العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ

الإمام علي (ع)... وسجون العام 2011 (2)

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

أسس الإمام علي (عليه السلام) في سنين حكمه القصيرة - التي لم يضطر في نهايتها إلى الخروج للناس ليقول إنني لم أكن راغباً في الحكم يوماً على رغم أنه حكم مصر 30 عاماً، ماذا لو كان راغباً في الحكم؟، يبدو أنه كان سيحكم مصر حتى يوم القيامة - بل منذ بداية حكمه أعلنها بأنه غير راغب في الحكم حتى ألح الناس في طلب موافقته إلى أن وافق بشرط ألا يعدل عن الحق أبداً.

ولأنه الحاكم العادل على نهج منقذ الأمة وخير الخلق أجمعين الرسول الأعظم (ص) فإنه كان يراعي أن يكون العدل في جميع مناحي الدولة التي يحكمها، ولأن السجون تشكل مكاناً مهماً كمؤسسة إصلاحية وعقابية على أن يكون عقاب العدل والمساواة، لا عقاب الانتقام والتشفي، عقاب الإنسانية لا عقاب العدوانية، عقاب المصلح لا عقاب المعذب، فإن الإمام علي (ع) وضع ضوابط وأسساً لمعاملة السجناء ولم يستثنِ منها حتى قاتله الشقي عبدالرحمن بن ملجم.

وتذكر الروايات كما البحوث والدراسات أن الإمام علي (ع) كان يتابع كل الأمور المتعلقة بالسجناء على رغم انشغاله بأمور الدولة الإسلامية الكبرى، فكان يتابع طعامهم وشرابهم، وكان يصرف لهم كسوتين؛ واحدة في الشتاء، وأخرى للصيف.

كما أن السجين الذي كان يصاب بمرض ما يتم علاجه داخل السجن، وفي حال لم يكن لديه من يعتني به قوَّم له واحداً، ويتطور الأمر إلى نقله إلى بيته للعلاج ثم إلى إعفائه من مدة محكوميته إذا ما كان مرضه يشكل خطراً على حياته وهو في السجن.

وكل ذلك لأنه يعلم أن الله موجود ويؤمن به قولاً وفعلاً، ولم يكن يحتاج إلى منظمة العفو الدولية ولا إلى منظمات ما وراء البحار ولا أية منظمة أو شخص لديه القوة ليملي عليه ما تمليه عليه إنسانيته ويوجهه له دينه، لذلك كان يتمتع السجناء كما الرعية بحقوقهم بسواسية فلا هو الحاكم لديه مميزات عليهم ولا عائلته بمن فيهم الزهراء (ع) وهي بضعة الرسول (ص) أو حتى الحسن والحسين (ع) كونهما سبطي رسول الله وابني خليفة المسلمين.

كما أن كان للسجناء وقت للمشي في المنطقة المحددة، كما أنه أعطاهم الحق في الخروج لصلاة الجمعة والأعياد، فضلاً عن إتاحة الزيارة المنظمة من قبل ذويهم وأهلهم لهم دونما منة أو تنصت أو حواجز.

ولم يكتفِ بذلك بل أقر تعليم السجناء للأحكام الدينية والعقائدية وممارستها، بالإضافة إلى تعليمهم القراءة والكتابة، ووضع ثوابت لا يتعداها المسئولون عن السجن وهي عدم التعدي على السجناء ومعاملتهم بالحسنى، ولم يكن ذلك في السجن الذي يوجد في المصر الإسلامي الذي يتواجد فيه، بل إنه كان دائماً ما يوصي ولاته وعماله في الأمصار الإسلامية كافة بذلك كله. فأين سجون العام 2011 من هذا الفكر الإسلامي المستنير؟ فسجون دولنا العربية والإسلامية ليست لها علاقة إلا بالجاهلية فقط

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:33 ص

      مظلومين لاظالمين

      نطالب بالافراج عن المعتقلين


      هذا ابسط مايكون لبسط العدل المطلوب

    • زائر 7 | 5:57 ص

      فقه العدالة-مواطن مغترب

      لست فقهيها لاتمكن من قياس مبادئ فقه العدالة وفلسفة الحكم الرشيد في فكرالامام علي واثار اهتمامي منطق العدالة في فكره عندما قرات في سبيعينيات القرن الماضي في كتاب الحارثيات للكاتب اللبناني جور حنا مقولة يقول فيها(ما رايت نعمة موفورة الا والى جانبها حق مضيع)ورحت اتبصرفي جوهر معانيهاواقارب الوقائع والاحداث من حولي واتمعن فيما اصاب مجتمعاتنا من فسادوثراء فاحش للبعض فيما يتضورالاخرين جوعا.
      مقولة تجسد بعد قيمة العدالة الانسانية في منظور قيمنا الاسلامية فهل نحن قادرين جعلها واقعا ملومسا في ممارساتنا.؟

    • زائر 6 | 5:37 ص

      السلام على أمير المؤمنين

      قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (علي مع الحق والحق مع علي ) فسلام علي علي (ع) يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا

      مقال رااااائع يا أستاذ مالك

    • زائر 4 | 3:27 ص

      سلام الله غليك يا ابا الحسنيين

      الدكتور الوائلي الذي اخذ علية الماجستير او الدكتوراة وهو ( السجون بين الشريعة والقانون ) كتاب قيم يستحق القراءة

اقرأ ايضاً