العدد 3164 - الجمعة 06 مايو 2011م الموافق 03 جمادى الآخرة 1432هـ

السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

تقارير الأمم المتحدة تنذر بأن عدد سكان الكرة الأرضية سيصل إلى 7 مليارات في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل (2011م)، ومن المتوقع أن يستمر تصاعد الانفجار السكاني ليصل إلى 10 مليارات في نهاية هذا القرن (2100 ميلادي). لاشك أن هذه الأرقام مؤرقة بسبب الضغط المتوقع على الموارد الطبيعية، ومصادر الطاقة ، وتوفير الغذاء والماء، والعناية بالبيئة.

هذه المعضلات تتطلب التخطيط المسبق على المستوى المحلي والعالمي من قبل القيادات؛ فالفشل في هذا المضمار سيؤدي إلى عواقب وخيمة وخاصة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لذلك فهناك اهتمام غير مسبوق بمفردات جديدة دخلت الساحة الدولية مثل «الاستدامة».

بسبب هذه القضايا المتداخلة والمهمة فقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتسمية العام 2012 بـ «السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع»، وقد أقره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي في نهاية العام الماضي (2010)، حيث طالب بثورة في مجال الطاقة النظيفة، وجعل هذه الطاقات متوافرة بأسعار مناسبة للجميع. نستذكر في هذا المقال أمير الشعراء أحمد شوقي «وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا»، بالتالي فالثورة في مجال الطاقات النظيفة تتطلب العديد من التمهيد والأفكار الإبداعية؛ لذلك هناك استثمارات ضخمة في أقسام البحوث والتطوير في الجامعات الأكاديمية في مختلف دول العالم وشركات الطاقة العالمية للوصول إلى أسعار مناسبة لإنتاج الطاقة وزيادة كفاءة الأجهزة المستخدمة.

فعالية العام المقبل ستكون تحت رعاية مؤسسة الأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة للطاقة، ومؤسسة بلومبرغ للطاقات الجديدة، والعديد من المؤسسات العامة والخاصة. الأمم المتحدة أكدت أن الطاقة هي أوكسجين الحياة؛ فالإنسانية لا يمكنها أن تتطور اقتصادياً من دون استخدام الطاقة؛ فالثورة الصناعية بدأت مع استخدام الفحم الحجري، ومن ثم تطورت بعد اكتشاف حقول النفط والغاز الطبيعي.

هناك هدفان رئيسيان لاهتمام منظمة الأمم المتحدة بتنظيم هكذا فعالية، هما: زيادة الوعي من قبل الرأي العام بقضايا الطاقة، ومن ثم الضغط على الحكومات وشركات الطاقة من أجل إيجاد حلول عملية من أجل وصول جميع المجتمعات إلى استخدام أنواع مختلفة من الطاقات البديلة. الدراسات العلمية وجدت أن استخدام الطاقة سيزيد بنسبة 40 في المئة خلال العشرين سنة المقبلة وسيتركز معظم الاستخدام في الدول النامية حيث لايزال 1.6 مليار نسمة لا تصلهم الكهرباء، ومازال أكثر من 3 مليارات من البشر يعتمدون على الكتلة الحيوية من أجل الحصول على مستلزمات المعيشة اليومية كالطبخ والتدفئة.

بالنسبة إلى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي فالمطلوب زيادة التوعية بأهمية مواضيع الطاقة وكيفية المحافظة عليها؛ لأنه ليس هناك نقص في مصادر الطاقة من نفط وغاز، وثانياً هناك حاجة إلى الاهتمام باستخدام الطاقات المستدامة وخاصة الطاقة الشمسية، ليس بسبب الخوف من أفول شمس الطاقات الأحفورية، بل من أجل عدم التأخر التكنولوجي مع الأمم الأخرى؛ فالطاقات الأحفورية ستبقى ولعقود مقبلة

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 3164 - الجمعة 06 مايو 2011م الموافق 03 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً