العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ

ونحن نقول... من الذي أشعل نار الطائفية؟

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الغباء محاولة البعض إقناع الناس بأن ما يحدث الآن من اصطفاف طائفي كان نتيجة ممارسات القوى المعارضة خلال الأحداث الأخيرة، فبعيداً عن الظروف التاريخية والإقليمية، هناك عدة أطراف كان لها دور أساسي فيما وصلنا إليه من حالة العداء بين الطائفتين، أهمها الدولة بمؤسساتها المختلفة ووسائل الإعلام وقوى سياسية، وهناك بالطبع الطائفيون والمستفيدون بصورة أو بأخرى من هذه الحالة.

ولنفترض جدلاً أن ما طرح من مطالب خلال الأحداث هي مطالب تخص طائفة دون أخرى، فإن طرفي الصراع في هذه الحالة هما الحكومة وهذه الطائفة وليس طائفة وأخرى، فمن الذي حول هذا الصراع إلى صراع آخر بين مكونات المجتمع البحريني؟

ولنفترض أن المعارضة ارتكبت خطأً باختزالها الشعب البحريني والتحدث باسمه، فما الذي يمنع الطرف الآخر من طرح مطالبه؟

على من يتهم المعارضة بأنها من أشعلت نار الفتنة الطائفية وأن طرحها لشعار «لا سنية ولا شيعية» لن يقنع أحداً، أن يجيب على العديد من الأسئلة لكي يقنعنا بذلك.

فمن الذي نصب المشانق للآخر؟ ومن الذي طالب بالإعدامات؟ ومن الذي دعا إلى فصل الموظفين من أعمالهم والطلبة من جامعاتهم؟ ومن الذي كسر وعبث بمحتويات المحلات التجارية التابعة لطائفة واحدة؟ ومن الذي دعا إلى مقاطعة التجار من الفئة الأخرى ونشر العلامات التجارية لمحلاتهم بهدف التحريض على مقاطعتها؟ ومن الذي خوَّن واتهم الطرف الآخر بالتبعية لجهات ودول أجنبية؟ ومن الذي رفض جميع المطالب العادلة وأرجع البحرين بذلك إلى المربع الأول؟

على رغم الهجمة الشرسة التي تعرضت لها طائفة بأكملها خلال الفترة الأخيرة من تخوين وتسقيط وسب علني، فإننا لم نسمع من رموز هذه الطائفة ما يشكك في وطنية الطائفة الأخرى، أو الدعوة لمقاطعة تجارها، وذلك لسبب بسيط هو أن هؤلاء الرموز يعلمون بأن المشكلة ليست طائفية كما يريد البعض أن يصورها، ولذلك فإنهم لن ينجروا لحرب طائفية مختلقة.

لم تنتهِ لجنة تقصي الحقائق التي أمر جلالة الملك بتشكيلها حتى الآن، ولكن ما توصلت إليه وما أعلنت عنه حتى يوم أمس، يوضح أن العديد من الانتهاكات قد مورست من قبل جهات رسمية، منها الفصل التعسفي، وحالات إساءة المعاملة للأطفال، كحالة الأطفال الذين تم اعتقالهم بمركز شرطة البديع قبل أيام، وحالات من الاحتجاز غير القانوني، علاوة على عدم إعطاء عدد من المحكومين الفرصة للدفاع عن أنفسهم ولم يحوزوا على حقوقهم الإجرائية خلال محاكمتهم.

مهما حاول البعض تزوير الأحداث وتمثيل دور الضحية واتهام الآخر بالطائفية والعمالة فإنه لن يستطيع أن يخدع التاريخ، فعندما تهدأ النفوس ويعود صوت العقل، وتتم دراسة وتحليل ما حدث بشكل موضوعي وموقف كل طرف من المعادلة، وتتضح الحقائق للجميع، سنقول لهم: يكفي أن تراجعوا ما سطرته أقلامكم في تلك الفترة

