العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ

منتخبنا السؤال الصعب... والإجابة الأصعب

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

لعلها من المرات القليلة التي يبدو فيها طرح سؤال بشأن المطلوب وطموح منتخبنا الأول لكرة القدم من مشاركته المقبلة المنتظرة في كأس أمم آسيا 2011، أشبه باللغز الكبير الذي يصعب على كل فرد سواء المشجع العادي أو الإعلامي أو الرياضي طرحه الآن، بل والأصعب منه الحصول على الإجابة المنطقية الصريحة من القائمين على شئون المنتخب، وعلى ضوء ذلك لا أعلم حتى الآن وغيري كثيرون ما هو المطلوب فعلاً من المنتخب في البطولة الآسيوية!

فمن الصعب أن نتحدث في هذا التوقيت عن تحقيق كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخنا ونحن ندرك أن أقصى ما بلغناه ونحن في أفضل حالاتنا مع «منتخب الطفرة 2004» هو المركز الرابع والذي مازلت أراهن على أننا في تلك البطولة أهدرنا فرصة تاريخية لن تتكرر بعدما كنا قاب قوسين أو أدنى من العبور إلى النهائي من خلال مباراة اليابان وخسرناها واكتفينا يومها باللعب على المركز الرابع الآسيوي والذي نظرنا إليه بمثابة الإنجاز قياساً بوضع مشاركاتنا الآسيوية السابقة والتالية، وحتى لو ذهبنا إلى منحى المفاجآت والأحلام والتمنيات - مثلما يقول لاعب منتخبنا فوزي عايش على غرار فوز العراق باللقب 2007 - فإن ذلك قد يكون صعبا أيضاً في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأحمر حالياً وأبرزها شبح الإصابات التي أطل علينا بصورة لم نعهدها من قبل وأطاح بعدد من نجوم منتخبنا بدءاً بسيدمحمد عدنان وحسين سلمان والآن محمد سالمين وسلمان عيسى، وبالتالي لا نعرف الصورة التي سيكون عليها الأحمر في المعترك الآسيوي.

وشخصياً، ودون أي تعاطف ومجاملة مع مدرب منتخبنا الكابتن سلمان شريدة، أرى أن ظروف المرحلة التي تسلم فيها قيادة تدريب المنتخب الأول للمرة الأولى (3 أشهر) لم تخدمه بتاتاً فجميع الظروف تسير عكسية الأمر الذي يصعب عليه تحقيق النجاح المطلوب الذي يمكننا من خلالها الحكم على نجاح تجربة المدرب الوطني، وهنا أذكر أن غالبية المدربين الأجانب المشهورين والمحترفين الذين عملوا مع منتخبنا في السنوات الأخيرة كانوا يتعذرون بغياب أي لاعب عند خسارة المنتخب في أية مباراة، لكن في الوقت نفسه علي شريدة أيضاَ تحمل عبء المسئولية التي تحملها طالما أن المقياس في كرة القدم بات مرتبطاً بنتائج المباريات والبطولات أكثر من أي مقياس آخر.

وفي الكثير من مشاركاتنا سواء في تصفيات كأس آسيا أو كأس العالم في السنوات الأخيرة كان الأحمر يقوم بـ «طلعات» يتفوق بها على «كبار القوم» في آسيا ويقارعهم بل ويتفوق عليهم، ومثلما ذكر لي أحد الإعلاميين الزملاء الخليجيين أن منتخب البحرين أصبح لغزاً لا تعرف في أية بطولة يدخلها ماذا سيفعل فيها مستشهداً بكأس آسيا 2004 وتصفيات مونديالي 2006 و2010، لكن هذه المرة تبدو أن ظروفكم وصعوباتكم أكبر من قدراتكم وطموحاتكم.

وعموماً، نحن أمام واقع التحدي الآسيوي ولا مجال لوضع «اليد على الخد» والاستسلام أمام أقوياء آسيا لكن يجب زرع روح التحدي والقتالية والثقة بالنفس داخل اللاعبين لإدراكي أن البطولة المنتظرة أصبحت بأقدام وروح لاعبي الأحمر أكثر، ما هي في حسابات الكابتن شريدة ومساعديه في ظل الظروف المحيطة بالمنتخب.

الواضح أن حال منتخبنا في البطولة الآسيوية أصبح كالمركب الذي يصارع أمواجاً هائجة في عرض البحر ولا يعرف بأي اتجاه سيسير به «النواخذة» بعدما أصبحت الأمواج أقوى وأصعب كلما اقتربت ساعات انطلاقة البطولة، لأعود للتذكير بالسؤال الصعب والبحث عن الإجابة الأصعب في ماذا نريد من منتخبنا في كأس آسيا... هل نفكر في اللقب أم الظهور المشرف الذي لا نعرف حدوده ومداه بعد، أم ترك الأمر لظروف رحلة سفينة الأحمر وانتظار ما تسفر عنه المباريات لعلها تبتسم لنا على طريقة «إما صابت أو خابت»؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 3040 - السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:53 م

      التفكير في التغيير

      شكراً كابتن على التحليل الجميل .. و بصراحة نحن نرى الرياضة البحرينية من خلال ما تخطه اناملك .. و كلنا أمل أن يتغير الحال إلى الأفضل و ذلك عن طريق حل الإتحاد البحريني لكرة القدم فور إنتهاء مشاركة الأحمر في كأس آسيا القادم .

اقرأ ايضاً