العدد 3227 - الجمعة 08 يوليو 2011م الموافق 06 شعبان 1432هـ

مجتمع المؤسسات والقانون

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

السفارة الأميركية تخاطب الإعلام مبدية استياءها من طريقة تناول الزميل الكاتب بصحيفة «الوطن» يوسف البنخليل للسياسة الخارجية الأميركية، وخصوصاً فيما يتعلق بموقفها من الأحداث في البحرين... مدير عام المطبوعات والنشر في هيئة شئون الإعلام نواف المعاودة يوجه خطاب لفت نظر إلى «البنخليل»، يلفت فيه إلى «تعارض ذلك مع مواد قانون تنظيم الصحافة...»، جمعية الصحافيين البحرينية تصدر بياناً تعبّر فيه عن أسفها للرسالة التي وجهتها هيئة شئون الإعلام، رئيس لجنة الحريات في الجمعية يوجه دعوة من الجمعية للسفارة الأميركية من أجل مناقشة الموضوع.

باختصار، تكاملت الحلقات التي تبني وتنظم العلاقات السليمة المطلوب تكريسها في المجتمع البحريني، فينبغي، كما فعل المعاودة، أن تمارس مؤسسات السلطة الرقابية دورها في ضمان تقيد الصحافة بما يخولها به قانون المطبوعات، ومطلوب من جمعية الصحافيين أن تهب لنجدة أي صحافي بحريني أو مقيم في البحرين، كي تضمن له البيئة الإعلامية الآمنة التي تمكنه من استخدام حقه في التعبير عن رأيه، طالما أن هذا الرأي لا يتجاوز القوانين المعمول بها.

أرصد كل ذلك، دون الدخول فيما كتبه الزميل «البنخليل»، أو تقويمه، ودون إعطاء الحق لأيٍّ كان، باستثناء القانون، فيما دونه تعبيراً عن رأيه في السياسة الخارجية الأميركية، فهذا شأن خاص به دون سواه. القصد من تناول الموضوع هنا هو الربط بين ثلاث مسائل تتكامل مؤسسات البلاد فيما بينها كي تبني مجتمع القانون:

الأولى تتعلق بحق الصحافي في التعبير عما يجيش بداخله من أحاسيس، قد تبدو للبعض أنها قد تجاوزت القانون، في حين أنها ملتزمة بمواده. ومن ثم فبغَضّ النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف معه، يبقى حقه محفوظاً في أن يبدي رأيه المقتنع به.

أمّا الثانية، فهي حق مؤسسات الدولة في ممارسة دورها الرقابي، الذي ينبغي أن يتقيد هو الآخر بما تقوله مواد القانون ذات العلاقة بما تريد الدولة أن تنبه له، حفاظاً على التقيد بالقانون، وصيانة للنظام المطلوب الدفاع عنه.

ونصل إلى الثالثة، وهي واجب النقابات في حماية المنتسبين إليها، فتمارس دورها المدافع عن أعضائها إلى نهاية الطريق، ولا تتخلى عنهم أو عن مؤسساتهم التي يعملون فيها، إلى اللحظة التي يقول فيها القضاء كلمته. فمن حق الصحافي والمؤسسة الإعلامية التي يعمل فيها أن تطالب الجمعية بالوقوف إلى جانبها في معاركها التي تخوضها ضد كل من يحاول أن يقلص هامش الحريات، وأن يصادر حق الصحافي، ومن ورائه مؤسسته في ممارسة دورها المهني، وبالحرفية التي تتطلبها مقاييس المهمنة.

متى ما تكاملت هذه الحلقات، يستمتع الصحافي بحقه في التعبير عن رأيه، وتحتفظ الدولة بحقها في فرض سيادتها، وتطمئن المؤسسات الصحافية على مستقبلها. وهذا ما يريد المواطن البحريني أن يراه، في مجتمع القانون والمؤسسات الذي يبنيه الجميع

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3227 - الجمعة 08 يوليو 2011م الموافق 06 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 5:31 ص

      من حق الصحفي التعبير عما يجيش بداخله من احاسيس ( لا لكبت المشاعر ) ...... ام محمود

      من حق العاملين في السلطة الرابعة ( الصحـــــــــــافة) الكتابة والتعبير بالحرية التي تسمح لهم التحليق في الفضاءات المفتوحة عن جميع الهموم والمواضيع والقضايا الداخلية والخارجية
      من جميع الجوانب الاجتماعبة والسياسية والاقتصادية والعاطفية
      حرام تضيقون عليهم وتكبتونهم بعدين تصيبهم عقد نفسية وأحلام مزعجة ويذهبون للمصحات والمستشفيات الخاصة بالأمراض النفسية عدل كلامي لو لا
      لا أتفق معك استاذ في كلمة (معارك)
      لماذا هل نحن في حرب وقتال
      __
      تحية للأستاذ الكبير منصور الجمري
      كل يوم نتذكره بالخير

    • زائر 12 | 5:21 ص

      امريكا صاحبة قيم

      شأنا او ابينا امريكا تحترم القيم

    • زائر 11 | 5:13 ص

      لا اعتقد ابداً أن السفارة الأمريكية طلبت ذلك

      لم تطلب السفارة الامريكية ايقاف كتابات الكاتب بن خليل.. وتلك كانت آراؤه رغم ان المحمل عليه أنها مجرد معلومات مرسلة غير موثقة، لكن ادارة المطبوعات هي التي ارسلت خطاب للكاتب.. ثم النقطة الأهم، مراسلات وتحركات وجمعية الصحفيين وغيرها وشغلة ومحد وقف مع الصحفيين المقموعين.. استاذ عبيدلي نحتاج الى قلمك السابق فقد كان على الباطل أشد

    • زائر 10 | 4:20 ص

      داعمة الاستبداد

      الى صاحب التعليق رقم واحد
      نسيت شي و هو أمريكا داعمة الانظمة الاستبدادية في المنطقة.. لو تعتبرون هذه حسنة

    • زائر 9 | 3:39 ص

      يعيبون على الناس والعيب فينا!!!!!!!

      اول شيء قبل مانقول امريكا واسرائيل وقبل كل ذلك أنا لست مدافعاً عنهما بل لنرى انفسنا اولاً .الامريكي في موطنه حتى ولو كان من اصول افريقيه او لاتينيه او يابانيه او غيرهما له نفس الحقوق ولا يقال له انه عجمي او متجنس او غيرهما والاسرائيلي ايضا لا يقال له يا روسي او يا يمني او يا اثيوبي بس اسرائيلي وله كافه الحقوق مثل غيره من الاسرائلين. اذا انا مواطن لماذا لا استطيع ان اعمل في .....؟؟؟ وغيري ياكلها بارزه مبرزه:؟؟؟؟؟ شر البليه مايضحك

    • زائر 6 | 2:51 ص

      الرجاء النشر

      لم تدافع جمعية الصحفيين عن الصحفيين الذين دخلوا المعتقلات وما زال بعضهم بها ........... منظمة مراسلون بلا حدود تدافع عنهم وأنتم خارج السرب ............

    • زائر 4 | 2:19 ص

      عبد علي البصري

      صح السانك يا عبيدلي وشكرا لصاحب التعليق الاول

    • زائر 3 | 1:23 ص

      هل حقا يستمتع الصحافي بحقه في التعبير عن رأيه؟؟ القارىء يحكم من خلال "قياس" محتوى ما يُنشر..!!

      متى ما تكاملت هذه الحلقات، يستمتع الصحافي بحقه في التعبير عن رأيه،

    • زائر 1 | 11:02 م

      أمريكا, الراعي الرسمي للديموقراطية العالمية ذ.م.م

      ها هي, مبيدة الهنود الحمر, مستعبدة الأفارقة, صاحبة قنبلة هيروشيما و نغزاكي, حارقة الفيتناميين, حامية إسرائيل, محتكرة سوق الأسلحة و المخدرات, منتجة مسلسلات الفضائح مثل أبوغريب و غيرها, تدعو إلى تكبيل الأفواه و لا غرابة هنا. شدة الغرابة تأتي بمن يستجدي بها "خيرا"...

اقرأ ايضاً