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 50 | 9:22 م

      شكرا

      مقال قوي مو هذا الي يفرحني انطقوا بالحق و الحق يعلوا و لا يعلى عليه

    • زائر 44 | 1:06 م

      رائع

      أعتقد بعد قراءة الطرف الذي يرمي الطائفةالكريمة بالطائفية .. بعد قراءة مقالكم عليه ان يخجل ويتراجع عن كل ما ادعاه وان يستغفر ربه في هذا الشهر ويطلب العفو من كل من ظلم .. شكرا لك استاذ جميل

    • زائر 41 | 11:33 ص

      لقد عدت اتنفس الحرية من جديد مع اسود الوسط

      لا استطيع التعليق على المقال ابدا لانه مقال من القلب وقد لامس ومس شغاف القلب ونتمنى ان تعيه القلوب الخاويه..شكرا لك ياجميل ولهانى الفردان وللأستاذه مريم ولكل المخلصين للوطن،شكرا لاقلامكم الحرة الشريفه وشكرا لصحيفتكم البيضاء العفيفة النظيفه ونتمنى من باقى الصحف ........ان تحدو حدو الوسط لترفع الوطن وتدافع عن المواطن لا ان تطالب بنصب المشانق وفصل العمال والموظفين من اعمالهم وتجويع ابناء فئة عبرت عن رايها سلميا ...........

    • زائر 40 | 10:10 ص

      شكرا

      احين نقدر نقول رجعت الوسط كما كانت بل واقوي مقال في الصميم

    • زائر 38 | 9:43 ص

      شكرا

      بوركة على هذا المقال الرائع و الجميل ولاغاب صوتك الا طائفي..

    • زائر 37 | 9:14 ص

      كلام جميل .. يا جميل

      لم ولن يروا من الطائفة المضطهدة المظلومة إلا كل جميل، وها نحن نظلّ نعيد تلاوة الأسحار في دعاء البهاء: اللهم إني أسألك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل، اللهم إني أسالك بجمالك كله، ..........

    • زائر 36 | 8:10 ص

      شكرررررا لكم

      .بارك الله فيك وصح لسانك وسلم قلمك على النطق بالحقيقة التي لا تخفى على احد قلت ما في قلوبتا فشكرا لك أيها النبيل ............

    • عنب احمر | 7:16 ص

      احسنت وشكرا

      الادهى من ذلك قلب الامور ..........

    • زائر 30 | 6:19 ص

      اللهم إني صائم

      اللهم إني صائم

    • زائر 28 | 6:13 ص

      وما زالوا مستمرين في اشعالها

      حمدلله بأنني ما زلت مستمرة مع صديقاتي السنه ........

    • زائر 26 | 5:50 ص

      بحرينية

      كلامك عين العقل ,هذا هو الصحيح لكن لمن تخط ولمن تقرأ

    • زائر 22 | 4:34 ص

      كذبوا كذبة وفشلوا في تسويقها

      من أيقض الفتنة الطائفية وعفنها وأراد نشرها في البحرين هم الآن في ورطة عمياء .. شعب البحرين شعب واحد بطائفتيه الكريمتين ولم تنطل عليه خرافة ( نحن وأنتم ) ........ شعب البحرين له مطالب محقة ......

    • زائر 21 | 3:10 ص

      النفوس المريضة والمتعصبة

      المساجد ودور العبادة والمآتم التي هدمة سوف يذكرها التاريخ في سجله كسنة كبيسه ومئساه علي اهل البحرين كما هي سنة الطبعه و الجدري

    • زائر 20 | 3:05 ص

      الأقزام والعمالقة

      شاهدت مقال اليوم لأحدى الكاتبات في احدى الجرائد المتخصصة في الشحن الطائفي وكان مقالها اليوم ليلقي اللوم على الوفاق لأنها من اشعل فتيل الطائفية وقرأت الردود وفي الأخر اشفقت على الكاتبة وجريدتها وقرائها فهم يكذبون الكذبة ويصدقونها واكتشفت بانهم مصابون بداء الريبة والإغتراب واما شعب البحرين فكل يوم نكتشف كم هو عضيم وعملاق وكم ان اعدائه اقزام اقزام

    • زائر 19 | 2:44 ص

      درى ولكن غاور

      قالوا ونقول ( درى ولكن غاور ) يعلمون الحقيقة تماما ويعرفونها كما يعرفون أبناءهم ولكن ما في النفس ما فيها والدينار جاذبيته أقوى من كل شئ حتى خشية الله والاخرة ....

