العدد 3157 - الجمعة 29 أبريل 2011م الموافق 26 جمادى الأولى 1432هـ

مدينة خضراء في قلب الصحراء

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

عالمياً، أصبحت مدينة «مصدر» الظبيانية أشهر من نار على علم في ميدان البيئة الخضراء والطاقات المتجددة، حيث جذبت الاستثمارات المالية في هذه المجالات أفكاراً إبداعية من مختلف دول العالم من أجل تهيئة الأرضية المناسبة لخلق نموذج إنساني لمجتمع لا يعتمد على الوقود الاحفوري.

مدينة مصدر استطاعت جذب أقلام العديد من الصحافيين المحترفين من خلال دعوتهم لمشاهدة الرؤية وهي تتحقق على أرض الواقع أو سماع الآراء الصحافية للنقد والاستفادة منها؛ فالإعلام جزء مهم من خطط تحقيق المشاريع العملاقة الرائدة.

في الفترة الأخيرة، قام كبير صحافيي الأخبار البيئية في «الغارديان» الإنجليزية جون فيدال بزيارة إلى مدينة مصدر الظبيانية وكتب مقالاً عن انطباعاته عن مدينة الطاقة بعنوان «مدينة مصدر - لمحة من المستقبل في الصحراء». في بداية المقال، كان هناك نبذة عن آخر تطورات المشروع الذي بدأ في العام 2006 حيث انتهت المرحلة الأولى بعد 3 سنوات من العمل المضني وبتكلفة بلغت 1.4 مليار دولار. خلال المرحلة الأولى من المشروع تم بناء 6 أبنية رئيسية، وشارع واحد، و101 شقة سكنية، ومكتبة عصرية إلكترونية ضخمة، وجامعة مختصة تسمى بمعهد مصدر. في المرحلة الثانية سيتتم إضافة 222 شقة وعدة شوارع ومحلات تسوق جديدة، بالإضافة إلى مقر الوكالة الدولية للطاقات المتجددة الذي تُقدر كلفته بـ 800 مليون دولار.

يُعتبر معهد مصدر فرعاً لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، حيث يحتل الأخير مرتبة الجامعة الثانية في العالم بعد جامعة هارفارد، وهذا الرباط مع الجامعة الأميركية، بالإضافة إلى الميزانية السنوية الضخمة، فتح المجال لمعهد مصدر القدرة على جذب الموارد البشرية الأكاديمية المتخصصة في مجال البيئة والمياه والطاقة وفتح المجال لهيئتها الأكاديمية وطلابها من الحصول على الخبرات اللازمة. حالياً، يتواجد في الجامعة 43 أكاديمياً و167 طالباً وهذا يتوافق مع رؤية ورسالة الجامعة التي تركز على تخريج علماء في التنمية المستدامة سواء في المجال البيئي أو الطاقة المتجددة بعد فتح باب الدراسات العليا سواء برامج الماجستير أو الدكتوراه. لاحظ جون فيدال أن جنسيات الكوادر البشرية والطلاب في الجامعة متنوعة، حيث أن متطلبات القبول تتفق مع متطلبات الجامعة الأميركية الأم وهذا يفتح المجال للتنافس للحصول على كراسي الدراسة المعدودة.

على الرغم من أن هناك تجارب علمية متطورة تجري على قدم وساق، فإن دراسة السلوك البشري تُعتبر إحدى الدراسات المميزة. على سبيل المثال، درجات الحرارة داخل المباني يتم تثبيتها على 24 درجة سلسيوس ما يؤدي طبيعياً إلى الاعتراض من ساكني المبنى المتعودين على درجة حرارة 16 سلسيوس، لكن يتم إقناعهم بهذا المنهج ويتم أيضاً تعليم السكان كيفية توفير الطاقة والمياه وخفض النفايات.

من المتوقع الانتهاء من مشروع مدينة مصدر في العام 2025 حيث سيبلغ سكانها نحو 40 ألفاً، وقد تغيرت الخطط عدة مرات بسبب ارتفاع الكلفة المادية والصعوبات الهندسية بسبب البيئة القاسية للظروف المناخية في دولة الإمارات العربية المتحدة... لكن كما عبّر أحد قاطني المدينة «نعيش في رواية خيال علمي»

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 3157 - الجمعة 29 أبريل 2011م الموافق 26 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً