليجعلوا من وطننا بقرة حلوباً للعيش والترزق، والمزايدة على أهلها في أكثر من موقع أو مناسبة على حساب المواطن وبعبارة تبدأ «نحن» لا « أنتم».

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3002 - الأربعاء 24 نوفمبر 2010م الموافق 18 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:10 ص

      إلى نواب الشعب

      اعيدو النظر في المادة (6) من قانون الجنسية.

    • زائر 7 | 4:57 ص

      نحن وهم

      يتكلمون عن أعطاء وعطاء يتصدقون على المواطن الاصيل مهندسون ومستويات لا أدري من أين اتو بشهاداتهم أدا تحدثوا مع الناس يتحدثون بأدب ولكن أفكارهم أشد من أبليس تكلمهم عن عمل ابنائنا في الدفاع فيقول هدا مكان خطر وعن الداخلية هدا أخطر والتربية تخربون اولادنا وثقافتهم
      الكهرباء الاجنبي أضمن يمكن أقطعون الكهرباء والله هدا التفكير لايصدر الا من نفس مريضة مهما كان مستواهم

    • زائر 5 | 3:17 ص

      بحريني

      شهد لي الاشقاء الخلجيين بالطيبة وشهد لي العالم بالصدق والوفاء والابتسامة .
      وهل تنسلخ الروح من الجسد الا بعد الموت فلو فارقتني الروح فطباعي لن تفارقني ما تغيرت ولكن زماني تغير .

    • زائر 4 | 2:20 ص

      ABEEM

      THE GOD HELP YOU SISTER REEM TEARS DO SOME THINGS ..BECAUSE EVRY DAY ENCREAS OUR PRESURE

    • زائر 3 | 1:58 ص

      مازن البحراني

      يا سيدتي انا من كتبت التعليق اسمي : مازن البحراني اتمنى لو انضم الى جريدتكم الغراء تحياتي يا وسط

    • زائر 2 | 11:13 م

      سبعة الآف سنة حضارة

      نحن عمرنا سبعة الآف سنة من حضارة تايلوس الى حضارة دلمون نحن من ابتكر الشراع المثلث وابحرنا الى بلاد الهند والسند نحن من دفن اباءنا واجدادنا في التربية البحرينة الطاهرة ومن ليس له لهم قبر في هذا البلد ليس لهم مكان ويوما ما سيرحلون شاءوا أم أبو ,

    • زائر 1 | 9:28 م

      30 عاما مختبئا وفجأة يقول وطني وطني

      لا نعلم بعض الشخصيات تلك من أين أتت ،،، كل هذه السنوات هم مختبئين وفجأة يفاجئون المواطن ويدقون عليه تلفونات وزيارات ... وطني وطني أحبك يا وطني ,,, هم يتلونون حسب المصلحة وهؤلاء فئة ( الحرباء ) مصالحهم الشخصية فوق كل شىء والا أين هم من قبل ومن أين أتوا ؟

اقرأ ايضاً