العدد 3270 - السبت 20 أغسطس 2011م الموافق 20 رمضان 1432هـ

المؤزِّمون هل يُنهون أزمة وطن؟

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما حدث منذ 14 فبراير/ شباط 2011حتى اليوم يعتبر أسوأ كابوس مرّ في تاريخ البحرين ليس فقط من حيث تمكُّن القبضة الأمنية من كل شيء ولا لفرط ما أريق من دماء في فترة زمنية بسيطة ولا لانفلات الحدث من بين أيدي السياسيين والمعنيين بالأمر بل لأن ما جبلت عليه نفوس البحرينيين قد تغير واختلف، وأصبح الناعقون هم الأعلى صوتاً في الوطن.

على امتداد صفحات الإنترنت، الفيسبوك والتويتر وصولاً للإعلانات المعلقة بالشوارع ستسمع صوتاً ذا لونٍ واحد يقدم نفسه على أنه الممثل الرسمي للشرفاء بالبحرين وكأن ذلك لا يترك لك مجالاً غير وصم من لا ينتمون لهذا التجمع بغير الشرفاء، بين ليلةٍ وضحاها قسمت البلد لمناطق للشرفاء وأخرى لغير الشرفاء، مطاعم للشرفاء وأخرى لغيرهم، محلات تجارية للشرفاء وأخرى لعديمي الشرف وهكذا يمكنك أن تقيس كل شيء كان ذات يوم يصنف خارج إطار السياسة إلى حدث سياسي يستحق التخوين والتحطيم والعزل، لم يسلم التجار من هذا التقسيم الطائفي البغيض وتطاول البعض على بعض المحلات التجارية لتجار كانوا يعيشون بمنأى عن السياسة حتى يوم ٍ قريب.

لقد عرفت البحرين منذ فجر الأزمان باحتضانها لمختلف الأديان في حب ووئام وقد كان والدي رحمه الله ينقل لنا صورة مشرقة لذاك الزمن الجميل حين كان يخرج لمدرسته صبحاً فيمرّ بمنزل صديقه اليهودي ليكملا المشوار معاً وعند الضحى تجتمع نسوة الحي في منزل «أم عاشور» المرأة اليهودية بائعة «الآجار» فيتبادلن أطراف الحديث في ود حقيقي ويتشاركن في تجهيز الغداء، أو مشهد مواكب العزاء في مطلع الخمسينيات حين كانت تتشاركها كلتا الطائفتين في تناغم جميل يؤصّل عمق العلاقات الإنسانية التي كانت تجمع البحرينيين في الأحزان والأفراح.

مشاركة وجدانية وتفاصيل يومية أشبه ما تكون بقصص الخيال حين نقارنها بواقعنا اليوم وإذا كانت هذه الصور هي ماضي أرضنا الطيبة فما الذي تغير؟ هل عجزت الأرض التي احتضنت الأديان المختلفة أن تحتضننا ونحن ندين جميعنا بالإسلام؟ إن الطائفية لن تحقق لنا يوماً أي مكاسب هي فقط ستجعلنا أصغر من أن نرتقي لمستوى حوار وطني هادف يضع نصب عينيه مصلحة المواطن دون الالتفات لتفاصيله الجانبية.

آن الأوان للأصوات المدجّجة أن تصمت وأن تترك لصوت العقل والمنطق أن يحكم المشهد، فلقد عانى البحرينيون من ويلاتٍ ثقال في الأشهر الماضية وربما هم موعودون بأكثر من ذلك إن لم يتم إخماد هذه الأصوات الناعقة في جنة دلمون الخالدة

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3270 - السبت 20 أغسطس 2011م الموافق 20 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 5:32 م

      بوركت يا مريم

      لقد ورثت عن اباك رحمه الله قلمه الشريف .. بوركت وبورك قلمك يا ابنة محب الوطن

    • زائر 37 | 10:53 ص

      سلمت الأنامل

      بارك الله فيك يا أ. مريم هذا مقال ينم عن روح وطنية تؤثر وتتأثر بما يجري في الوطن الغالي.

    • زائر 35 | 9:11 ص

      صوت النشاز..

      صوت النشاز يسهل صيده ومعرفته في الصحف المحلية وهو صوت تشمئز منه النفوس وتنفر منه الارواح ولا تزيد النفس الا بعدا وتمزيقا!!

    • زائر 34 | 9:00 ص

      lمقام الأمير زيد

      اذكر عندما كنت صغيرا تأتي وفود من الأخوة السنة لتجلس اسبوع في مقام الأمير زيد بالمالكية كنا نطلق عليهم الندادير ( الذين ينذرون ) بين عشية وضحاه اصبح صوت واحد غيريب يخون ويكفر ويستبيح الأعراض .

    • زائر 33 | 9:00 ص

      الى الزائر 20

      سلام على القلب الكبير رغم كل المأسي الكبيرة-بحريني أصيل ولكن فاقد الشئ لا يعطيه(فأنت ترد على من فقد الشيمة والمروؤة)!!.

    • زائر 32 | 8:51 ص

      أصحاب الفتنة

      الدنيا جميلة والقلوب صافية بدون التكفيريين... فهم أصل كل بلاء ينزل على الناس

    • زائر 29 | 7:12 ص

      نحن قلبنا على الوطن .. كل الوطن.. ولكل المواطنين..

      يا زائر 12: يا من تصفق للتجنيس السياسي.. إعلم بأن من إستطاع أن يسكن الآباء ويوظفهم فلن ولن يستطيع أن يوظف ولا يسكن الأبناء.. وبعدها ستصيح أيضاً عندما لا يجد أبنائك (الله يخليك وترى الأيام القادة) لا وظيفة ولا سكن.. عندها ستتذكر ما تقوله اليوم (خبز ..خبزته .. اكليه!)..
      لكنني إن أبقاني الله معاك، لن أقول لك ذلك (بل سأتقاسم قطعة الخبز معاك.. ,اوصي عيالي بأن يقسموا الدار مع عيالك)..

    • زائر 28 | 6:57 ص

      رد

      زائر 14 هذة ليست بدعة بحرينية هذا التقسيم دول عريقة في الدمقراطية تتبعة وليس كما تعتقد ان صوت 1 = 32

    • زائر 27 | 5:56 ص

      ولا يزال البعض يقول مؤامرة ويخوّن الناس

      لا تذهبي بعيداً.. فقط أنظري الى خطب الجمعة الفائتة..

    • زائر 26 | 5:43 ص

      ذاك الزمان وهذا الزمان

      في ذاك الزكان لم يكن التكفيريون والمخونون وأصحاب النفوس المريضة الحاقدة على غيرها موجودة أما الأن فقد انتشروا كأنتشار النار في الهشيم تأكل كل ما تجد فيجب على من مكنهم وأعطاهم الأمر بالتصرف والحل والربط أن يوقفهم حتى نصل إلى ما يحمد عقباه وتعالج الأمور وتوضع في نصابها ، هؤلاء لا يريدون الخير بالبلاد والعباد وقى الله اهل البحرين شرهم وكيدهم أما لاصحافة النبيلة فعليها حمل ثقيل للأستمرار في إيضاح نقاط الخلل . أعاننا الله وإياكم على مثل هؤلاء . وفقكم الله وحماكم

    • زائر 25 | 5:25 ص

      الى زائر رقم-12-ليست تلك هي المشكلة-مواطن مغترب

      المشكلة يا اخي الكريم ليس في من يخبز خبزا ياكله بل ينبغي ان تدرك اننا اسرة واحدة وابناء حي واحد اذا اشتعلت النار في بيت جارك احسبها في ديارك ومن شيمة العربان وثقافة اهل البحرين ان يهبوا لنجدة اخاهم في الازمات وعلينا ان ندرك ان الخلافات بين الاخوة ممكنة الحدوث بيد ان الاهم في ذلك ان نتحلى بالحكمةبحل ما يحيط بنا من معضلات لاننا ببساطة نبحر على مركب واحد وغرقه يعني غرقنا جميعا ويعجبني ما قاله احد حكماء منطقتنا الذين رحلوا (طول عمرنا نتقاتل ونركن الى الصلح ولولاه لما استكانة الحياة)قول يفيض بالحكمة.

    • زائر 24 | 4:57 ص

      كلام يثلج الصدر

      مازالت بلدنا بخير ومازالت المحبة والمودة والتواصل بين ابناء الشعب الواحد قائمة رغم دعاة الفتنة والتقسيم وأغلب هؤلاء دخلاء وغرباء على هذا الوطن ولهم أهداف واضحة ومعروفة ولاتنطلى الا على السدج والمغفلين ، فنحن شعب واعي مثقف ولايمكن ان تفرقنا هذه العناصر الفاسدة المرتزقة .

    • زائر 23 | 4:49 ص

      إلى المعلّق رقم 12

      الطائفية كانت تمارس علنا وعلى عينك يا تاجر من تقاسم مناصب وكراسي وأدوار وليست وليدة اليوم
      وما أدى بالبلد إلى هذا الحال إلا هذه الممارسات المقيتة
      ولا مجال هنا لأعطيك الأدلة على ممارسة الطائفية على عينك يا تاجر
      ثم أي من مطالبنا كانت طائفية
      هل عندما نطالب بحقوقنا وكرامتنا مساءل طائفية
      قل لي كيف يحق ل600 ناخب أن يكون لهم نائبا
      و14000 لهم نائبا أليست هذه قمة الطائفية
      ألسنا كلنا بشر لماذا صوت فلان يساوي صوت 32 فردا لأنه من طائفة اخرى
      ما قولك في التجنيس الطائفي حلال طبعا

    • زائر 21 | 4:41 ص

      المؤزّمون هم المتطفلون وهم من أودى بالبلد إلى هذا الحال

      لو تمعنّا في الأمر لرأينا هؤلاء المؤزمون هم من اهم الأسباب التي أودت بالبلد إلى هذا الحال بسبب استحواذهم على المناصب المهمة في مؤسسات الدولة الخاصة والعامة وهؤلاء لا يعرفون إلا مصالحهم
      الضيقة لذلك هم يقصون الكفاءات معتبرين البلد كعكة خالصة لهم وليس لسواهم فيها شيء
      ولا ولاء إلا ولاءهم ولا وطنية إلا وطنيتهم المبنية على المصالح الفردية
      ترك لهم الحبل على الغارب في البلد فعاثوا فيها خرابا استحوذوا على مناصب وكراسي بغير وجه حق
      لذلك هم يحاربون الإصلاح

    • زائر 19 | 4:29 ص

      الان ؟

      الان تتحدثون عن الطائفية , ان كنتم حين صرخ البعض بمعزل عن غالبية شعب البحرين وقرر السير منفردا .. خبز ..خبزته .. اكليه !

    • زائر 18 | 4:21 ص

      المصلي

      الدين لله والوطن للشعوب اذا استبدل شعار المشانق والتخوين على مشارف الطرقات العامة بهذا الشعار الجميل0 واذا طهرت نفوس المئزومون من الحقد والكراهية والذين جبلت نفوسهم الشريرة المريضه على نعت كل انسان شريف يطالب بأبسط حقوقه الشريفة بطريقة سلمية ابهرت العالم المتحضر بابشع النعوت ومنها الخيانة للوطن تارة وتارة اخرى بلعماله للغير حتى قسموا الوطن لأسواق ومحلات تجارية للشرفاء وأخرى لعديمي الشرف بهذه الأسقاطات النتنه والتي فاحت منها روائح الطائفية المقيته دخل الوطن بمنعطف خطير للغاية علينا جميعا تداركه

    • زائر 17 | 4:20 ص

      نظرة ايجابية للأحداث

      عندما منع الخطباء والرواديد العراقيين من زيارة البحرين، أصبحت هناك حاجة ملحة لملئ هذا الفراغ فأبدع البحرينينون وخرجت علبنا أفواجاً من الخطباء والرواديد المتميزين الذين فاقتهم شهرتهم البحرين لتصل الى جميع قارات الأرض. نشهد الآن كوادر صحفية متميزة من أمثال ابنة الوطن الصحفية مريم وهكذا كل ما اشتدت فرجت.
      مع تحياتي
      اجتنبوه اجتنبوه

