العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ

قطر في ورشة عمل لـ 12 سنة قادمة

حمزة عليان comments [at] alwasatnews.com

.

صحافي من الكويت اتصل هاتفياً بمدير المدينة التعليمية في قطر ليطلب منه موعداً لإجراء حديث معه عن الجامعات أجابه بكلمتين «كلمني بعد 2022»... !

من الآن ولـ 12 سنة قادمة ستعيش قطر حال «ورشة عمل» دائمة بعد فوزها على الولايات المتحدة الأميركية الدولة العظمى الأولى في العالم بـ 14 صوتاً مقابل 8 أصوات لاستضافة بطولة كأس العالم...

ومن الآن ولسنوات قادمة ستتعرض هذه الدولة الخليجية الصغيرة إلى حملات وربما فتح جبهات ستنزل عليها «دون احم ولا دستور» حاملة معها، قضايا الحريات، وحقوق الإنسان، والأقليات والحرية الدينية، وهؤلاء المتضررون من نجاحها بتنظيم أهم حدث كروي عالمي سيتربصون لها في كل صغيرة وكبيرة، بغية إحراجها وإظهارها بالدولة التي تخرق حقوق الإنسان وبأنها خارج الفلك الديمقراطي الذي يعيش فيه الغرب المتمدن...

المتضررون من صعود قطر إلى الدرجات العليا من السلم قد تجمعهم «المصيبة» فالحساد ينتظرون إشارة البدء للمشاركة بالتشفي والتشويه، فهم على عداوة دائمة مع المتميزين، سواء في المجال الرياضي أو في غيره...

لن يكون مستغرباً في القادم من الأيام والأشهر أن تقع الأعين على ما يسمى بحملات الإثارة والفضائح وحتى النكات التي أخذت تتناقل بين أهل البيت وبما يشبه إبداء السخرية مما حصل، على غرار ما وصلني على هاتفي النقال وآخر خبر مفاده أنه «بعد استضافتها للأسياد وكأس آسيا فوزه باستضافة بطولة كأس العالم، قطر تقدم ملفها لاستضافة موسم الحج العام 2015»...

أياً كانت التوقعات، «فالعنابي» وهو اللون الذي لبسته قطر أقلع بسلام وهو يتجه الآن إلى الهدف الذي خطط له بانتظار وصوله سالماً ومعافى، وبعدما تغلبوا على شروط حالة الطقس ودرجات الحرارة ومستوى التجهيزات والبنية التحتية، هم الآن في مرحلة العد العكسي، فلا وقت للمماحكات وفتح الجبهات الإعلامية للمناكفة والدخول في صراعات «القال والقيل»...

هذا الفوز بالتأكيد سيخدم قطر جيداً ويوفر لها أرضية مناسبة لتسويق نفسها، في كل المجالات، كمشروع صالح للاستثمار ولفرص عالية القيمة وسط نمو اقتصادي يصل إلى نسبة 16 في المئة الأمر الذي يجعل منه الاقتصاد الأسرع نمواً في الشرق الأوسط...

بداية الرحلة الساحرة والتي ستستغرق 12 سنة بالتمام والكمال ستحتوي على عناصر الإغراء والتسويق والدخول في لعبة الأسرع نمواً وكل مفردات اللغة العربية، التي سبق وإن استهلكتها إمارة دبي من قبل، كأطول شارع وأكبر ملعب، وأطول برج، وأكبر ميناء، إلى ما هنالك من استخدامات مختلفة بمقاييس الطول والعرض، والفخامة والإبهار...

المحلل المالي الأستاذ نضال الخولي يتوقع أن يبلغ حجم الأعمال والمشاريع الضخمة التي ستتم خلال 12 سنة، 300 مليار ريال أي نحو 82 مليار دولار أميركي في حديثه لصحيفة «الشرق» القطرية ومتوقعاً أن يرتفع مؤشر البورصة إلى نحو 10 آلاف نقطة في الأعوام المقبلة، مؤكداً أنها نتيجة طبيعية لأكبر حدث تشهده الدولة في تاريخها»...

