لم يكن أشد المتفائلين يتوقع وصول فريقي الاتفاق والدير إلى نهائي دوري كبار اليد وسط الأحداث الأخيرة التي عاشتها مملكتنا الحبيبة، ووسط خبرة الفرق الأخرى وخصوصا النجمة الذي توقع له الكثيرون أن يأكل الخضر واليابس من بطولات ومسابقات اليد هذا الموسم وخصوصا بعد تعزيزاته الكبيرة من اللاعبين، إلا أن سواعد وأبناء قريتي الدراز والدير أثبتا قدرتهما على تحقيق المستحيل بالوصول إلى أبعد من الوصول إلى المباراة النهائية للدوري، بل وتقديم أفضل الصور والمستويات في المسابقة الاستثنائية هذا الموسم، مع تمنياتنا بمواصلة ذلك في المباراة النهائية والظهور بها في أفضل حلة.

أثبت الفريقان بلاعبيهما الشبان، أن كرة اليد ستكون على موعد مع أبطال جدد، وهو دليل على أن كرة اليد البحرينية ستؤول لا محال لأندية القرى التي بدأت تحصد ثمار نتاجها الصحيح وتكوين اللاعبين الأبطال، فمنتخب الناشئين يضم سلسلة طويلة من لاعبي القرى من الدراز والدير وحتى باربار الذين سيكون له الكلمة العليا في المستقبل القريب لو تحققت المسببات التي تجعلنا نقول هذا الكلام.

لا نبالغ إن قلنا إنّ أندية القرى إن بقت تحارب في الحفاظ على لاعبيها أمام المغريات المادية الكبيرة التي تسوقها الأندية الكبيرة، فإنها ستسحب البساط من أندية المدن أجلا أم عاجلا، وستحقق البطولات الكبرى كما يحدث لنادي باربار الذي أبقى لاعبيه محليا بارباريين، ولذلك واصل الفريق مسيره نحو البطولات بعد أعوام من الإعداد القوي لجيل كامل، وما العدد الكبير من لاعبي منتخب الناشئين إلا دليل قاطع على أن لاعبي القرى إن حصلوا على الدعم الكافي من المؤسسة العامّة للشباب والرياضة المعنية بالأمر- والذي نتمناه أيضا لفريقي الاتفاق والدير-، فإنّ أحلامهم لن تتوقف إلا بتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز.

نتمنى أن يظهر فريقا الاتفاق والدير الصورة الحقيقية لفرق القرى، وأن يظهر جمهورهما أيضا هذه الصورة إن كانت تنوي مساندة فريقها من على المدرجات، للدلالة على أن لهذه دور بارز في إثراء كرة اليد البحرينية.

محمد مهدي