    • زائر 16 | 4:07 ص

      المؤزمون غربان الوطن

      الشرف الحقيقي.وهو الذي يناله الانسان ببذل حياته أو ماله أو راحته في خدمة المجتمع البشري جميعه ، إن الغربان لا تنعق إلا في الخراب

    • زائر 15 | 4:07 ص

      أن تخرس الصحف الصفراء

      نشد على يديك يا أخت مريم ، ونتمنى من الحكومة إذا كانت صادقة أن تعمل و بكل حزم على أن تخرس أصحاب الأقلام التأزميمية ، أقلام السب و الشتم و التخوين و التدليس و التي تنطلف بكل أمان و دعم عبر الصحف الصفراء الطائفية

      تحياتي / بلادي و افتخر

    • زائر 14 | 3:24 ص

      مقال يثلج الصدر

      كم انت جميلة ورائعه , والجميل فى علم المنطق لا ينتج عنه الا جمالا وروعة ...هذا المقال يثلج الصدر ويروى العطش , هذا الكلام بلسما يشفى الجروح التى نكثتها اياد ملوثه وعقولا مليئه غيضا وقيحا ...كلامك سيدتى له طبع الماء الناظر اليه يرتاح ومن يتذوقه يرتوى ..دمت متألقه

    • زائر 13 | 3:22 ص

      اصبتي كبد الحقيقة_ مواطن مغترب

      اسقاط جميل وعميق في جوهر اشاراته حيث ان النعاق هو ذلك الصوت الذي يشير الى الشؤم والخراب وهو صفة ملازمة لصوت الغربان التي ما ان تصدر اصواتها الكريهة حتى تجد الطيور تخرجوا من اعشاشها فزعا من نعاقها وتهيم لتبحث لها عن مكان اكثر امنا من ذلك النعاق.
      ما الذي علينا فعله لقد ابتلينا وما علينا الا الصبر والسعي بالعاقلية والحكمة لتغيير واقع الحال وانا على قناعة ان حكماء وعقلاء بلادنا يدركون ان لا مكان لهذه الاصوات في مجتمعنا وان الوحدة الوطنية هي العنوان الاهم لاستقرار بلادنا وتعزيز وامننا الوطني.

    • زائر 12 | 2:58 ص

      بوركت

      مقال رائع جدا... صدقت واوجزت واصبت الهدف

    • زائر 11 | 2:57 ص

      البحرين جسدي

      شكرا لمقالك الرائع اكثر الله من هذه النخب البحرينيه التي عاشت ونمت في ارض دلمو ن عريقه الطيبه

    • زائر 7 | 1:36 ص

      الأصوات النشاز ( النكرات )

      هؤلاء يقتاتون على الأزمات لذا ترى سوقهم هذه الأيام ، لكن الشره مو عليهم على من ينصت لهم وسوف يعلم الجميع عندما تهدأ الأسنة ويهدا صوت فحيحهم سعلمون أي مأزمون تبعوا ، اودوا بهم الى محرقة الطائفية التي استفاد منها المأزمون ولكن سيأتي اليوم التي تخرس فيه تلك الألسنة البائسة .

    • زائر 6 | 12:42 ص

      قريبا سيخرس المؤزمون,,,,,,,,,,,,,

      الاستاذه مريم ان الموتورون والمأزمون فى البلد قريبا سيخرسون لان شعب البحرين بسنته وشيعته وبجميع اطيافه قد اصم اذنيه عن سماعهم او قراءة مقالاتهم فى الصحف الصفراء التى تحرض الاخوه على اخوتهم فى الدين والوطن وسنبقى جسدا واحدا وسنعود لتلك الايام الجميله التى تجمعنا وتوحدنا ..احبكم يا ابناء وطنى جميعا.

    • زائر 3 | 10:33 م

      مقال رائع

      بين ليلةٍ وضحاها قسمت البلد لمناطق للشرفاء وأخرى لغير الشرفاء، مطاعم للشرفاء وأخرى لغيرهم، محلات تجارية للشرفاء وأخرى لعديمي الشرف وهكذا ..أعجبني

اقرأ ايضاً