العدد 3026 - السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ

برلمان 2011... «وابتدأ المشوار»

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

أتمنى أن يقرأ أعضاء برلماننا البحريني الجديد بغرفتيه المنتخبة والمعينة وخصوصاً من ذوي الدماء الجديدة الذين لم يسرِ فيروس الروتين البرلماني في عروقهم بعد، الكتاب الصادر في العام الماضي بعنوان «كتاب الخمسة» لمؤلفه الأميركي دان زادرا. فكتاب «الخمسة» أو 5 باللغة الإنجليزية يضع القارئ في مواجهة مع خمسة سنوات مقبلة من حياته يمكن أن تمر كغيرها، ويمكن أيضاً أن تكون من أفضل السنوات «الانقلابية» التي تحدث منعطفات رئيسية في مساره الحياتي المعتاد.

وبحسب النظرية التي يتبناها الكتاب قد نشهد دور انعقاد جديد حافل بما هو جديد ومختلف، وقد يكرر هذا الدور ما سبقه مما لا يرتجى معه حدوث أي تغيير.

وباتباع عدد من التقاليد الجديدة غير المألوفة قد يعطي البرلمان الجديد حقنة كبيرة الفاعلية للعمل السياسي في البحرين قد تنعشه حياته، فما أحوجنا إلى دخول منعطف تغييري جديد وحقيقي في مسار العمل البرلماني بعد دوري انعقاد تحقق فيهما ما تحقق، وظل الباقي - وهو كثير - يراوح مكانه تحت أعذار مختلفة.

من أجمل الأسئلة التي يطرحها كتاب الخمسة على قارئه: متى كانت آخر مرة فعلت فيها شيئاً ما لأول مرة في حياتك؟

على الصعيد الشخصي قد تصيبك إجابتك عن هذا السؤال بصدمة كبيرة، فعلى الأرجح ستكتشف أنك تتشابه مع الكثيرين غيرك ممن خلقوا لحياتهم روتيناً سجنوا أنفسهم بين قضبانه فلا يقومون بشيء جديد إلا لماماً، فهم يأكلون الأكل نفسه، ويسلكون الطرق نفسها ليمارسوا العمل نفسه، ويتحدثون مع الناس أنفسهم حول المواضيع نفسها، ولأنهم لا يشعرون بهذا الحبس الاختياري الذي سجنوا أنفسهم بين أضلاعه فمن النادر أن تجدهم ينتفضون على واقعهم، أو يغيرونه.

التجربة البرلمانية البحرينية بلاعبيها المكررين وقواعد لعبتها المرئية وغير المرئية نفسها وقعت أو تكاد أن تقع بدورها في نفس المطب... الحبس الاختياري «للروتين أو العرف» البرلماني الذي قد يكون جيداً تنظيمياً، لكنه يتحول مع الوقت إلى محرقة للتقدم والإبداع والإنجاز في العمل البرلماني.

نتمنى أن تختفي أسئلة الوزراء التي لا طائل من ورائها، وردود الوزراء الجاهزة. أن يختفي السيل الهادر من الاقتراحات برغبة والمشاريع بقوانين التي تطرح لزيادة عدد حصيلة عمل هذه الكتلة أو تلك في نهاية دور الانعقاد، والتي يسقط كثير منها لسبب أو لآخر، بحيث يتم التركيز على المضمون، وما يمكن أن يتم إنجازه بالفعل حتى لو كان في ملف أو ملفين حيويين من الملفات الملحة والمكررة.

نتمنى أن يتحدى البرلمان نفسه ويقدم شيئاً جديداً وحقيقياً ومفيداً ويسير معه حتى النهاية ليوصله إلى بر الأمان.

نتمنى أن تتغير الأعراف من تقديم اقتراحات مكرورة ومناكفات ومزايدات سياسية لا طائل وراءها، وأخذ وردّ لا يأتي في نهايته إلا بمحصلة تغيير بسيطة جداً ومحدودة للغاية.

نتمنى أن تتطور البيئة المساعدة للبرلمان على أداء عمله سواء من خلال تعامل السلطة معه أو الجهاز التنفيذي بأكمله لكي تكون السنوات الأربع المقبلة مختلفة بشكل حقيقي وليس صورياً.

كلها أمنيات تغييرها بيد اللاعبين الذين اتخذوا اليوم مواقعهم واستعدوا لركل الكرة وإرسالها بينهم، أما الجمهور فعيونه على الشباك ينتظر أن تهتز بالأهداف، فمهما كان تكتيك اللعب أو سرعة اللاعبين، قد تقتل حركة واحدة تحقيق الهدف، وتحترق أعصاب الجمهور كمداً في مباراة تدور فيها الكرة دون أهداف.

لقد ابتدأ مشوار البرلمان الجديد، وآه يا خوفي من آخر المشوار..

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 3026 - السبت 18 ديسمبر 2010م الموافق 12 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:15 ص

      تيتي تيتي

      تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي هذا هو البرلمان

اقرأ ايضاً