العدد 3206 - الجمعة 17 يونيو 2011م الموافق 15 رجب 1432هـ

ثلاثية الحوار الناجحة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رافق خطاب الدعوة الذي وجهه رئيس مجلس النواب رئيس حوار التوافق الوطني خليفة الظهراني لمن وقع عليهم الاختيار للمشاركة في الحوار، تأكيد الظهراني، على دور عاهل البلاد في ذلك الحوار قائلاً «في مثل هذه المرحلة التاريخية المهمة، ينبغي أن تكون توجيهات جلالة الملك الأساس لحوار التوافق الوطني الذي سيعطي المشروع الإصلاحي دفعة جديدة نحو آفاق أرحب يتطلع إليها الجميع». بشكل مواز ومستقل، تطلع أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان - بعد أن طالب بحوار «يؤدي لإصلاح سياسي حقيقي»، نحو جلالة الملك كي يمارس «دوراً رئيساً في التحول إلى الملكية الدستورية».

تتوافق إرادة من أوكلت له مهمة رئاسة إدارة الحوار، مع تلك التي يأخذ بها أحد قادة المعارضة السياسية التي ستجلس إلى طاولة الحوار، على الدور المميز، والمصيري، الذي يمكن أن يمارسه عاهل البلاد كي يحقق الحوار الوطني الهدف السامي الذي سيعقد من أجله. وليس هناك من ينكر استعداد جلالته لتحمل هذه المسئولية، وممارسة ذلك الدور. ومن ثم فلم يكن أي من الاثنين على خطأ عندما اتفقا على أن جلالته هو العامل المشترك الذي بوسعه أن يقود البلاد، من خلال إنجاح الحوار، إلى شاطئ الأمان.

لذا يأتي هذا التوافق، كي يضع على عاتق جلالته مسئولية ضخمة، يأمل المواطن أن يقابلها استعداد رئيس الحوار والمعارضة على حمل ذات القدر من المسئولية، إن شاءا (الرئيس والمعارضة) إنجاح الحوار. وإن جاز لنا اعتبار الجرأة التي تمتع بها جلالته في إطلاق العنان للبدء بالحوار كمقياس على توافر نسبة عالية من تحمل تلك المسئولية، فإن إنجاز المهمة كاملة يصبح اليوم من مهمة الرئيس والمعارضة، على حدٍّ سواء.

وإذا ما اعتبرنا دور الرئيس ينصب، في نسبة عالية منه على الجوانب الإدارية، فلابد للمواطن من أن يتوقف عند دور المعارضة، التي يطمح ذلك المواطن أن يراها وقد أنضجتها تجربة أحداث 14 فبراير/ شباط 2011، وزودتها بالجرأة التي تحتاج إليها كي تبادر إلى المشاركة في جلسات الحوار الوطني. كما يتمنى ذلك المواطن أيضاً، أن تميز المعارضة، وهي مزودة بخبرة تلك الأحداث، الفرق بين المعارضة المسئولة البناءة، وتلك المناكفة المعيقة لأيِّ تقدم على طريق الحوار.

فكما يكرر الكثير من أطراف المعارضة «أنهم يتطلعون إلى حوار جاد»، يقود إلى نتائج مثمرة، كذلك جلالة الملك يتوخى أن تجلس إلى طاولة الحوار معارضة جادة مدركة لمسئوليتها التاريخية، التي هي وحدها، القادرة على الأخذ بيد البحرين، وانتشالها من المأزق السياسي الذي هي فيه اليوم.

من هنا فكما أن مقاطعة الحوار، بوضع شروط تسبق المشاركة فيه، سياسة أثبتت عدم جدواها، كذلك الأمر بالنسبة إلى المشاركة في الحوار، التي ينبغي أن تبتعد عن وضع العصي في عجلات خروجه بنتائج تمد المشروع الإصلاحي بالحيوية التي يحتاج إليها بعد مضي عقد من الزمان على إطلاقه.