    • adam | 2:44 ص

      كلام على الوتر

      شكرا لكم شكرا لكم
      عادت الروح القوية للوسط اخيرا
      هاهي المقالات المنتظرة من اسود الوسط نعم كلامك في الصميم ولكن اعتقد انك الان ستصبح خائن في نظر بعض الكتاب وستلعن وتشتم في العلن اراح الله قلبك مثلما ما ارحت قلوبنا .

    • زائر 17 | 2:38 ص

      مقال جميل للكاتب جميل وفعلا طرحك جميل

      من أجج نار الطائفية هما طرفان لا ثالث لهما الدولة بكل مؤسساتها والطرف الثاني هم المستفيدون ماديا ومعنويا من ذلك بحيث تخلو لهم الساحة ويصفو لهم الماء لكي يمرروا بعض الأجندات ولقد قام بعض هؤلاء بدون إذن من الدولة بممارسة بعض الأمور خارج إطار الدولة وربما أحيانا أساؤوا للدولة من خلال تصرفات فردية. هؤلا الأفراد لا تهمهم إلا مصالحهم الفردية وتراهم يتقلبون ويتلونون مع مصالحهم الفردية كالحرباء
      لقد اغتنموا الفرصة ووشى بعضهم على بعض إخوانهم
      ومن عاش معهم عشرات السنين من أجل منصب

    • زائر 16 | 2:29 ص

      الحقبقة بعينها

      أسمعوا يادعاة الطائفية ، مهما تماديتم ومهما لعبتم على وتر الطائفية سيبقى هذا الشعب موحدا متماسكا لن تستطيعوا جره إلى مستنقع الطائفية البغيض ..... عاشت مثل هذه الاقلام الشريفة

    • زائر 15 | 1:45 ص

      على الرغم من الهجمة الشرسة التي تعرضت لها طائفة بأكملها الا

      نعم يا أخ جميل أتعرف لماذا لأن الطائفة المستهدفة ليس في قاموسها الأنتقام أو التحريض أو رفع المشانق وهذا ليس من تربيتها من تربى تحت منبر سيد الشهداء الحسين (ع) ليس هذا دأبه ، ونضيف سوألا لأسئلتك لتلك الجدة التي تقول لمن تقولوا ( شيعية لا سنية ) نقول هذا الشعار لها و لأمثالها من المحرضين على الفئة المستهدفة أننا ليس لدينا فررق بين شيعي وسني ، لكن لا نستطيعالدخول الى عقول مغسولة تأخذ الناس بالظنة بفضل التحريض الممنهج .

    • زائر 14 | 1:40 ص

      btv

      الكل يعرف الحقيقة والبعض يستهبل

    • منصور سلمان | 1:23 ص

      صح 100%

      بصراحة كلامك عين العقل
      كل يلي قلته هو يلي قاعد يصير في البحرين

    • زائر 11 | 1:04 ص

      العندليب

      من صارع الحق صرعه

    • زائر 10 | 12:47 ص

      صح إلسانك

      قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 8 | 12:00 ص

      100% Correct

      100% CORRECT

    • زائر 7 | 11:23 م

      كلام من ذهب

      ليس بعد كلامك كلام....حديث جميل وأنت جميل بارك الله فيك وفي الاصوت الوطنية المخلصة...

    • زائر 3 | 10:03 م

      اقسم با الله انه كلامك احسن من الصح

      قوي الصراحه
      يعطيك الف عافيه
      مقال ولا اروع
      الله يساعدك على الهجمات الحين

    • زائر 2 | 9:22 م

      شكرا لكم

      شكرا إستاذ جميل على الطرح وفعلا يجب أن يعرف العالم من هو العازف على وتر الطائفيه

اقرأ ايضاً