العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ

«القاعدة»... ورقصة الموت!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

الأمن في المملكة العربية السعودية أثبت قدرته الكبيرة على تتبع أعمال «القاعدة»، كما أثبت قدرته على احتواء كل تحركاتها سواءً أكانت هذه التحركات داخل المملكة أم خارجها.

ولعل قيام أجهزة الأمن في السعودية بالقبض على 149 شخصاً متهمين بالانتماء لتنظيم «القاعدة» أو فكرها التكفيري دليل جيد على يقظة رجال الأمن، كما أن لهذه الأجهزة جهوداً سابقة موفقة، ولا ننسى جهدها في اكتشاف الطرود المفخخة التي كانت في طريقها إلى أميركا وبعض دول أوروبا.

بيان وزارة الداخلية السعودية ذكر أن الذي تم القبض عليهم كانوا يخططون لاستهداف رجال الأمن وبعض الإعلاميين! هذا التحديد لنوعية المستهدفين يطرح سؤالاً في غاية الأهمية وهو: لماذا هذان الصنفان فقط؟! وما علاقة بعض الكتاب ضمن أهداف القاعدة؟!

أتفهم موضوع استهداف رجال الأمن وذلك لأن هؤلاء هم الذين يلاحقون رجال القاعدة، وقد يظن «القاعديون» أن هذا الاستهداف قد يفت في عضد رجال الأمن ويحد من تحركاتهم ضد القاعدة... وهذا كما هو معروف اعتقاد في غير محله، وقد أثبتت السنوات الماضية صحة ما أقول.

ولكن ماذا عن رجال الإعلام، وما الفائدة من استهدافهم؟! لقد كتبت أكثر من مرة أن بعض كتاب الصحف في السعودية يثيرون مشاعر سائر الناس بنوعية ما يكتبون؛ فهؤلاء جعلوا ديدنهم الهجوم على المناهج الدينية في السعودية، وكذلك الهجوم على كل المناشط الإسلامية.

فهؤلاء كلما رأوا حدثاً سيئاً في السعودية ربطوا سبب حدوثه بالمناهج الإسلامية أو بالمناشط الدعوية، وطالبوا بإعادة النظر في هذه المناشط، ومنعها بالكلية، لأن هذا المنع - كما يقولون - هو الذي سيمنع كل أعمال العنف والإرهاب في السعودية!

وربما لا أبالغ إذا قلت إنهم لو سمعوا أن هناك زلزالاً في اليابان - مثلاً - لقالوا: إن المناهج الدينية في السعودية هي السبب في ذلك الزلزال!

هذا النوع من الكتاب يدّعون الوطنية، وحب الوطن، وكأنهم يعتقدون أن كل وزراء التعليم في السعودية لا يحبون وطنهم، ولا يعرفون طبيعة المناهج التي تدرس للطلاب والطالبات في المدارس.

إن اعترافات المقبوض عليهم - بحسب بيان الناطق الرسمي باسم الداخلية - يؤكد أن مثل تلك المقولات التي تتبناها طائفة من الكتاب السعوديين هي التي تثير عامة الناس فضلاً عن غيرهم، وهي - بالتالي - التي تسهل لأصحاب الفكر المتطرف أن يقنعوا بعض الشباب بتبني هذا الفكر المتطرف من خلال إقناعهم بسوء ما يكتبه هؤلاء، وتصادمه مع ثوابت الدين والوطن.

وليت هؤلاء يدركون فظاعة ما يكتبون فلا يساهمون مع المتطرفين في إنشاء جيل من الشباب يتبنى هذا الفكر المنحرف.

أعود إلى القاعدة وأفكارها التي أرى أنها على وشك الزوال، فالقاعدة - كما أعرف - بنت مكانتها على مقاومة الاحتلال، وهذا شيء يتفق معهم فيه الكثيرون، لكن هؤلاء عندما انحرفوا عن ذلك الهدف وبدأوا يقتلون الأبرياء سواءً في العراق أو مصر أو المغرب، فضلاً عن السعودية وبعض الدول العربية، عندها بدأ الناس يستشعرون أن هذا العمل لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد، وبعدها أدركوا - أيضاً - أن هذه الأفكار بعيدة جداً عن الإسلام.

ومن الأعمال التي تدل على تخبط القاعدة، وقرب زوالها قتلهم للنصارى في العراق، وتهديدهم لأقباط مصر! ويحار المرء ما علاقة هذا الفعل القبيح بالإسلام؟!

إن هذا التخبط وفي كل مكان يوحي أن لحظة الاحتضار باتت قريبة، وأن ما نراه من تخبط هنا أو هناك إنما هو من رقصة الموت التي نراها عند الديكة في لحظات عمرها الأخيرة!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3007 - الإثنين 29 نوفمبر 2010م الموافق 23 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:35 ص

      التفريخ العقيم للفكر السقيم

      لا أدري من أين استوحى المنظر لهذا الفكر أطروحته التي بنى عليها! الدين الإسلامي بعيد كل البعد عن الفكر الذي تتبناه القاعدة ولا علاقة للدين بما هو يزخر في نفوس هؤلاء الناس
      أكثر ما يميّز ديننا هي مسألة التسامح وبعد أن قويت شوكة الدين نزل قوله تعالى (لا إكراه في الدين) فربّ العزة والجلال يريد قلوبا منصاعة ولا يريد أجسادا مقهورة فلا جزاء ولا أجر لشخص يقهر على العبادة
      وهذه الفئة لها أفكار غريبة في طرحها وأيدلوجيتها
      غريبة عن كل الأديان والمشكلة أنهم يتسلطوا عىل أدمغة البسطاء من الناس

    • زائر 3 | 1:03 ص

      الاعلاميون

      لماذا يستهدف القاعديون الاعلاميين الحقيقة أن هناك مجموعة من الاعلاميين السعوديين يكرهون الاسلام ويهجمون ثوابت الدين وهؤلاء هم من يساهم في صناعة القاعدة وكل المتطرفين ولهذا السبب ينتشر التطرف بسببهم

    • زائر 1 | 12:52 ص

      الحقيقة

      كثرة الاعداد التي يتم القبض عليها تثير الشكوك وعدم محاكمة المقبوض عليهم تثير الشك كذلك

اقرأ ايضاً