الإقلاع من دول المنطقة المحيطة بقطر بدأ منذ اللحظات الأولى لحدث يوم السبت 4 ديسمبر/ أيلول 2010، فالكثير من رجال الأعمال وأصحاب البيزنيس أخذوا يحزمون حقائبهم للرحيل نحو الدوحة، «قبلة المال والأعمال»، ويومياً تسمع أن هناك عدد من أصحاب الرساميل ومكاتب الدعاية وأصحاب المطابع استقلوا أول طائرة لتحط بهم في عاصمة خامس دولة مصدرة للغاز في العالم و العائد ذاته الذي يتجاوز الـ 40 مليار دولار في السنة... وإلى ما هنالك من «مكاسب» لم يكن مخططاً لها أو هي في الحسبان من بعض تجار العقار الذين استثمروا في الدوحة بالملايين وجاء الوقت لتتضاعف أرباحهم عشرات المرات في لمح البصر...

صورة قطر أعادت للأذهان تجربة دبي وكأن ما يحصل فيها يحقق الشعار الذي قيل يوماً إنه رفع في عاصمة خليجية وهو «الكويت بالأمس ودبي اليوم وقطر غداً» وهو شعار يحتاج إلى تصحيح بعض الشيء، فالأقرب للحقيقة هو القول، إن الكويت تتحسر على أيام زمان وإن دبي برز نجمها بما فيه الكفاية وجاء اليوم الدور على قطر... هو شعار قد يجرح منه البعض لكنها الحقيقة التي لا مناص من الاعتراف بها، ويكفي زيارة واحدة لمدينة الدوحة، ليقارن الزائر هذه الدولة التي صنعت محطة «الجزيرة» وبكل اللغات التي تتحدث بها لتقوم بدور التسويق والتوظيف المناسبين للإقلاع بها، كيف كانت قبل 15 سنة وكيف هي اليوم، وماذا ستفعل غداً...

الصحافي الكويتي العائد منذ أيام من زيارة استطلاعية لعاصمة كأس العالم يروي كيف بدأت مظاهر سحب البساط من تحت أقدام إمارة دبي فقد ذهب إلى مكتب أحد التجار الكبار في الدوحة بغرض التعرف على الجوانب الاقتصادية وحركة التجارة القائمة، فإذا بأربع تجار إيرانيين يضعون محافظ السمسونايت إلى جانب الكراسي التي يجلسون عليها، ويفاجأ بعد نقاش لم يستمر طويلاً بسحب رزم من الدولارات وتقديمها لهذا التاجر القطري الذي يقوم بنقل البضائع القادمة من الصين واليابان من هناك وتوصيلها إلى موانئ إيران مباشرة دون تنزيلها، أي أن تجارة الترانزيت التي كانت دبي تستحوذ عليها مع إيران أخذت تنتقل إلى موانئ الدوحة بدلاً من جبل علي شيئاً فشيئاً وعلى وقع العقوبات الدولية المفروضة على طهران...

انطلاقة جديدة لدولة ناشطة بمساحة تزيد عن 11 ألف كيلومتر مربع قليلاً وبعدد سكان لا يتعدى الـ 400 ألف قطري، تحتاج إلى الاستفادة من تجربة الجيران وعدم الوقوع في نفس الأخطاء، فمن يركض يتعب بسرعة ويتوقف، ومن يمشي لا يتوقف فجأة بل يستمر بالتواصل...

من جديد قطر لبست «العنابي» وأقلعت... المهم ماذا بعد؟

إقرأ أيضا لـ "حمزة عليان "

العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:37 ص

      خلهم يتصيدون

      القطريين حالهم ممتاز هنيئا لهم وسدد الله خطاهم وزادهم من نعيمه ولاننسى وقفاته المشرفه بس لي عتاب ويش صار لو هل الفقاره صادو من عندكم سمكه مو احنه احوان انساعد بعضنه

    • زائر 1 | 12:41 ص

      • بهلول •

      إنها بلد آيل للنهوض
      بينما لانزال نعاني هنا من البيوت الآيلة للسقوط و الفساد المتعلق بها

اقرأ ايضاً