العدد 3112 - الإثنين 14 مارس 2011م الموافق 09 ربيع الثاني 1432هـ

البحرين تموج في العتمة

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

أبسط ما يمكن التعبير عنه في مثل هذه الظروف أن البحرين تموج وسط عاصفة عاتية مغلفة بسحابة سوداء نتمنى أن تنقشع عاجلاً، فما يحدث من انقسام وتشظي لم يحصل قط في تاريخ هذا البلد، فحتى إبان الأزمة في فترة التسعينيات لم نشهد نقاط تفتيش مدنية لأفراد يحملون في أيديهم أسلحة بيضاء يستخدمونها كيفما شاءوا ضد الناس العزل، ولم نسمع عن سني توجس أو تخوف من تهجم شيعي أو العكس.

أبناء البحرين هم وحدهم من يدركون معنى الوحدة الوطنية والتآلف الاجتماعي، وهم الأحرص على أن لا ينقطع حبل الود والوئام بينهم.

البلاد تقف اليوم على مفترق طرق قد يؤدي بنا إلى شقاق يسعى لتكريسه البعض ممن يمتلكون أجندات مسبقة، وهم لا يمثلون السنة والشيعة بل يمثلون أنفسهم وأهواءهم الشخصية، وما يؤكد تأثيرهم واستماتتهم في تأصيل الخلاف المذهبي، هو تحركاتهم الاستفزازية الأخيرة التي غطت على دعوات كبار علماء الدين إلى التهدئة وحرمة دم وعرض المسلم على أخيه المسلم، فأمست لغة العصا هي السائدة.

لا نريد لبلدنا أن يغرق في نزاع طائفي يصعب ردم تصدعه، ولا نتمنى أن نصحو وقد غابت كل معالم الأمن من حياتنا التي اعتدناها، فلا نأمن على أنفسنا حين نخرج من بيوتنا ولا نعلم إن كنا سنعود إلى أهلنا أم لا.

على خطباء التحريض من على المنابر والقنوات التلفزيونية والإنترنت أن يتقوا الله في هذا الوطن وأن يبحثوا عن نقاط الالتقاء والاجتماع على كلمة واحدة يتحقق فيها الخير، فقد ولى زمن المصالح الشخصية وبات الوضع خطيراً جداً ولا يحتمل أي تخاذل أو تباطؤ في قول كلمة الحق، وليتذكروا أنهم مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى، وإن لم يتحركوا الآن لن ينفع الندم لاحقاً.

أما الإعلام المشوه الذي يمتهن الانحياز والإقصاء وإذكاء نار الطائفية نهاراً جهاراً، فمن واجب كل البحرينيين أن يصموا آذانهم وأعينهم عنه، فهو من بداية الأزمة ينثر الحطب على نار التأجيج ويخلق ملحمات افتراضية وينقل صوراً تعبر عن رغبة في إشعال الفتن، وهذا ما جرنا إلى مشهد مهاجمة محلات سوبر ماركت ومطاعم في مناطق متفرقة، وإطلاق قوائم مقاطعة لبعض الشركات ودعم لشركات أخرى.

حذرناً حالياً يجب أن يتركز على مجموعات تتعمد مهاجمة الناس في مناطقهم على أمل تشجيعهم على المواجهة ومن ثم تنتقل إلى مناطق أخرى محسوبة على طائفة ثانية، لنشر بذور النزاع الأهلي في أول مراحله، وبعد ذلك تجلس بعيداً لتراقب الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، تصفق وتزمر وهي تحصد الضحايا الواحد تلو الآخر، ليدخل البلد في ظلمة طالما كنا وعلى مدى عقود نحاول أن نتجنبها

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3112 - الإثنين 14 مارس 2011م الموافق 09 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:04 ص

      لا سنية لا شيعية كلنا ضد البلطجية

      ثق أيها الكاتب الكريم لا وجود لبوادر إنشقاق طائفي وإن كان الاعلام البحريني يسعى لذلك والله ولي التوفيق!!!!.

    • زائر 6 | 5:05 ص

      ارجو التحديد

      كنت أتمنى وبصراحة أن يكون للكاتب لديه من الجرأه أنه يحدد هؤلاء الذين لايمثلون السنة ولا الشيعة ويشعلون البلد .
      وتكون لديه الجرأة أن يحدد الفضائيات التي تلعب على وتر اذكاء نار الطائفية المقيتة
      دعني اقول وبصراحة ( المنار ، العالم وأل البيت )
      و ( وصال وصفا وغيرها )
      اتقوا الله في البحرين .
      وحسبى الله ونعم الوكيل

    • زائر 4 | 4:19 ص

      البحرين تموج فى العتمه

      ياريت اذاغة البحرين تسضيف ناس عدله مو ناس ....ماعندها الا تأجج

    • زائر 1 | 3:04 ص

      زهراءمحمد

      نريد من العقلاء ان يفهمو والفقها ء من السنة والشيعه ان يخطبو لتهدئة الا مر وليس لا اشعا له ومن تلفزيون البحرين ايضا الذي يشعل الفتن الطا ئفيه

اقرأ ايضاً