تكامل أدوار هذه الثلاثية: العاهل، ورئيس الحوار، والمعارضة، وتنسيق خطواتها، هي الكفيلة بإنجاح الحوار

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3206 - الجمعة 17 يونيو 2011م الموافق 15 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 4:03 م

      كلام العقل

      اتفق معك استاذ عبيدلي وكلامك صحيح
      اننا نتطلع إلى ان يكون هناك حوار بناء حتى نخرج من الازمة التي عصفت البحرين
      حفظ الله البحرين

    • زائر 21 | 3:17 م

      وعد هي غصن الزيتون الذي سيحقق لنا السلام

      ستغرس غصون الزيتون في بلادي قريباً برفع القيد عن جمعية وعد لإنجاح الحوار وبالتالي سيعم بيننا السلام والتلاحم الوطني.

    • زائر 20 | 9:36 ص

      تجاهل المكون الاساسي للمجتمع

      لا اعرف لماذا يتجاهل الكاتب تجمع الوحدة الوطنية وهو المكون الاساسي للمجتمع البحريني وهو يأتي دوره قبل علي سلمان. كما ان الكاتب قام بتفسير بيان الظهراني تفسيرا جعله يتوافق مع علي سلمان وهو ليس كذلك ............

    • زائر 16 | 6:18 ص

      نعم لحوار شامل

      نعم لحوار شامل يلم كل مكونا واطياف المجتمع البحريني واشكر الكاتب الكريم على طرحه المرموق وابتعاده كل البعد عن الطائفية كما يحصل لدى البعض .......

    • زائر 9 | 2:26 ص

      التجرد من العصبية والطائفية/ غصن زيتون السلام

      لماذا هذاه العجلة يا اخي من قال اليك ان الكاتب المخضرم هذا قد اختزل الحوار في الاقطاب الثلاثة وكيف ينجح الحوار بدون التجمع الوطني انما تحليل الرجل كا بمناسبة ماجرى امس في ستره وما وافق تصريحات رئيس مجلس النواب من توافق ليس الا ولا داعي من الان للتشنج والعصبية فمن اردا نجاح الحوار وعندما نقول نجاح الحوار يعني تثبيت العقل والاستفادة من هذا الحوار لجميع المتحاورين حتى لاتتكر الاخطاء كل عشر سنوات وهذا لن يكون الا في حالة التجرد من العصبية والابتعاد عن الحساسية المفرطة التي ترجعنا الى الوراء

    • زائر 8 | 2:13 ص

      مواطن يسأل

      ماهي مطالبات ..تجمع الوحدة الوطنية ........

    • زائر 7 | 2:00 ص

      ما زلنا نطالب بإشراك جمعية "وعد" في الحوار

      بالرغم من الاختلافات الايدلوجية فأن وعد هي الوجه الاخر للعملية الديمقراطية واذا كانت الوفاق من المحاورين المتوقعين فلابد من تواجد خبرات وعد التي صقلتها سنين العمل السياسي ...........

    • زائر 6 | 1:30 ص

      العقلنة سيدة الحكمة والحل

      ندعو الله ان يقود العقول الى الرشد والحكمة والتبصر في مصلحة الوطن وحقوق المواطن اولا ويبعدنا عن شرور العصبوية ان الاطراف الداخلة في منظومة الحوار قيادة ومعارضة ومولاة مطلوب منها اذا ما ارادة الوصول الى بر الامان ان تضع الحقوق الاساسية في المقدمة وبصدق- السياسية والمعيشية وتكافئ الفرص في ادارة هموم البلاد وعلى الجميع ان يدرك ان العقلنة سيدة الحكمة.
      اللهم سدد خطى الجميع الى صالح الوطن ولحمة شعبه. امين.

    • زائر 2 | 11:43 م

      من المشاركون و كيف اختيروا و هل هم متساوون في اتخاذ القرا؟

      حدد وزير الاعلام مدة النقاش بشهر حين ذكر ان تسليم مقترح مشروع الاصلاح قبل شهر رمضان اي قبل اغسطس و هنا يبرز سؤال ماذا لو لم يتفق على مسودة المشروع ام ان المشاركين ملزمين ان يتفقوا؟. .............

    • زائر 1 | 11:40 م

      ثلاثية الحوار الناجحة

      أين دور تجمع الوحدة الوطنية"المارد" في هذا الحوار!!!
      لماذا لم تذكره كجزء أصيل من مكونات المجتمع البحريني. أختزلت المعارضة و الشعب فقط بجمعية الوفاق؟!

اقرأ ايضاً